نبض البلد يناقش أسباب تراجع القطاع السياحي
رؤيا - معاذ أبو الهيجاء – ناقشت حلقة نبض البلد اسباب تراجع السياحة في الاردن، التراجع في السياحة الداخلية والخارجية في الأردن، الأسباب والنتائج، حيث استضافت كلا من مدير تنشيط السياحة الدكتورعبد الرزاق عربيات، و مفوض البنية التحتية في البترا الدكتور ثروت مصالحة، و رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر شاهر حمدان.
ووصف الدكتورعبد الرزاق عربيات تراجع القطاع السياحي، وتراجع أعداد السياح في الأردن بالمؤسف، حيث تأثرت الفنادق بهذا التراجع، والتجار وقطاع النقل وغيرها من قطاعات تعتمد على السياحة.
واضاف بان البترا شهدت انخفاضا شديدا جدا في اعداد السياح في 11 عاما الماضية.
وأرجع اسباب تراجع القطاع السياحي في العام الحالي إلى جملة من العوامل أبرزها استشهاد الطيار معاذ الكساسبة، وذلك أن الإعلام الخارجي عمل على ظلم السياحة في الاردن، عن طريق تناول حادثة استشهاد الطيار بطريقة بشعة، فحدث هناك سوء فهم من قبل المشاهد الأجنبي وصار يظن أن ما حصل وقع في الاردن، وأن العمليات الارهابية التي تجري في دول الجوار تحصل في الاردن، حيث أن المراسل الاجنبي حين ينهي تقريره يقول أنه في الاردن فصار يفهم أن الحدث قد وقع في الاردن رغم انه يبث من الأردن فقط لا غير، وقد عملنا على علاج هذه المسألة.
واسار أن هيئة تنظيم قطاع السياحة وبعد تراجع القطاع بدأت تتحرك فورا لاستهداف السائح العربي لاسيما الخليجي، ما أدى إلى زيادة عدد السياح من الخليج العربي بنسبة 30 % في شهر 7 الماضي.
وأكد أن القطاع السياحي في الاردن قد تحسن وارتفع منذ بداية تسعينات القرن الماضي حيث كان عدد السياح 300 مليون إلى أن وصل في عام 2010 إلى 3 ملايين سائح.
وبين أنه وحتى ينشط القطاع من جديد لابد من تخفيض قيم الفيزا، وتذاكر الطيران، وتخفيض الضرائب على تذاكر السفر، واعفاء كل من يقيم في الاردن 3 ايام من الفيزا وتخفيض الكهرباء على الفنادق، لافتا أنه لو اخذت الحكومات بهذه الاجراءات في عام 2008 لكان لدى الاردن 4 ملايين سائح.
وأوضح بأن مخصصات هيئة تنظيم قطاع السياحة رفعت لاول مرة، وهذا سيكون له نتائج جيدة نهاية العام الحالي وبداية العام القادم.
ونوه إلى أن قانون الهيئة عدل في عام 2007 ليكون عملها خارج المملكة، أما السياحة الداخلية فالمعني بها وزارة السياحة.
واضاف أن 55% من السواح من دول الخليج يأتون للمبيت في الاردن، وهذا يرفد الاقتصاد الوطني بالعملة الصعبة، حيث تعمل الهيئة على نشر اعلانات مكثفة على القنوات الفضائية التي يشاهدها السائح الخليجي.
وتابع قوله بأن هناك ترويج للقطاع السياحي وذلك من خلال تصوير وبث تقارير عن السياحة العلاجية، وسياحة الحلال والمقصود بها منتجعات يفصل الرجل عن النساء فيها، والترويج للبحر الميت.
ولفت إلى أن الهيئة بدأت باستهداف السائج الأجنبي الموجود في دول الخليج العربي، لسهوله قدومه وقصر المسافة والوقت.
وكشف أن هناك خطة طوارئ وضعتها الهيئة حيث سيكون هناك دخول مكثف للأسواق الأوروبية في الشوارع، والميادين، والانفاق، وترويج الافلام التي صورت في الاردن للترويج للبترا.
وقال إن الهيئة ستكثف نشاطتها في المرحلة المقبلة، حيث سيتم دعوة 300 صحافي واعلامي من مختلف انحاء العالم للترويج للاردن في شهر 9 القادم، وهذا سيحدث نقلة نوعية للقطاع السياحي، وكل ذلك بفضل زيادة التمويل الذي حصلت عليه الهيئة مؤخرا.
أما مفوض البنية التحتية في البترا الدكتور ثروت مصالحة فبين أن اسباب تراجع قطاع السياحة إلى عدم ادارة ملف البترا بشكل جيد من قبل الحكومات المتعاقبة، حيث كان يجب استغلال الزخم الذي موجودا ولكنه لم يستغل بشكل مناسب، لاحد عجائب الدنيا.
واضاف بأن هناك مشكلة في توجه الدولة لأي قطاع يتم الدع، هل هو الصناعي أم الاقتصادي أم السياحي، فصار هناك تشتت وعدم تنبيه فضعفت القطاعات كلها.
وقال إن البترا هي اهم منطقة سياحية في الاردن، وصارت أول ضحية لتراجع القطاع السياحي في الاردن.
وبين بان الوضع الاقليمي لها دور كبير في تراجع السياحة، رغم ان هناك دول مجاورة لم يحصل فيها تراجع، فهناك مشكلة في السياسيات.
وبين أن القطاع السياحي يشكل 14% من النتاج المحلي، أي تراجع في هذا القطاع سينعكس سلبا على الاقتصاد الأردني.
وأكد ان اجراءات الحكومة الاخيرة هي لاصلاح القطاع، لافتا أن هذه الاجراءات تحتاج لوقت حتى تظهر نتائجها.
وذكر ان 90% من السواح الأجانب هدفهم هو البترا ، أن انخفاض السواح هو في الاجانب وهذه مشكلة كبيرة، حيث ان عددهم انخفض 40 % عن العام الماضي.
وتابع قوله إن فنادق كثير اغلقت في البترا، حيث كان لدينا 40 فندقا و 2400 غرفة، وكذلك انخفضت الحجوزات في الفنادق حتى وصلت 25% فقط.
وقال إننا نعمل على تفعيل مطار العقبة من اجل تنشيط السياحة في وادي رم و البترا و العقبة.
وأكد بأن سلطة اقليم العقبة لديها مخطط واضح في البترا لرفع السياح من مليون
إلى 2 مليون، ولكن الاصلاحات التشريعية لقطاع السياحة لم تتم، والبنية التحتية تحتاج تهيئة من أجل الاستثمارات.
وعن الموظفين الذين تركوا العمل في الفنادق نتيجة اغلاقها قال" لا يوجد حلول مرضية لهم، ونعمل على توفير عمل لهم في فنادق أخرى.
وطالب الحكومة بالعمل على انهاء تعديل قانون سلطة اقليم العقبة الموجود في مجلس النواب من أجل تسريع تشريعه، حيث ان القانون الحالي يمنع بيع اي ارض لأي اجنبي، ولا يوجد اي حوافز للمستثمرين أو اعفاءات.
وكشف أن السلطة وضعت 25 مشروعا استثماريا ضخما في الاقليم، وقد اوعز جلالة الملك في زيارته الاخيرة للإقليم بتوفير الدعم الالزم لها، ولكن كل ذلك مربوط بتسريع اقرار حزمة التشريعات الموجودة في مجلس النواب الان.
من جهته أرجع رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر شاهر الحمدان تراجع القطاع السياحي إلى الوضع الاقليمي ، كذلك عدم تحديد الحكومات أولوياتها في اي قطاع هو الذي يحتاج إلى الدعم السريع ، وايضا عدم توفر الخدمات في المناطق السياحية وسلوكيات بعض المواطنين في التعامل مع السائج اتلفت العمل على الجميع .
ودعا إلى تسريع الاصلاح السياحي، وهذا يعني تطوير الاداء للقطاع السياحي من القطاع العام و الخاص، فلابد من تطوير ما هو قائم الان، ورفع مستوى الموجود حتى نصلل إلى الدرجات الأعلى، فالتشريعات والأنظمة الناظمة تحتاج تعديل.
واضاف أنه تم رفع حزمة من التشريعات والأنظمة إلى وزارة السياحة، ولكنها بقيت لسنوات دون اقرار، والان هي في ديوان التشريع والرأي ولكنها لم تصدر بعد.
كما دعا إلى انشاء هيئة تنشيط سياحة داخلية، من أجل تطوير القطاع السياحي، حيث تعتبر السياحة الداخلية رديفا للسياحة الخارجية.
ونوه إلى أن تطوير الاماكن السياحية والخدمات أمر مهم فمثلا شارع الاردن صار مكان جذب للناس، فأعطيت تصاريح ببناء أكشاك، ولكن بعد ان اعطيت قامت بلدية عين الباشا وهدمت الأكشاك!!.