نبض البلد يناقش آثار الموجة الحارة التي تعرضت لها المملكة
رؤيا- معاذ أبو الهيجاء- تناولت حلقة نبض البلد، الثلاثاء الموجة الحارة غير المسبوقة التي تعيشها المملكة، حيث استضافت من "طقس العرب" أسامة الطريفي، ومدير الاعلام والتثقيف الوقائي في المديرية العامة للدفاع المدني العميد فريد الشرع، و مدير الشركة الوطنية للكهرباء عبدالفتاح الدرادكة، ورئيسة الجمعية الاردنية لعلم الاجتماع الدكتورة عبلة وشاح.
وقال الطريفي إنه من المتوقع أن تستمر موجة الحر إلى منتصف الشهر الحالي، وأنه لا يستبعد استمرار تدفق الكتل الحارة الى المملكة حتى نهاية الشهر الحالي.
واضاف بأن موجة الحر ستستمر ليوم غد الأربعاء، وستكون الاخيرة في هذا الاسبوع، لافتا الى أنه من المتوقع بقاء موجات غبارية فقط في البادية الجنوبية والوسطى.
وأوضح بان الموجة الحارة ستعود للتأثير على المملكة الأسبوع القادم ولكن بشكل أقل من السابق، حيث من المتوقع ان تصل درجة الحرارة إلى نهاية الثلاثينيات في العاصمة عمان، ثم تنخفض لمنتصف الثلاثينيات وتستمر لمنتصف الشهر الحالي ، أي سنعاني من الموجة الحارة ولكن بدرجات متفاوتة.
وقال الطريفي إن المملكة تأثرت منذ السبت الماضي بكتلة هوائية حارة، وما زالت تتاثر بها حتى هذه اللحظة.
وبين الطريفي أن درجات الحرارة ارتفعت لارقام قياسية يومي الأحد والاثنين الماضيين، حيث وصلت درجة الحرارة في محافقظة اربد الى 43 درجة، وهذا لم يسجل منذ سنوات، كذلك وصلت درجة الحرارة إلى 45 درجة في محافظة الزرقاء.
وبين أن منطقة الاغوار شهدت أعلى ارتفاع لدرجات الحرارة في المملكة وصلت إلى 48 درجة.
أما في العاصمة عمان فقال الطريفي : لقد وصلت درجة الحرارة إلى 41 درجة خلال يومي الأحد و الاثنين الماضيين وهي الاعلى منذ 5 سنوات.
وحول الملاحظات الشعبية التي تقول إن درجات الحرارة الحقيقية أعلى من المعلنة اعتمادا على أجهزة قياس الحرارة في المركبات أوضح الطريفي أن موازين الحرارة في المركبات لا يعول عليها في قياس حرارة الجو لأن مستشعر الحرارة موجود اسفل السيارة ويعطي اكبر من الحقيقة، وهو متحسس مشع وقريب من محرك السيارة فيعطي اعلى من درجة الحرارة الحقيقية، مؤكدا أن درجات الحرارة لم تصل إلى 50 و 55 كما اشيع.
وتابع قوله بأن درجة الحرارة تقاس وفق معايير عالمية في اجهزة موجودة في صندوق خشبي ومرتفع عن الارض مقدار 2 متر.
وكشف بان مساء الخميس والجمعة القادمان سيشهدان انخفاضا في درجات الحرارة حيث ستصل إلى بداية الثلاثينيات، أي أن الموجة الحرارة ستتراجع في حدتها، وستصبح درجات الحرارة مقبولة، مشيرا إلى أن الرحلات ستكون مناسبة يومي الخميس والجمعة، ويمكن أن تكون في المناطق الجبلية الشمالية والوسطى.
من جهته أكد الناطق الاعلامي باسم مديرية الدفاع المدني العميد فريد الشرع انه رغم الحرارة العالية غير المعتادة الا انه لم تكون هناك وفيات بشكل مباشر ناجمة عن الحالة الجوية الحارة كاشفا عن حالات نادرة من ضربات الشمس .
وكشف الشرع بأن الدفاع المدني تعامل مع 21 حالة ضربة شمس خلال موجة الحر لم ينجم عنها أية مضاعفات موصلة الى حد الوفاة .
كما كشف الشرع عن تعامل الدفاع المدني مع 26 حالة تسمم غذائي ناجمة عن عدم صلاحية الاغذية ، مؤكدا على ضرورة الحرص على حفظ الاطعمه والاكتفاء بالاكل الصحي و تقليل حجم الطبخ حتى لا يفسد الطعام المتبقي .
ووجه الشرع رسائل توعوية للمواطنين للتعامل مع هذه الموجة من أهمها عدم التعرض المباشر لأشعة الشمس وعدم نسيان الاطفال بالمركبات .
كما شدد الشرع على خطورة التوجه للمسطحات المائية في هذه الظروف كسد الملك طلال وقناة الملك عبدالله في الاغوار كونها تسبب حوادث الغرق
ونوه الشرع الى انه لم يتم التعامل مع حرائق الغابات ، مؤكدا على ارباب العمل ضرورة الاهتمام بالعمال خاصة التيتستوجب اعمالهم الوقوف تحت اشعة الشمس لفترات طويلة مناشدا بمنحهم الاستراحة الكافية
وردا على التساؤلات المثارة حول عدم تشغيل صفارات الانذار في شوارع العاصمة أوضح الشرع أنه لا داعي لاستخدامها بهكذا الظروف حيث أن وسائل الاعلام بكل انواعها مررت من خلال الرسائل التوعوية نصائح الدفاع المدني التي لاقت تجاوبا من المواطنين ، وبالتالي لسنا بحاجة لايصال رسالة سريعة .
وأشار الشرع الى أن هذه الصفارات لا زالت من ضمن منظومة العاصمة وهناك مناطق لم تدخلها المنظومة ، لذا لم نر داعيا لاطلاقها في العاصمة دون مناطق اخرى ، وفي حالة استدعت الحالات أو الظروف لاستخدامها سنقوم بتفعيلها.
فيما أكد مدير عام شركة الكهرباء عبد الفتاح الدرادكة أن الشركة ستعيد الكهرباء إلى كافة مناطق العاصمة عمان بعد الساعة 10 من مساء الثلاثاء.
وقال إن الشركة تقوم بالاشراف على 70 محطة كهرباء في المملكة منها 20 محطة في العاصمة عمان، مضيفا أنه قبل يومين وقع حريق في 3 محولات كهرباء في منطقة ماركا بالعاصمة عمان ، نتج عنها اصابة احد العاملين في الشركة.
وأوضح ان العمل لا زال جاريا على اعادة التيار الكهربائي الى كافة المناطق المتضررة مشيرا الى انها تحتاج الى تقنية عالية و بالتالي فان 85 % من العمل تم انجازه، وسيتم خلال الساعات المقبلة انهاء العمل واعادة التيار الكهربائي الى كافة المناطق التي شهدت الانقطاع .
وحول الحمل الكهربائي الذي سجلته المملكة قال الدرادكة بان المملكة سجلت في اليوم الأول لموجة الحر 3185 ميجا واط و في اليوم الثاني 3280 و في الثالث 3300 ميجا واط و هذا غير مسبوق .
من جهتها أكدت رئيسة الجمعية الاردنية لعلم الاجتماع الدكتور عبله وشاح أن الموجة الحارة وصلت الى مرحلة الحدث الاجتماعي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي و اخذت حيزا كبيرا من المنشورات والتعليقات ، مضيفة أنه اذا تحدث أحدهم خارج موضوع الموجه فكانه يغرد خارج السرب .
ونوهت وشاح الى ان هذه الاحداث تشكل ارضية خصبة للتجاذبات و تمثل افضل طريقة للتعايش مع الحدث .
وقالت وشاح أن مداخلات المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي انقسمت الى فريقين الأول منهما كان متندرا و هو يشكل الاغلبية من خلال الرسومات المضحكة والصور والمداخلات و التعاطي مع اللحظة .
أما الفريق الثاني فقد اتسم بالطابع الديني حيث عمل على ربط الحداث بالنصوص والمرجعيات الدينية وهذا طبيعي .
وبينت وشاح الى أن أحداث الموجة الحارة وتفصيلاتها أخذت منحى كبيرا و مختلفا لدى الاردنيين انعكس ايجابا على سلوكهم في مواقع التواصل الاجتماعي ، مضيفة أن الغالبية العظمى تفاعلت مع الحدث بايجابية عالية رافقته حالة من التندر مع الحرص الشديد على ابراز الدور الايجابي لتعامل الكثير من الجهات المعنية مع الموجة كالأمن العام وأمانة عمان الكبرى .