نبض البلد يناقش التطورات الاقليمية ودخول تركيا في الحرب على داعش الإرهابي
رؤيا- معاذ أبو الهيجاء- ناقشت حلقة نبض البلد الأحد الحرب على الارهاب، في قراءة معمقة في التطورات الاقليمية ودخول تركيا في الحرب على التنظيم الارهابي داعش، حيث استضافت كلا من الخبير الإستراتيجي د.عامر السبايلة ، والكاتب المحلل السياسي حسين الرواشدة.
وقال د.عامر السبايلة إننا لا نستطيع ان تقول أن تركيا معزولة عما يجري في سوريا أو عن القرارت الدولية، ففي السنوات الأخيرة تحولت تركيا إلى حصان طروادة بما يتعلق بدعم داعش والازمة السورية.
وأضاف أن هناك خلل في الإدارة التركية بموضوع داعش، وعدم ضبطها للحدود وتعاملها مع الجماعات الإرهابية وضع كثير من الاسئلة حول هذا الموقف التركي.
وتابع قوله إلا أن الاولويات تغيرت، فقد حدث والاتفاق النووي مع ايران، وهذا غير الامور في المنطقة، ما يعني اجتماع الكل على الحرب على داعش، فصارت تركيا مجبرة وليست مختارة في الحرب على داعش، وفتح قاعدة أنجرليك أمر اجباري على تركيا.
وبين أن الحرب بالنسبة لتركيا ليست على داعش بل على حزب العمل الكردستاني فهي لم تتحرك حتى تحرك هذا الحزب داخل سوريا، وذلك من أجل انهاء فكرة الدولة الكردية في الداخل السوري وانهاء غريمها التقليدي، فهي تدخل الحرب بعد ان كيفتها لتحقيق اغراض سياسية.
وذكر أنه لا نقدر أن نقول أن تركيا حاضن لداعش بل يمكن اسقاط هذا على اردوغان وحزب العدالة، وبالتالي لابد أن يكون هناك انعكاس على الواقع في تنظيم داعش.
واكد أن تنظيم داعش الإرهابي هو حالة ولدت لتموت ولا يمكن القبول بوجودها ووجود خلافتها الوهمية، إلا بوجود مناخ سياسي يسمح بوجودها ويمدها بالقوة فالاستثمار السياسي هو الذي اعطاها مساحات واسعة للعمل.
واشار إلى ان الوضع السياسي في تركيا لا يسمح لأردوغان الاستمرار في موضوع استثمار داعش، فهناك أزمات واضحة بين رئيس الوزراء الحالي و اردوغان حول هذا الامر.
ولفت إلى أن داعش لا تعيش بدون حدود مفتوحه، ودعم مالي وسلاح ورجال وبيع وشرء النفط منه لكن لا يوجد قرار دولي حاسم لاغلاق هذه المعابر.
ووصف خطاب الرئيس بشار الأسد اليوم بانه اتسم بالصراحة واخرج المشاكل إلى السطح، فتوصيف الجيش السوري بان قدرته صارت محدوده وأنه انهك بعد 5 سنوات من القتال، رسالة إلى المجتمع الدولي بضرورة دعمه لمحاربة الارهاب ويحتاج إلى تعزيزات ودعم قوته
اما عن الموقف الاردني من التغييرات الاقليمية فقال:" أعتقد أن الموقف الاردني مبهم وضبابي فلا هو مع الحلفاء اليوم ولا يبدو أنه جزء من صنع القرار في المنطقة، ولكن لابد ان يستعد للهزات ارتدادية عقب للاتفاق النووي، فالاردن فقد قدرته على متابعة التغييرات السياسية في المنطقة".
أما حسين الرواشدة فقال هناك ثلاث عوامل اساسية دفعت تركيا للتحرك ضد داعش، وهي عوامل داخلية ودولية واقليمية، فالعامل الداخلي متعلق بالإنتخابات الأخيرة التي سحبت البساط من تحت قدمي حزب العدالة وما كان يحضى به من سلطة مطلقة، والحزب الكردي والشعوبي الديمقراطي نزعوا من اردوغان الاصوات فصار هنات مزيد من المراجعة التركية للازمة السورية و داعش.
أما البعد الدولي فصفقة الدول الكبرى مع ايران وتركيا ليست بعيدة عن الامر وهي تدرك أن حزب العمل الكردستاني له منافذ على ايران وقد وظفته فعلا ففي 2013 توصلت إلى اتفاق مع الحزب الكردستاني، ولكن بقي اتفاقا هشا، والحزب الان اعلن ان الهدنة انتهت، أمات البعد الاقليمي فهناك فوضى في المنطقة بسبب الحرب، والموقف التركي من داعش أنها لم تتحالف معه ولكن استخدمته كورقة وغضت الطرف عنه داعش وكانت تدعمه بالاسلاح.
واضاف أن تركيا ارادت استخدام داعش كورقة لمواجهة حزب العمل الكردستاني ولكن توقفت وعادت تركيا تراجع مواقفها بديل أنها قبضت على 1300 واحد من داعش واغلقت مواقع الكترونية لداعش، وهذا ما دفع داعش إلى الهجوم على تركيا وتكفير اردوغان وتهديدها.
وذكر أن هناك تسريبات عن اتفاق مع التحالف الدولي وهي السامح للتحالف باستخدام القواعد العسكرية التركية لضرب داعش، مقابل السماح لتركيا بضرب حزب العمل الكردستاني.
وقال أنا لا اعتقد أن الموضوع خلاف عائلي بين تركيا و داعش بل هناك مشكلة داخلية في تركيا على صعيد الحزب أو الاحزاب الاخرى فبعد الانتخابات وضحت الصورة في الداخل التركي، ودفعت تركيا لإعادة النظر في الموقف التركي تجاه داعش.
ورأى أن تأخر تركيا في مواجهة داعش والتوقفت عن دعمه يرجع إلى انها توظيفه لمهاجمة النظام السوري فالبنسبة للأتراك النظام السوري، بالاضافة إلى انها كانت خائفة من انسحاب داعش إلى داخل تركيا، وأيضا إن امتناع تركيا من دخول التحالف الدولي لأنه غير محدد الاهداف ولا يخدم مصالح تركيا في مواجهة العدو الاول وهو تشكيل الدولة الكردية، والانفصال عن تركيا.
وبين ان الأولية لدى تركيا الأن هي حرب حزب العمل الكردستاني ولا يمنع أنها تريد ضرب داعش، فتركيا تريد مكاسب سياسية داخل تركيا.
وأوضح أن تمدد داعش جغرافيا يرجع إلى وجود مقومات التمدد فالظروف سمحت
بإنتاجها وهي ظروف محلية ، وعربية، مثل اضهاد السنة في العراق وما حدث في سوريا و البراميل المتفجرة و موقف النظام السوري من الثورة والاطراف الدولية و الاقليمية وجدت مجالا للإستثمار، فايران والحشد الشعبي في العراق ودعم الحوثيين كلها ظروف انتجت داعش، فلا يمكن الان أن نتحدث عن موت داعش فجأة إلا بانتهاء الظروف التي انتجتها.
وقال إن الضربات التي وجهت من التحالف والاتراك لبعض مقرات داعش كانت في سوريا وليست في العراق، وتركيا قصفت الاكراد في العراق، فتركيا سمحت باستخدام القواعد التركية مقابل مكاسب سياسية وعسكرية وهي ضرب الاكراد.
وعن خطاب الريس بشار الأـسد قال إن الأسد خرج الان من الصدمة وحالة الاستنكار، حيث
انه لم يكن يرى في السابق المجريات على ارض الواقع، من حيث صفقة تركيا مع التحالف، وقوة التنظيمات على الارض ما جعله يصارح الداخل السوري، فورقة داعش التي كان النظام السورلي يقول للغرب إننا نحارب الارهاب، تركيا سحبت منه هذه الورقة وصارت جزء من التحالف الدولي.
واضاف إن النظام السوري يقر أن مسالة الحسم اصبحت مسدودة و التسويات السياسية فيما كان مطروحا اصبحت من الماضي، واصبحنا نتحدث عن خرائط جديدة وتقسيمات جديدة للمنطقة.
وحول الموقف الاردني من التغييرات الاخيرة في المنطقة قال إن الاردن لا يحتمل بمقدراته و موقعه الانغماس في المشاكل الاقليمية سواء الانحياز للنظام السوري أو التنظيمات.، والاردن لا يقدر ان يدخل في محور عاصفة الحزم فهو لا يقدر على الانحياز للجبهات بل مجرد يقتصر موقفه على المشاركات، وهو اي الأردن يحاول
يرتب علاقته مع الدول، والمسؤول السياسي الاردني يعتقد أن التوافق مع السياسيات الغربية تجاه المنطقة هو ما يخدم الأردن.