Please enable JavaScript
Email Marketing by Benchmark
علماء دين: الاستمرار في الطاعة بعد رمضان صفة عباد الرحمن | رؤيا الإخباري

علماء دين: الاستمرار في الطاعة بعد رمضان صفة عباد الرحمن

هنا وهناك
نشر: 2015-07-14 14:03 آخر تحديث: 2016-08-07 09:40
علماء دين: الاستمرار في الطاعة بعد رمضان صفة عباد الرحمن
علماء دين: الاستمرار في الطاعة بعد رمضان صفة عباد الرحمن

رؤيا - بترا - بعد يومين يرحل شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والغفران الذي ينتظره المسلم بشوق وفرح من عام لآخر حتى يسارع في عمل الخير لكسب الثواب والمغفرة والأجر العظيم من الله عز وجل.

شهر الخير والمحبة، يرحل بعد ان مررنا ببرنامج حافل من التزكية وبناء الذات، اذ عندما يأتي شهر رمضان نرى الكثير من الناس يزداد اقبالهم على أداء الطاعات والعبادات وبخاصة فئة الشباب، فنرى العديد منهم يلتزمون بأداء الصلوات الخمس في المساجد، ويقبلون على قراءة القراءن الكريم ليلا نهارا، وعندما ينتهي الشهر الفضيل نفقد بعضهم في استمرار الاكثار من الطاعات والعبادات والالتزام وكأن العبادات تنتهي مع نهاية الشهر الفضيل.

ويتساءل بعضهم كيف نكرس مفاهيم الايمان وقيمه ونعزز روح التقوى التي حصلنا عليها في رمضان لتكون دائمة غير مرتبطة بالشهر الفضيل؟ عميد كلية الشريعة في جامعة اليرموك الدكتور عبدالرؤوف خرابشة قال اليوم الثلاثاء ان شهر رمضان هو شهر عبادة وطاعة وليس شهر عادة، فبعض الناس يكثرون في شهر رمضان المبارك من الصلوات في المساجد و العبادات والطاعات والإنفاق في وجوه الخير، وبعد رمضان يتوقفون عن ذلك، وكأن هذه العبادات والعادات تنتهي مع نهاية الشهر الفضيل، فلماذا لانجعل أيام حياتنا كلها رمضان؟ وأشار الى أن شهر رمضان هو شهر لتهذيب النفوس والتربية والصبر وشحذ الهمم والارتفاع بالنفوس وتوجهها الى الله عز وجل، ومن تربى على هذه الأمور يستمر بها بعد الشهر الفضيل ولن يتغير سلوك الإنسان بعد شهر رمضان، لذلك تجب مراجعة النفس ومحاسبتها ومحاولة التقرب الى الله في كل عمل يؤديه الإنسان وفي كل دقيقة من حياته، ولابد أن يسعى المرء الى حب الله والعمل الصالح قياما وطاعة ومرضاة لله عز وجل.

وشدد الخرابشة على أن يبقى الإنسان على حسن تعامله مع الآخرين بعد انتهاء شهر رمضان، وأن يحافظ الإنسان على علاقاته الأسرية مع بيته وأقاربه، وأن يستمر الإنسان في العمل الصالح وبر الوالدين وأن يشعر الإنسان أنه عبدا لله ليس مضطرا وإنما هو من اختار الإقبال على الله بمحض إرادته واختار عبادته ليس في شهر رمضان فقط، وإنما في كل أشهر السنة.

مدير مديرية أوقاف إربد الدكتور فايز عثامنه أشار الى أن الأصل في العبادات والعادات الإسلامية أن لاتنقطع بعد انتهاء شهر رمضان، فبعد هذا الشهر الفضيل يأتي موسم الحج وهناك محطات كثيرة فيها الأجر والثواب ومستمرة بعد شهر رمضان الفضيل، شهر الصيام الذي فرضه الله عز وجل ليس للتعذيب وحرمان الإنسان من الملذات ولكن كعبادة يتقرب بها المسلم ليضاعف من أجره وثوابه عند الله عز وجل.

وبين أن شهر رمضان له قدسية وكله أمور طيبة، فنرى المساجد مليئة وبخاصة بالشباب ونرى الإقبال على قراءة القران الكريم في المساجد، وهذا يشتمل أيضا على التعامل الحسن مع الناس وعلى صلة الأرحام بشرط أن تكون هناك ديمومة، وأن يستمر عمل الخير ليس في شهر رمضانفقط بل في كل أشهر السنة، وأن الله ليس رب رمضان فقط، وإنما رب جميع الأشهر لذلك يجب على الإنسان أن يستمر في علاقاته مع ربه في كل الأوقات.

وأكد العثامنه أن هذه الأدبيات يجب أن تستمر بعد شهر رمضان لأن محطات الأجر مستمرة لاتنقطع مثل صيام رمضان وصيام الستة من شوال وصيام يومي الإثنين والخميس وهذان اليومان ترفع بهما الأعمال الى الله تعالى، فكيف إذا رفعت وكان العبد صائما، وصوم الأيام البيض التي فيها الخير والفضل الكبير لأنه صيام تطوع فيه تهذيب للنفوس وغض للبصر والإبتعاد عن المحرمات وتحصين للفرج وفوائد صحية كثيرة للمرضى، وبين أن كل يوم صيام لله تعالى يباعد بين المسلم والنار سبعين سنة.

الشيخ عبدالسلام نصيرات من مديرية أوقاف إربد بين أن العبادات التي فرضت على المسلمين لها ثمرة واحدة وهي ثمرة الأخلاق الحميدة، فمن كان يعبد الله بالمعنى الحقيقي فيجب أن تستمر هذه الثمرة بعد انقضاء شهر رمضان، وأشار الى أن هناك فرقا بين من يعبد الله في رمضان ومن يعبده عبادة خالصة لوحهه تعالى تبقى بعد رمضان والأصل أن يستمر الإنسان في العبادة طيلة أيام السنة.

وبين أن المشكلة في هذا الزمان أن صلة الأرحام تكون في عزومة رمضان ويوم العيد فقط، والأصل أن تكون على مدار السنة، وأن الصدقات والعطاء لاتكثر إلا في رمضان فيجب على الإنسان أن يسرع في المغفرة والإنفاق في السراء والضراء، فالله عز وجل يحب المسلم الواصل لرحمه وأن تستمر العلاقات مع أقاربه حتى بعد رمضان، وأن يستمر الإنسان بالصيام لأن له معاني مقصودة والصيام هو العبادة الوحيدة التي نسبها الله الى نفسه والقصد منه تقوى الله.

ودعا الشيخ نصيرات الى أن يرتبط الإنسان مع الله في رمضان وغير رمضان ويراجع حساباته في كل وقت، ومن أخطأ فليرجع ويستغفر الله عز وجل، وأن يجعل الإنسان حياته كلها رمضان، ترفرف عليها الرحمة والمغفرة وأن تكون البداية الصحيحة بالتوبة وترك المحرمات والمحافظة على الفرائض في وقتها وعدم التكاسل عنها، وصوم السنن كالأثنين والخميس وعاشوراء وعرفة والالتزام بآداب الصوم، والإكثار من قراءة القراءن الكريم، والإكثار من الصدقات وإطعام المساكين والإكثار من الدعاء والاستغفار وأن يكون لسان الإنسان دائما وأبدا رطبا بذكر الله في كل زمان ومكان.

ودعت الداعية ام خالد الراضي الى الاستمرار على الممارسات العبادية في غير رمضان من اجل ان نحمل هديه الى الاشهر الاخرى وان نعمل ما نستطيع بحسب قدرتنا، ونرفع الحواجز مع اخواننا واخواتنا بالمحبة والتواصل، ونهتم بصفاء الاسلام وروح العبادات.

وقالت لنا في سلفنا الصالح خير قدوة اذ كانوا ينتظرون رمضان بشوق عارم حيذ تزداد الطاعات التي تستمر في غير رمضان من السنة فكلها شهور الله اذ كانوا يكرسون اعمالهم الصالحة في كل الاوقات بتهذيب السلوك وتعديله على ضوء القرآن الكريم والسنة الشريفة، ليستمر شلال نور الايمان وسيل الرحمة الالهية طيلة ايام السنة.

أخبار ذات صلة

newsletter