مصر تدخل موسوعة "غينيس" بأطول مائدة إفطار بالعالم

رؤيا - الاناضول - 7500 وجبة كانت فى استقبال آلاف المواطنين، على مسافة تجاوزت 4 كيلومتر بكورنيش الإسكندرية (شمال مصر)، لتدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأطول مائدة إفطار في العالم، بحسب ما أعلن مساء أمس الجمعة.

وخلال مؤتمر صحفي عقدته لجنة التحكيم من موسوعة غينيس، تابعته مراسلة الأناضول أعلنت ممثلة عن الموسوعة، شيدا سوباستي، عن دخول محافظة الإسكندرية إلى موسوعة "غينيس" بأطول مائدة إفطار في العالم بلغت 4 كيلومترات و303 أمتار، مؤكدة أن المائدة تخطت الرقم القياسي التي حصلت عليه إيطاليا يوليو/ تموز الماضي بـ 2 كيلومتر.

بمفارش بيضاء وأخرى حمراء وطاولات متراصة أمام كورنيش محافظة الإسكندرية ومقاعد تعدت الآلاف، نظمت محافظ الإسكندرية، بمشاركة القوات المسلحة (الجيش)، بالإضافة إلی تبرعات عدد من رجال الأعمال، مائدة إفطار رمضانية بكورنيش الإسكندرية لتدخل موسوعة غينيس العالمية كأطول مائدة إفطار على مستوي العالم .

وقبل الأفطار بأكثر من ساعتين أمام موجات البحر للاستمتاع بنسماته توافد المواطنون، الذين قد حرروا استمارات مسبقاً تحمل بياناتهم لتقديم طلب لحضور مائدة الأفطار، للبحث عن طاولاتهم التى تحمل أرقام استمارتهم.

بالبطاقة أو شهادة الميلاد كان دخول المواطنين من البوابات المخصصة عند مداخل الإفطار، فكانت المداخل المميزة لرجال الأعمال والقوات المسلحة ورجال الشرطة تبدأ من منطقة سان ستيفانو، أما البوابات التى تليها فهي للمواطنين والأسر الذين قد حرروا استمارات مسبقة، فيما كانت البوابات والمداخل الأخيرة والتى كانت محلها منطقة سيدي جابر، فكانت بلا وجبات للمواطنين الذين لا يحملوا استمارات وأرقام تم حجزها من قبل.

"مواطنون بلا استمارة وبلا افطار" عبارة قالها أحد المارة من المواطنين، لم يكن يعلم بفكرة المائدة، ظناً منه أنها مائدة رحمن،  فما لبث أن دخل من أحد البوابات المخصصة للدخول حتى منعه أحد أفراد الأمن قائلا "أين الاستمارة" فاستنكر أن يحرم من الإفطار لعدم تحريره استمارة، حيث قال عم مصطفى :" هو الأكل أصبح باستمارة يعني معروف أن موائد الإفطار في الشارع تكون من أجل البسطاء وليس الأغنياء وأصحاب السيارات .. منعنا من الدخول وقيل لنا نشتري وجبات ونجلس في أخر الطاولات .. متی يعرفون أننا مثلهم".

وفي مقابل التفرقة بين التعامل مع البسطاء والأغنياء، كان هناك توحد أظهرته مشاعر الأخوة والتألف بين الأقباط والمسلمين ورفع أحد المواطنين مرتدياً قميصاً يحمل علم مصر وحاملا علماً صغيراً بيديه وبالأخر مصحفاً وصليباً، الأمر الذى كرره العشرات من المواطنين خلال انتظارهم الأفطار على الموائد وعلى خلفية تلك المشاهد كانت تتردد الأغاني الوطنية من خلال مكبرات الصوت الموزعة على مسافات قريبة على طول الكورنيش كما ألتقط المواطنين صوراً جماعية قبل اذان المغرب.

أسماء محمد، أحد الحضور في الأفطار الذين قاموا بحجز مكاناً لهم بين الآلاف على مائدة الإفطار قالت بفرحة: حضرت وزوجي وأولادي كي نشارك في تطوير الأسكندرية وجذب السياحة، وكي نتشارك تلك اللحظات وسط أجواء رمضانية تعم بالخير علی بلادنا".

محمد رمضان، أحد الشباب المنظمين للفاعلية قال إن الإفطار تم اليوم بمشاركة أكثر من 850 متطوع للتنظيم ولإرشاد المواطنين ومساعدتهم، موضحاً ان الإعداد لهذا الأفطار بدء قبل عامين حيث تم اقتراح الفكرة على محافظة الأسكندرية، وتم الترتيب لها لتنجز في هذا العام بالتعاون مع الكثير من الجمعيات ورجال الاعمال والغرفة التجارية.

شاب أخر، لم يذكر اسمه لإنشغاله بتنظيم مائدة الإفطار، حيث كان يرشد الناس على الأماكن المتاحة للجلوس قال للأناضول: "إنها فكرة رائعة وأنا من أوائل الداعمين لها منذ تدشين الدعوة، فمن الرائع تجمع أهل الاسكندرية على مائدة إفطار واحدة تعد هي الأولى على الاطلاق، واتمني تكرارها".

ولاحظت مراسلة الأناضول، أن الإفطار شهد تدافع من المواطنين الحاضرين بأعداد زائدة عن التى تم الاعداد لها مسبقاً، الأمر الذى أدي إلى عشرات المشاجرات، والتي لم تؤثر على دخول المائدة موسوعة غينيس.

وبنبرة متفائلة قال، هانى المسيرى، محافظ الإسكندرية، خلال تصريحات صحفية، إن "مائدة إفطار اليوم كانت بالفعل أطول مائدة أفطار فى العالم، التى ستدخل موسوعة غينيس العالمية، مؤكداً ان ذلك سيعمل على تنشيط السياحة بالمحافظة".

وأضاف "المسيري": فكرة الإفطار شبابية وتنفيذها سيعمل على تشجيع الشباب على طرح الأفكار المبدعة لتنفيذها.

وكثفت قوات الأمن تواجدها على كورنيش البحر حيث انتشرت مدرعات الجيش والشرطة بطول طريق الكورنيش، كما شددت إجراءات التفتيش للمواطنين المشاركين في مائدة الإفطار وكمائن المرور بالقرب من مائدة الإفطار.