نادي الرؤساء ينتقد حكومة النسور سياسيا واقتصاديا
رؤيا - قرر نادي رؤساء الوزراء السابقين استخدام منصاتهم الاقتصادية والسياسية لتوجيه النقد لاداء حكومة النسور، وتراوح النقد بين التخبط في توجيه الضريبة الى عدم استغلال الاردن لازمات الاقليم للاستفادة منها محليا وصولا الى كذب الحكومة في تحديد عجز الموازنة واخرها انتقاد التراخي في شغب الملاعب حسب ما نقلت صحيفة العرب اليوم.
مراقبون تساءلوا، هل تكثيف حركة النقد لحكومة النسور تشير الى بوصلة باتجاه التوطئة لاي قرارات تهدف لتغيير الوجوه او بث دماء جديدة في عمر الحكومات الاردنية؟
رئيس الوزارء الاسبق عبدالكريم الكباريتي استخدم منصة اجتماع الهيئة العامة للبنك الاردني الكويتي الذي يرأس مجلس ادارته، لتوجيه النقد للحكومة قائلا: «الظرف الراهن الذي يعيشه الاقتصاد الوطني هو ظرف استثنائي، وهذا يتطلب إجراءات حكومية استثنائية وهذا لم يحصل من قبل الحكومة».
وتابع الكباريتي هجومه على الحكومة «ان الحكومة اضاعت الكثير من الفرص التي خلقتها أزمة الإقليم، إذ ان الأزمة السورية ورغم ما خلفته من تداعيات سلبية على الاقتصاد الوطني الا ان الحكومة أضاعت الفرص التي ظهرت التي كان بإمكانها ان تعظم الفوائد الاقتصادية مثل صادرات دول الإقليم التي تأثرت بالأحداث وكان بإمكان الاردن ان يستفيد منها».
واستطرد في سرد ضعف الحكومة في التعاطي مع ازمات الاقليم» الحكومة» أضاعت فرصة لتعظيم قطاع السياحة، وان الحكومة لديها الفرصة في ذلك من خلال جذب السياح الخليجيين الى المملكة الذين خسروا أسواقا سياحية تقليدية بسبب الأزمة».
اللافت ان نقد الكباريتي للاقتصاد الوطني رافقه اعلان منه بان ارباح البنك الذي يقوده منذ حوالي 15 عاما بلغت هذا العام والعائدة لمساهمي البنك بعد الضريبة والمخصصات 47.5 مليون دينار بزيادة 2.5 بالمئة عن العام السابق.
المنبر الثاني كان اشد قساوة ووقعا على رئيس الوزراء عبدالله النسور، فكان من «معلمه» كما يطلق عليه بعض السياسيين، وهو رئيس الوزراء الاسبق مضر بدران، فوجه نقدا للنسور من على منصة رئاسته لاجتماع الهيئة العامة لمصنع الحديد الذي يملكه، نهاية الشهر الماضي، واصفا قرارات حكومة النسور بـالارتجالية، ولا تصب في مصلحة الصناعة المحلية.
بدران السياسي العتيق الذي بقي كلامه ونقده للحكومات حبيس صدره طوال 25 عاما الماضية، انسل واعلن نقدا لقرارات حكومة النسور الاقتصادية، فانتقد فرض رسوم إضافية على استيراد خردة الحديد، وفرض إجراءات تفتيش تغالي فيها الحكومة على الخردة المستوردة، الامر الذي أفشل مشروع توسعة مصنع صهر الحديد.
واعتبر بدران آلية تفتيش الخردة من قبل الجهات الرقابية الحدودية» فاشلة»، وكمن «يفتش على إبرة في كومة قش»، خاصة ان مستوردات خردة الحديد من لبنان واسرائيل.
ورأى بدران أن آلية التفتيش لا تفيد أحدًا، إذ كان مجمل عمليات التفتيش العثور على «ماسورة تعود لقنبلة دخانية فارغة».
وأضاف أنه «إذا كان لا بد من تفتيش البضائع الواردة من الضفة الغربية، فالأولى تفتيش المنجا والكيوي المستوردة من إسرائيل».
يظهر ان رئيس الوزراء عبدالله النسور، لم يبق له صديق للدفاع عن سياساته، فحتى عميد المدرسة المضرية،»مضر بدران» الذي جاء به وزيرا في حكومته في ثمانينيات القرن الماضي، لم يسلم من نقده، وهو ما يشير الى كثرة الناقدين وقلة المادحين لحكومته.
نائب رئيس مجلس الاعيان رئيس الوزراء الاسبق فيصل الفايز ايضا، غمز على الحكومة، ولكن هذه المرة من قناة الرياضة، وفي اعقاب الاحداث المؤسفة التي شهدتها مباراة الفيصلي والوحدات.
وقال الفايز في مقال نشرته وسائل الاعلام بشكل واسع» المطلوب وقفة جادة وشجاعة تُجبر الأندية الرياضية على حث مشجعيها على الالتزام بالروح الرياضية»، وهو ما يعني تدخلا حكوميا.
نقيض المدرسة المضرية، في التاريخ السياسي الاردني كان «المدرسة الرفاعية» نسبة الى السياسي العتيق والمخضرم زيد الرفاعي وابنه سمير الرفاعي، فكان النقد من الرئيس الابن سمير الرفاعي حادا وواضحا وجليا لاداء النسور، برغم ان والده»زيد» اشاد بحكومة النسور في جلسة عشاء في نادي الملك حسين قبل نحو شهرين.
ومن بوابة السياسة والاقتصاد، وجه رئيس الوزراء الاسبق سمير الرفاعي نقدا لاذعا لحكومة النسور، واتباعها نهج جباية المال من جيوب الاردنيين من خلال فرض الضرائب ورفع الاسعار والتشكيك في صدقية الحكومة بخصوص ارقام العجز.
وكانت المحاضرتان الاخيرتان للرفاعي سمير، امام الشباب، في الجامعة الاردنية والجامعة الالمانية الاردنية، وكان الحديث منصبا على نقد اداء الحكومة الاقتصادي.