نبض البلد: لانا مامكغ تناقش المشهد الثقافي الاردني وتحدياته
رؤيا- معاذ أبو الهيجاء- استضافت حلقة نبض البلد التي تبث عبر فضائية رؤيا وزيرة الثقافة الدكتورة لانا مامكغ في الحلقة التي اعدت للحديث عن المشهد الثقافي الاردني وتحدياته.
وقالت الدكتورة لانا مامكغ :" منذ أن توليت وزارة الثقافة واجهت عديد من المشاكل، فعملت على ترتيب الأولويات، فهناك مشاريع اساسية لوزارة الثقافة صارت عرفا مستقرا، وهنا اضافات غير مكلفة على ميزانية الوزارة".
واضافت أن ابرز الأولويات هي جعل الوزارة خدمية، فهي معنية بكل مواطن، فكان لابد من تغيير الصورة النمطية عن الوزارة، بانها غير خدميه وافهام المواطن أن الوزارة هي خدمية، فالاهتمام بالثقافة والفن، هو جزء من عملها، فمن اعملها الاهتمام بالهوية الوطنية والارتقاء بها، والارتقاء بالوعي.
ودعت مامكغ الادباء والمفكرين والمبدعين الى مشاركة الوزارة بحمل رسالة وزارة الثقافة، فهم جزء من الرسالة واداة من ادواتها، مضيفة:" غيرنا الصورة النمطية عن الوزارة، وانها ليست وزارة ادب وفنون، فهي وزارة ثقافة والثقافة تعني أن المثقف هو الانسان الذي عمل على نفسه، وتعب عليها حتى اصبح فعالا وحادا غيور على منظومة، ولامعا اي جميل في الداخل والخارج، فالمثقف حالة حضارية متنقلة، وليس مجرد موسوعة متنقلة".
واشارت الى أن عمل وزارة الثقافة ادارة المنتج الثقافي، والذي يبدأ من الاسرة، حيث اننا نشهد عنفا كثيرا الان، فبذرة العنف تبدأ من الاسرة، لافتة إلى أن كل مؤسسات الدولة ووزارتها يجب ان تحمل رسالة ثقافة، حسب قولها.
وقالت إن العمل الثقافي في المملكة مشرق ومرتفع المستوى، وإن كنا نسمع شكاوى لأن سقف مطالبنا عال ومرتفع، مشيرى الى انها واجهت مشاكل كبيرة في التآلف مع المكان في الوزارة، كما واجهت مشاكل في التعامل مع المثقفين، كرابطة الكتاب التي تحترمها، حين اسيء فهم قراري المتعلق بتجميد التفرغ الابداعي، حيث وصفت بأنني أداة لوقف الثقافة، وذلك لانه ملف غير مريح، لأن الغالية العظمى لا تستحق المبلغ فالمنتج لم يكن بالمستوى المطلوب حتى يستحق مبلغ 15 الف دينار ولذلك جمدت القرار.
وعن عمل لجان الوزارة في موضوع ملف التفرغ الابداعي قالت :" لا اعلم عن هذه اللجان وماذا كانت تفعل في السابق، ولا استطيع أن اتهم أحداً".
وذكرت أنها قرار تجميد التفرغ الابداعي هو القرار الوحيد الذي اتخذته بفردها، وتم استبداله بفكرة أخرى وهي جوائز وزارة الثقافة بالابداع، في مختلف حالات الابداع الثقافي، بنفس المبلغ 100 الف دينار والذي كان مخصصا لجائزة التفرغ الابداعي ، مضيفة :" لدينا هيئات ثقافة كثيرة، والسبب أن القانون يسمح بتشكيل الهيئات بسرعة، واصفة الامر بحالة من الفلتان، فمن يشكل هيئة في الامس اصبح يريد من الوزارة أموالا".
وقالت إن الوزارة قصرت في موضوع العناية بالمبدعين والترويج لهم.
وبينت أن الوزارة سهلت شروط التقدم للجوائز، وأن تقييم المبدعين يأتي من جهات غير الوزارة من مفكرين و ادباء مشيرة الى ان جهاز في وزارة الثقافة مختص بالرقابة على الهيئات الثقافية والاجتماعية قد اغلق 36 هيئةً، وبعضها منذر بالاغلاق وهي تتابع ادائها، ولدينا تصنيف واضح ودقيق لكل هيئة تعمل.
ولفتت إلى أن الوزارة لم تتلقى دعما من المستثمرين، وهم بحاجة لتفعيل العمل الثقافي لحماية استثمارتهم.
وقالت إن وزارة التربية والتعليم كانت في ضائقة قبل اللجوء السوري، فكان هناك اعداد كبيرة، والبنية التحتية تحتاج إلى اعادة تأهيل، وبعض التخصصات نادرة، وزهد في التقدم للمهنة، وبعد اللجوء السوري زادت المشاكل فلم نعد نستطيع أن نجعل المدارس أولوية ، حسب تعبيرها.
وذكرت أن الطفل السوري الذي ولد في الاردن واصبح عمره 5 سنوات، وربما يبقى في الاردن إلى أن يبلغ 10 اعوام لابد أن ندمجه بالطفل الاردني، وأن لا يشعر أنه غريب، فهو سيكون من مكونات البنية الاجتماعية إلى ان يعود لوطنه.
وأكدت الوزيرة لانا مامكغ خلال استضافتها في برنامج نبض البلد ان التحدي المالي يقف حائلا على تنفيذ كثير من الاتفاقيات الدولية، فالسفر مكلف لأي مؤسسة ثقافية، وليس ترفا، مضيفة :"لذلك نحن مكبلون في هذا الجانب اي جانب الانفتاح على ثقافات اخرى".
وعن موضوع المطبوعات التي تصدرها وزارة الثقافة ودمجها أوضحت:" أن مجلة افكار التي تصدرها الوزارة جامدة وصارمة ونخبوية، وطاردة لاهتمام القارئ العادي، فاقترحت ادماجها بمجلة فنون، ففوجئت على بعض المواقع الاخبارية أنها تقول أن وزيرة الثقافة تريد الغاء مجلة افكار!!".
وتابعت قولها إن مجلة افكار الان حوت مواضيع كثيرة ولم تعد للنخبة، وصار كل مثقف اردني، بل كل اردني معني بقرائتها.
وارجعت تراجع الثقافة الشعبية وفعاليتها إلى عنصرين هما المال و الاتقان في العمل، فلا يكفي أن نعمل فرقة شعبية دون أن يكون عملها متقناً، فليس كل ما هو تراثي اصيل يقدم على المسرح فلابد من التحريف قليلا لابهار المشاهد، مشيرة الى أن اداء بعض الفرق الشعبية لم يكن اداءه متميزا، فلابد أن تضاهي الفرق العالمية الاخرى التي تبهر المشاهد وتؤثر في العالم، حيث أحضرنا لجنة من خارج الوزارة قيمت اداء هذه الفرق، بعضها حصل على المرتبة الأولى، وستمثل الاردن بالخارج حين تكتمل كل عناصرها.
وأكدت أن تقييم المدن الثقافية سيتم تأجيله حتى تستكمل كافة المدن.
وختمت حديثها بأنها غير راضية عن ادائها في الوزارة وانها تطمح إلى المزيد، حيث أنها تطمح لتحقيق الامن الثقافي، لان الامن يبدأ بالثقافة وليس من خلال الاجهزة الامنية، ولدي مشاريع كثيرة تحتاج إلى أموال، ونسأل الله أن ننفذها بحسب التدبير.