وزير العمل: الاردن عانى كما لم تعان بقعة فوق سطح الأرض من تداعيات الازمات
رؤيا - بترا - أكد وزير العمل الدكتور نضال القطامين اليوم الاثنين امام 4000 شخصية تمثل 185 دولة مشاركة في أعمال الدورة (104) لمؤتمر العمل الدولي المنعقد في جنيف، ان الأردن، الصغير بحجمه الجغرافي وموارده الطبيعية الكبير بطموحه ، عانى كما لم تعان بقعة فوق سطح الأرض، من تداعيات الأزمات.
وقال القطامين خلال عرضه في المؤتمر، التحديات الجسيمة الماثلة أمام حاضر ومستقبل العمل، ليس على مستوى المنطقة العربية فحسب، بل على مستوى العالم بأسره، ان الاردن استقبل العديد من الهجرات القسرية التي حدَت من طموحنا المشروع في النمو الاقتصادي والتنمية الشاملة، فما أن يتعافى اقتصادنا الوطني حتى تتفجر بؤرة صراع جديدة من حولنا لتذهب بكل الاستراتيجيات والخطط الموضوعة في ضوء الواقع الديمغرافي الطبيعي.
وحول ازمة اللجوء السوري، قال القطامين الذي يترأس وفدا أردنيا موسعا يضم 23 عضوا ممثلين عن أطراف الإنتاج الثلاثة (الحكومة، ومنظمات أصحاب العمل، والعمال)، "ان هذه الازمة تشكل مثالاً صارخاً يُظهر حجم الطفرة الديمغرافية التي لم تؤثر على خططنا المستقبلية فحسب، بل استنزفت مواردنا المحدودة، وأثرت على سوق العمل، وأحدثت ضغطاً هائلاً على البُنى التحتية التي تأسست لتستوعب النمو الديمغرافي الطبيعي للسكان".
واضاف "لم يكن بالحُسبان أن يستقبل الأردن خلال السنوات القليلة الماضية نحو المليون ونصف المليون لاجئ، ضمن مشهد يمكن لحضراتكم أن تستشعروه إن تخيلتم استضافة فرنسا على سبيل المثال لكافة سكان بلجيكا، كما تحدث جلالة الملك عبدالله الثاني مؤخراً في أحد خطاباته أمام البرلمان الأوروبي".
واشار القطامين الى اهمية المحاور المطروحة على جدول أعمال هذا المؤتمر، كالانتقال من الاقتصاد غير المنظم إلى الاقتصاد المنظم، ودعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة ،وحماية العمل والعُمال وتحسين ظروف عملهم ، من خلال تطبيق معايير العمل الدولية، ومناقشة اوضاع العُمال واصحاب العمل في فلسطين والأراضي العربية المُحتلَه.
ودعا المنظمة الى الاستمرار في جهودها لرفع معاناة العامل الفلسطيني وتحسين اوضاعه المعيشية تحت وطأة الاحتلال وصولاً الى السلام الشامل والعادل الذي يضمن قيام دولة فلسطينية مستقله على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وثمن القطامين مبادرة مدير عام منظمة العمل الدولية جاي رايدر في تقريره لهذه الدورة المتمثلة بطرح موضوع مستقبل العمل على مؤتمر العمل الدولي ، معتبرا هذا التقرير بمثابة خارطة طريق تنبثق عنه المبادرة المئوية بشأن مستقبل العمل .
تجدر الاشارة الى ان اعمال الدورة 104 لمؤتمر العمل الدولي انطلقت في الاول من حزيران الجاري وتستمر حتى الثالث عشر منه .