الاحتلال يكشف "النقاشات السرية" خلال نكسة 1967

فلسطين
نشر: 2015-06-05 08:05 آخر تحديث: 2016-08-07 00:40
الاحتلال يكشف "النقاشات السرية" خلال نكسة 1967
الاحتلال يكشف "النقاشات السرية" خلال نكسة 1967

رؤيا - معا - يصادف اليوم الجمعة الخامس من حزيران الذكرى الـ 48 للنكسة كما رسخت في الذاكرة الفلسطينية وحرب الأيام الستة كما يحلو للجيش الإسرائيلي تسميتها أو حرب 1967 كما عرفها العالم ودونتها الذاكرة الدولية عبر قرارات أممية عديدة لم يجد أيا منها طريقه للتطبيق .

بهذه المناسبة او الذكرى كشف الجيش الإسرائيلي " الخميس" العديد من البروتوكولات التي وثقت نقاشات شهدتها هيئة الأركان الإسرائيلية العامة قبل ايام من شن العدوان حيث انشغل جنرالات الأركان الإسرائيلية بتحديد موعد العدوان وساعة انطلاقه وتفاصيل أخرى تتعلق بمجريات المعارك .

وللمرة الأولى سمح الجيش الإسرائيلي اليوم بنشر السجلات اليومية للحرب التي وثقت القرارات التي اتخذت خلال أيام العدوان داخل المقر العام للقيادة العسكرية الإسرائيلية حيث كانت قيادة الحرب التي أسفرت وانتهت باحتلال كامل الضفة الغربية وقطاع غزة الفلسطينيين وكامل صحراء سيناء المصرية حتى قناة السويس وهضبة الجولان السورية.

وبعد دراسة هذه البروتوكولات التركيز على تلك الخاصة بأفكار وزير الجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت " موشة ديان" والمتعلقة بمصير الأراضي المحتلة خاصة مصير الضفة الغربية وفكرته القائمة على أساس إقامة حكومة فلسطينية على جزء من أراضي الضفة المحتلة مع اطلالة سريعة على مجريات القتال والموقف من احتلال القدس والضفة .

ورصدت البروتوكولات المنشورة جلسة نقاش عقدتها القيادة العسكرية الإسرائيلية بحضور الوزراء والمستوى السياسي أياما معدودة قبل شن العدوان تحدث فيها رئيس الأركان الإسرائيلي في ذلك الوقت " اسحاق رابين " قائلا " لا يوجد في هذا المنتدى القيادي وقبل كل شيء أنا شخصيا وبكل تأكيد غالبية الضباط أي شخص يؤيد الحرب لذاتها لذلك أنا اعتقد بأننا قد نجد أنفسنا في وضع عسكري يفقدنا الكثير من عوامل تفوقنا وقد نجد أنفسنا في وضع لا أريد أن اعبر عنه بكلمات قاسية لكننا سنواجه خطرا جديا يهدد وجود دولة إسرائيل وستكون هذه الحرب قاسية وعنيفة وكثيرة الخسائر".

وأضاف" اربين " مخاطبا الوزراء " بما ان الجيش المصري متأهب ومستعد في سيناء فان كل يوم يمر دون أن نهاجم سيساهم بتخندق الجيش المصري عميقا في المنطقة وفي حال قررنا ضربه سيكون الأمر أكثر صعوبة، واعتقد أيضا بان السوريين لن يجلسوا مكتوفي الأيدي وانا اشعر بل اكثر من الشعور بان حلقة عسكرية وسياسية تضيق الخناق حولنا ولا يوجد أي شخص او جهة أخرى لتكسر هذه الحلقة من حولنا ولا يحق لنا الانتظار حتى ينتج وضعا اشد وأقسى إذا لم نشرع بالعمل فورا ".

ووفقا لرابين فان هدف الحرب يتمثل بتوجيه ضربة قاسمة لجمال عبد الناصر قد تؤدي إلى تغيير وجه الشرق الأوسط " اعتقد بأننا نواجه اليوم وضعا لا مفر منه والزمن يعمل ضدنا فالوضع سيكون بعد أسبوعين أو سنتين أو أربعة أسابيع أكثر سوءا " قال رابين مخاطبا الوزراء .

هنا ووفقا للبروتوكولات العسكرية المنشورة اتفق قائد سلاح الجو في ذلك الوقت الجنرال "مردخاي هود" مع ما ذهب إليه رئيس الأركان وأكد جاهزية سلاح الجو للعمل وانه لا يوجد حاجة للانتظار 24 ساعة لتفعيلة .

وفعل الجنرال "ارئيل شارون" نفس الشيء وأيد ما توصل إليه "رابين" وقال " قوات الجيش حاضرة وجاهزة كما لم تكن في أي مرة سابقة وهي قادرة وجاهزة لصد وتدمير الهجوم المصري لكن التردد افقدنا عامل الردع الأساسي المتمثل بخوف الدول العربية من مواجهتنا" .

وهنا تدخل المستوى السياسي ممثلا برئيس الحكومة في ذلك الوقت "ليفي شكول" الذي خاطب خلال الاجتماع المصيري المذكور جنرالات هيئة الأركان العامة قائلا "يجب أن لا ننظر لأنفسنا غزاة قدمنا من الفضاء ففي دولة عدد سكانها 2 مليون يجب على الإنسان أن يسأل نفسه " وأنا لا اعترض على ذلك فلا يوجد شيء أكثر إثارة من رؤيتكم ثائرون على الحكومة " لماذا نسمح للأيام أن تمر دون ان نشن الهجوم؟ لنفترض أننا حطمنا اليوم قوة العدو هذا يعني إننا ملزمون أن نشرع في اليوم التالي بإعادة بناء قوتنا لاننا خسرنا أيضا بعض قوتنا لذلك إذا اضطررنا أن نشن حربا كل عشر سنين علينا أن نسال أنفسنا هل يوجد لدينا حليف سيهب لمساعدتنا أو أنني أن نتحدث اليوم عن حليف لنقول له غدا باننا خدعناك وجعلنا منك أضحوكة ".

رسم سجل يوميات العدوان كما كتب وسجل في مقر القيادة العسكرية العليا للجيش الإسرائيلي صورة "قلميه " عن مجريات العدوان من " عين " هيئة الأركان العامة .

بعث سلاح الجو الإسرائيلي يوم 5/6/1967 تقريرا إلى هيئة الأركان العامة تحدث فيه عن ضرب سلاح الجو المصري كجزء من عملية " موكيد" وأكد تدمير 180طائرة مصرية حتى الساعة 11:05 صباحا.

واتفقت القيادة العسكرية خلال نقاش حضره وزير الجيش "ديان " في اليوم الأول على عدم المس بسوريا لكن بعد ساعة من هذا النقاش هاجم السوريون طبريا ومجيدو لذلك تقرر توجيه الطائرات لضرب أهداف داخل سوريا منها تدمير أربعة مطارات حسب تعبير البروتوكول .

وتحدث وزير الجيش "ديان" في ساعات الليل مع رئيس أركانه " رايين" اقترح عليه إن يكون احتلال الضفة الغربية خيارا أخير أو أخر الخيارات وقال له " احتلال الضفة الغربية مرهون بالتطورات على الجبهة الجنوبية وفي كل الأحوال فان احتلال كامل الضفة الغربية أفضل من الاكتفاء احتلال " ممر" إلى جبل " هار تسوفيم" فقط".

ووفقا للبرتوكولات العسكرية جرى في اليوم الثاني للعدوان نقاشا أخر اتفقت القيادة العسكرية الإسرائيلية فيه على هذه المعادلة " اذا تم عملية " الارتباط " بجبل المشارف " هار تسوفيم" في ساعات الصباح يجب حينها احتلال الضفة الغربية حتى بداية السلسلة الجبلية مع إتاحة الفرصة للسكان حتى يهربوا من المنطقة كما اتفقوا على عدم دخول البلدة القديمة من القدس وحينها قال قائد سلاح الجو " هود" استنادا لمشاهدات الطيارين هناك فرار جماعي من الضفة الغربية باتجاه الشرق وفي ساعات المساء ابلغ ديان جنرالاته بضرورة الاستعداد لدخول البلدة القديمة من مدينة القدس لكن عليهم انتظار الأوامر .

أصدر وزير الجيش "ديان" تمام الساعة 6:15 من مساء يوم 7/6/ أوامره بحصار البلدة القديمة واقتحامها دون الدخول إلى منطقة المبكى والمسجد الأقصى وتعيين " شلومو لاهط" حاكما عسكريا للقدس وحتى هذه الساعة تواترت التقارير عن هروب جماعي للفلسطينيين باتجاه الشرق وتلقت هيئة الأركان وفقا للبروتوكول تمام الساعة العاشرة مساء الرسالة القائلة " المسجد الأقصى بأيدينا والقوات قرب حائط المبكى".

وفي هذه الأثناء رأت الأركان الإسرائيلية ضرورة توجيه تهديد إلى الأردن مفاده إذا لم يتوقفوا عن قصف القدس فان الطائرات الإسرائيلية ستقصف عمان لكن هذا المقطع بقي سريا وتم تضليله حين نشرت البروتوكولات لذلك ليس بالمقدر معرفة تسلسل الأمور الخاصة بهذا التهديد وكيف جرت الأمور وما كان رد الأردن .

وشرع الجيش الإسرائيلي في اليوم الثاني أي بعد وقف الحرب بإجراء نقاشات داخلية تتعلق بمصير الضفة الغربية وما يتوجب القيام به واتفقوا على تولي الجيش المسؤولية عن الضفة التي سيتم تقسيمها إلى 6 مناطق على ان تكون إدارة هذه المناطق مرتبطة مباشرة بقائد المنطقة الوسطى في الجيش .

وطرح وزير الجيش " ديان" عدة أفكار تتعلق بمستقبل الضفة الغربية منها إقامة حكومة عربية مستقلة في جزء من أراضي الضفة يتبعها توحيد القدس وإلغاء اتفاقيات لجنة الهدنة التي رسمت الحدود بين إسرائيل والأردن وغيرها من الاتفاقيات.

وناقش الجيش أيضا أوامر إطلاق النار باتجاه القوات الأردنية واقتصرت على الرد على النيران الأردنية فقط وعدم المبادرة لإطلاق النار كما تقرر السيطرة على عمليات النهب التي شهدتها الضفة الغربية حسب تعبير البروتوكولات الإسرائيلية.

وأدركت الأركان الإسرائيلية في ساعات المساء ضرورة العمل ضد سوريا بعد استمرار قصف الكيبوتسات وأرسل قائد المنطقة الجنوبية يوم 9/6/1967 إلى رئيس هيئة الأركان البرقية التالية " قوات الجيش توقفت على ضفة قناة السويس والبحر الأحمر وباتت شبه جزيرة سيناء بكاملها بأيدينا تهاني لك وللجيش بكامل أفراده " .

وأصدرت القيادة العسكرية أوامر بضرورة مواصلة إطلاق النار على الجنود المصريين الذين بقوا خلف الخطوط الإسرائيلية في حال واصلوا المقاومة وفي ذات الوقت أمر " ديان" باحتلال هضبة الجولان .

وأصدرت القيادة العسكرية الإسرائيلية يوم 11/6/1967 أمرا جديدا يتعلق بكافة الجبهات جاء فيه " ستحول الجيش الإسرائيلي إلى حالة الدفاع على طول حدود ومناطق سيطرة دولة إسرائيل في الشرق والجنوب والشمال " .

وفي اليوم التالي لأمر التحول إلى الدفاع بدأت إسرائيل بممارسة سياسة تهويد القدس المحتلة عبر إصدار أمر عسكري واضع " يجب تسهيل دخول حائط المبكى ".

أخبار ذات صلة

newsletter