مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

1
Image 1 from gallery

نبض البلد يناقش تمدد " داعش" الارهابي وسبل مواجهته

نشر :  
19:41 2015-05-26|

رؤيا- معاذ أبو الهيجاء- ناقشت حلقة نبض البلد الثلاثاء، التمدد الأخير لتنظيم داعش الإرهابي، وسبل مواجهته، حيث استضافت كلاً من الخبير الاستراتيجي عامر السبايلة، والكتاب والمحلل السياسي عامر رواشدة.

وبين حسين الرواشدة بأن هوية داعش اصحبت معروفة الأن فـ 90% من هذا التنظيم هم اهل المنطقة من سوريين وعراقيين، وداعش تستمد قوتها من الحواضن الشعبية، وهذا سر قوته، فالمحسوبين على السنة في العراق ربطوا قدرهم بداعش، وانسحاب الجيوش و تسليم المدن والمناطق لداعش في سوريا والعراق يؤكد أن هناك وجود وقبول شعبي وحواضن للتنظيم.

واضاف أن قوة داعش ليست فقط من خلال الحصول على السلاح وموارده، والتمويلات من الخارج، بل بوجود بيئة اجتماعية وتناقضات دولية تدعم داعش، فهناك مصالح دولية من مصلحتها وجود داعش.

وبين أن ما حدث في تدمر والرمادي يؤكد أن داعش باقية وتتمدد  حيث انها وصلت للحدود الاردنية والسعودية، وهي تحاول السيطرة على المحاور كي تطبق على المناطق وتنشيء خطوط مباشرة لها من سوريا حتى العراق حتى يسهل تنقلها  ويوفر التنظيم ايضا الامدادات العسكرية له.

ولفت إلى أن المخيف في موضوع داعش هو انه بات يستخدم استراتيجيات عسكرية انتقلت من حيز التنظيم إلى اشبه باستراتيجيات الدولة، فصارت دولة لها مساحة جغرافية، وتملك موارد اقتصادية وتقدر على المباغته  والتقدم في المنطقة.

ونوه إلى أن داعش بات اليوم قريبا من الحدود الاردنية، وهو خطر علينا منذ اليوم الأول، فالأردن هدف استراتيجي لداعش وهذا واضح في خطاب داعش.

واعتبر بأن محاولة  تسرب داعش إلى الاردن عبر الحدود فغير متوقع في المدى المنظور فقواتنا العسكرية مسيطرة على الحدود وتحميها، ولا تملك داعش قدرات تمكنها من مواجهة الاردن، فهي قد تبحث عن خلايا داخل الاردن والسعودية لتعمل موطئ قدم للقيام بعمليات لها بالمستقبل.

وأوضح بأن هناك مخاوف  من امتداد داعش، والسبب داخلي لان فكرة التطرف والخوف منها، وفكرة الدولة الاسلامية تغري كثير من الشباب، إما انتقاما من  المجتمع أو للظروف الحياتية، مضيفا أن هناك تعاطف مع داعش، والدليل أن هناك  ألفي اردني التحقوا بها، و 7 آلاف متعاطف معها، وإن خف التعاطف مع هذا التنظيم بعد حادثة استشهاد الكساسبة حتى وصلت إلى 1%.

ودعا الرواشدة إلى وضع خطط لمواجهة التطرف، مشيرا أننا في الاردن لا نملك استراتيجية واضحة على المسار الديني، والسياسي، ولا يوجد مراجعات لها ولابد من تجهيز أنفسنا في منطقة تشتعل، متسائلاً :"من يضمن  الاستقرار فهناك اخطار غير داعش فهناك محاولات لاعادة ترسيم المنطقة من جديد، والاردن ليس بعيدً عنها، فالخطر ليس فقط تمدد داعش بل تمدد فكرة داعش في بيئتنا المحلية، فلسنا بيئة حاضنة للتطرف ولكن نحن بيئة مصدرة  ومنتجة  بدليل تصدير الفين مقاتل فلا بد من خطوات كثيرة للقيام بهذا المجال".

واشار إلى أن داعش في سوريا ترك فكرة ضرب التنظيمات الاخرى الان، وصار يركز على قوات النظام لانها منهكة.

وذكر أن الحرب في العراق تحولت إلى دينية بين جيش الحشد الشعبي المدعوم من ايران، واهل السنة، فهناك حرب دينية بين شيعة وسنة وسوف تمتد هذه الحرب لكل من يتبعها، وما يحصل في اليمن وليبيا ومصر هي امتداد للفكرة التي تؤمن بها داعش، فأمد الحرب الدينية سوف يطول.

وبين ان داعش تسيطر على 11 محافظة في العراق، وهي مناطق تعتبر للعراق حيوية خصوصا في الشمال الغربي مثل الموصل والانبار، وحواضنها اغلبية سنية والاخطر هو مداهمة داعش لبغداد، فداعش لا يبعد عن بغداد في بعض المناطق إلا 25 كيلو، فداعش وضعت خطة لاجتياح بغداد، لافتا إلى أن خطط داعش في اجتياح المدن تبدأ بالترويع وتطهير الأرض وخلق مشاكل جديدة مثل اجبار الناس على النزوج و الإعلان عن السبي، والاعدام ونجحت في ارعاب السكان و تخوفيهم للخروج من المناطق ما جعل بعض السكان يتحولون لحلفاء حققيين لداعش.

واكد على أن الغارات الجوية للتحالف غير مجدية ولا يوجد مواقف دولية جدية في مواجهة داعش وهذا يؤكد أن هناك استثمار لوجود داعش لتقسيم المنطقة أو اشعال حروب دينية.

وراى بأن جميع الدول ستخرج خاسرة ان اشتعلت المنطقة واستمرت طويلا ، فسيكون هناك كوارث انسانية  تحتاج اعقود طويلة  لعلاجها، حتى ايران التي تمددت في العراق و اليمن وسوريا سوف تخرج خاسرة من هذه الحرب، فخاسرتها في المجال الاقتصادي  جعلها تبرم الاتفاق النووي حتى تنفتح على الغرب.

من جانبه قال عامر السبايلة إن الوضع خطير منذ ظهور تنظيم داعش، والانتقال والتمدد السريع له.

وبين بأنه من " الطبيعي انتقال داعش من القلمون لمدينة تدمير، في حال عدم وجود تحالف قوي ضده، وهذا مهم بالنسبة لداعش لأنها منطقة حيوية لإدلب ودمشق وتعوض فكرة الهزيمة في القلمون، كذلك هذا أمر مهم لربط خط مع الرمادي المحاذي للأردن".

وقال إن هناك خطر حقيقي يتأسس في المنطقة، وهذا قد يضرب فكرة الحزام الامني  الذي كانت الاردن تعول عليه،  وهذه الفكرة قد ضعفت فلا يوجد عشائر نسلحها ولا قوات ندخلها مباشرة على الارض، وبالتالي سيشكل خطراً اكبر علينا ولابد من وضع استراتيجيات جديدة لدفعهم عن الحدود.

واعتبر أنه  لا تهديد مباشر من داعش على الاردن من جهة الحدود السورية والعراقية لقوة الجيش الاردني، و قدرته اللوجستية.

وكشف بان وأمريكا  تحركت حين هددت كردستان ولم تتحرك بعد ذلك لمنع التمدد للتنظيم بعد ذلك، فهي تسمح له بالتحرك في المناطق السنية فقط.

 

واضاف بأن داعش هي وسيلة لاذابة الحدود لاقامة كيان سني، فهناك شك كبير في التعامل الدولي مع داعش، وعلى الاردن أن تضع استراتجية خاصة بها تبدأ من الداخل حتى الحدود، فلابد من وجود برنامج مجتمعي وليس عسكري فقط.

وعن التحالف الدولي وضرباته لداعش أكد :" أن الضربات الجوية لم يكن بعدها خطط وهنا المشكلة، فالضربات لها حد معين، فالتنظيمات بعد هذا الوقت اصبحت متكيفة مع هذه الضربات.

وتابع بان داعش لديها خبراء وجنسيات من 73 جنسية، وهي تعمل على استقطاب كل كليات تقنيات المعلومات، فهي تبحث عن التقنيين، فداعش يمتلك مقدرة خطاب اعلامي، قد تفتقده كثير من الدول، فهي خبيرة في موضوع التحالف فنحن نواجه  ليس فقط تنظيم، بل قد ينشق عنه تنظيمات يمكن ان تكون مختصة في خطف الطائرات وامور معقدة.

وبين أن عاصفة الحزم نقلت الاهتمام الخليجي والسعودي إلى اليمن، فالدول الخليجية كانت عماد التحالف، وتغير المعطيات والتحديات والرغبة السعودية لنقل الامور لليمن أضعف التحالف ضد داعش، بالاضافة إلى ان التحالف رفض نقل الضربات من العراق الى سوريا وهذا ما كانت تريده امريكا ولكن الدول المشاركة في  التحالف رفضت ذلك.

وأوضح أن تنظيم داعش وصل لنقطة اصبح قادرا على تهديد الجميع ففي سوريا قوة الجيش انحسرت وصار النظام يفكر فقط التفكير في الحفاظ على الدولة السورية، وعدم سقوط المؤسسة العسكرية، وبقاء العاصمة دمشق صامدة، وموجودة  وقوية وآمنة.

وختم قوله بأن المؤسسة العسكرية الاردنية نؤمن بها، ولكن لابد من خلق مناخ تصالحي في الداخل وتفعيل الشعور الوطني، وقراءة المشهد كاملا من حيث الخطاب الثقافي والاعلامي ولغة الخطاب في المنهاج التعليمية.