الطراونة لرؤيا: لسنا تابعين لأحد والتاريخ يشهد على ذلك ..فيديو
رؤيا - قال رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة في لقاء مع برنامج حلوة يا دنيا إن حكمة القيادة الهاشمية ووعي المواطن ساهما في عدم تأثر الأردنِ بما يجري حوله في دول الجوار.
واضاف الطراونة أن حركات نضال كبيرة وهائلة شهدتها المملكة منذ تأسيس الإمارة 1921، وان الاردن كان من أوائل الدول التي استقلت، طبيعة الحال عندما كان الانتداب موجود لم تكن مؤسسات الدولة قد أخذت مداها وعلى راسها القوات المسلحة ، وبالتالي فان الملك المؤسس وضع اسس وبناء الدولة ولكن لم تكن مكتملة.
واشار الى ان الاهتمام كان بوضع دستور للدولة وليس ميثاق كما كان 1928 فقط واجريت انتخابات نيابية عام 1947 هذه اولويات بناء الدولة المدنية، مضيفا : " وجاءت نكبة 1948 وصحيح أن قائد الجيش كان كلوب باشا ولكن حين اعلن النفير ودخلت مصر وسوريا و الاشقاء الفلسطينيين لم يتأخر الاردن مع ان القيادة كانت انجليزية ولكن القائد الاعلى كان جلالة الملك عبدالله الأول فكانت حرب 1948 وحافظنا على عروبة الضفة الغربية والقدس".
وواضاف الطراونة: " كان 85% من موازنة الدولة من بريطانيا اي حوالي 5 ملايين جنيه استرليني وكانت مرتبطة بوجود كلوب باشا على قيادة الجيش وذلك أخّر تعريب الجيش، ولما جاء جلالة الملك الحسين بن طلال بدأ يعد للامر وكان يدرك أنه لا يوجد ضباط قادرين على تولي قيادة الجيش فآثر على الانتظار حتى يتم اعداد مجموعة ضباط يتولون قيادة الجيش حتى جاء الوقت و أعلن تعريب الجيش الأردني".
واكد رئيس الديوان الملكي الهاشمي خلال اللقاء على أن جلالة الملك المؤسس و جلالة الملك الحسين كانوا هم قادة الجيش وباستقلالية تامة، وأوضح أن هناك خلط بين ما بين التبعية و التعاون، فإنتظار قرارات من قوى كبرى والتصرف بحسبها هو تبعية كاملة فيكون الاستقلال شكلي، أما التعاون مع الاخرين في عالم اصبح قرية صغيرة، فأمر حتمي لأننا لا نعيش في قرية صغيرة، حسب تعبيره.
واضاف الطراونة : " انا منذ نعومة اظفاري واعلم أن البلد مستقل في قرارته و في عهد جلالة الملك حسين رحمه الله أو الملك عبدالله الثاني لم نكن نتصل بامريكا او بأي دولة اخرى ونستشيرهم في تشكيل الوزارات، فقد كان مستقلا في كثير من قراراته ما جعله يعاني معاناة هائلة، فمثلا الاردن لم يدخل التحالف الدولي ضد العراق، رغم أنه كان ضد احتلال الكويت، ولكن كان يؤمن بالحل العربي فعانى 3 سنوات من خناق ، ولو كان تابعا لاتبع الاوامر، فالاردن يتعاون وليس تابعا".
ولفت الى ان الاردن تضاعف مئات المرات منذ الاستقلال بأيد اردنية نتيجة التعاون و الانفتاح، مضيفا : " انظروا للدول التي لم تتعاون ماذا حل بها".
وذكر الطراونة إن الدول و الشعوب والامم تستذكر ماضيها وحركة نضالها، ولكن الاستقلال ليس هنا، كما أكد جلالة الملك عبدالله الثاني بل هو الحفاظ عليه وتقويته وكيف نبني عليه وكيف نصونه، فالاحتفال بالاستقلال يعطي الأجيال القادمة والموجودة ماذا تم انجازه.
ورأى أن هناك قصور في توثيق تاريخنا، سواء في معرفة ملوكنا، وكوكبة الشهداء، فلابد من معرفة الاشخاص وسيرهم الذاتية، ولابد من تدريسها في الجامعات والمدارس حتى نعرف كيف بدأنا وكيف يمكن ان نستمر.
وعن التعديلات الدستورية منذ عام 1946 قال الطراونة : " إن والدي كان من العشرة الذين كتبوا الدستور عام 1951 وفي 2011 كنت من العشرة الذين عدلوا على الدستور، ولم أكن وقتها رئيس ديوان ملكي أو رئيس وزراء، و جلالة الملك عبدالله الأول حرص أن تكون الدولة الاردنية دستورية فوضع دستورا، ثم عدل كليا في عهد الملك طلال بن عبدالله وكان دستورا عظيما، ثم تعرض لتعديلات كانت للضرورة، فالدستور يوضع للمصلحة العليا وليس العكس، فإن تعارض مع المصحلة العليا يعطل".
واضاف الطراونة : " حين جرى فك الارتباط توقفت عملية تأجيل الانتخابات البرلمانية، وجاء الملك عبدالله الثاني أمر بتعديل الدستور فوجئت وقتها شخصيا، وشكل لجنة ملكية للتعديلات الدستورية لاعادة النظر بنصوص الدستور، واتصل بي وقتها وقلت له يا سيدي انا متفاجئ لأن اعادة النظر في النصوص الدستورية ستتعدى حاجب 29 مادة التي عدلت منذ عام 1952 وحتى يومنا هذا ، من أجل العودة الكاملة لدستور 1952، اما اعادة النظر في النصوص الدستورية سيفتح شهيتنا لاعادة النظر في كل مواد الدستور فقال لي أنا اريد أن ادخل جميع المفردات التي تتناسب مع ظرفنا بعد 60 عاماً واريد أن تتساوى الحقوق مع الواجبات، لأن لان الإنسان لديه حقوق ولكن ايضا يريد أن يعرف واجباته، فكان مفردات جديدة مثل المحكمة الدستورية، و الهيئة المستقلة للانتخاب وغير ذلك من المفردات التي لم تكن موجودة في الدستور".
ولفت إلى أن " جلالة الملك حين طلب العمل على تعديل الدستور وقال اعملوا بإستقلالية، والله لم نعد له إلى أن وضعنا امامه المسودة وأبدى وجهة نظره السامية ولم تكن كثيرة، وامر بأن تاخذ مراحلها الدستورية فذهبت للحكومة و ديوان التشريع و النواب و الاعيان ، وحتى التعديلات التي جرت من مجلس الاعيان و النواب اخذ بها جلالة الملك احتراما للسلطة التشريعية، موضحا أن هذه العملية غيرت أكثر من ثلث الدستور".
وأكد الطراونة :" حقيقة الامر أن جلالة الملك لم يطلب من أحد من خارج الوطن باخذ رايه في الدستور وهذا معنى الاستقلالية التامة، فكان يوجهنا باخذ رأي اصحاب الخبرة في القانون الدستوري واساتذة الجامعات، وقضاة المحاكم، واراء المواطنين".
وختم الطراونة حديثه بتوجبه رسالة بيوم بعيد الاستقلال بالقول:" اهم شيء أن نفاخر أننا اردنيون، دون الخروج عن ثوبنا العربي، لانهم اصحاب رسالة ثورة عربية نهضوية، فوسام النهضة الأول جاء من تسمية الثورة العربية الكبرى وشعارها ، ... ، وتعطيها الحالة الثورية للمملكة بمعنى الثورة بالتحديث، فالنهضة أن تنهض عند كل جديد وتواكبه، وهذا سبب انفتاح الاردن على العالم الأرحب، فلننظر إلى النصف الممتلئ ونحاول دائما سد فراغتنا، أما جلد الذات يفيد حين ينبهنا لبعض الاخطاء، أما جلد الذات كيديا او لوجود اختلافات شخصية، فيجب وضعها جانبا دائما، ونحن في دولة ثبت قطعيا منذ 1921 بقي هذا البلد إلى الامام وإلى الامام رغم المتغيرات التي جرت وهزت دولا كاملة، فالسؤال الرئيسي اليوم كيف استطعتم كقيادة و شعب بالصمود، و طالما قيادتنا هاشمية وشعبنا عربي، فسنبقى نسير إلى الامام".