سوريون في الأردن ينتظرون الشفاء للعودة إلى بلادهم ..صور
رؤيا – الأناضول- يرقد العديد من السوريين على أسرّة الشفاء في مستشفيات بالعاصمة عمّان، بانتظار البراء من جروحهم التي أصيبوا بها خلال المعارك بين المعارضة المسلحة والجيش السوري للعودة إلى بلادهم .
وخلال زيارة لوكالة "الأناضول" التركية للانباء ، لإحدى مشافي عمان الخيرية، التي تخصص طابقاً بأكمله للجرحى السوريين، التقت مقاتلين جرحى من الجيش الحر، ومصابين مدنين بالرصاص والقذائف نتيجة المعارك .
عبد العزيز أحد مقاتلي الجيش الحر الجرحى، تلقى رصاصة نافذة من الظهر إلى البطن، ويجلس غير قادر على الحركة بانتظار السماح له بمغادرة المشفى، يروي قصصاً لمقاتلي المعارضة وتصديهم بأسلحتهم الخفيفة لقوات الجيش السوري .
وفي حديثه للأناضول، يقول عبد العزيز، الذي يجلس بجانب زميل آخر له، إنه يرقد بالمستشفى منتظراً تماثله للشفاء للعودة لسوريا وللالتحاق بصفوف المقاتلين من جديد
ويحظى السوريون المصابون باهتمام كبير من جهات وتنسيقيات تابعة للمعارضة، تتابع أوضاعهم وتزورهم بشكل مستمر لتأمين احتياجاتهم والاطمئنان على صحتهم.
كما يوجد بالمستشفى عدد من المقاتلين الذين تلقوا إصابات جعلتهم عاجزين عن الحركة، بعد فقدانهم لأعضاء أو إصابتهم بالشلل، ورفضوا الحديث عن أوضاعهم كونهم يعانون من أثار نفسية صعبة بعد إدراكهم أنهم لن يستطيعوا القتال مجدداً.
وبالإضافة للمقاتلين، يأوي المشفى أطفالاً سوريين جرحى، لم يمض على وجودهم فيه سوى أيام قليلة بعد خروجهم من محافظة درعا السورية الحدودية مع الأردن للعلاج.
الطفلة سلام (6 أعوام) التي لم ترَ عيناها من الحياة إلا القليل، وجدت نفسها بعد عودة وعيها إليها جراء سقوط برميل متفجر ألقته طيران الجيش السوري على منزل عائلتها، فاقدة لقدمها الصغيرة ومصابة بجروح غير قابلة للالتئام في قدمها الأخرى.
فيما، كان شقيقها عبد الرحمن (حوالي 4 سنوات)، يرقد على سرير بجانبها، ولا يملك جروحاً أو إصابات ظاهرة في جسده، إلا أن الخوف كان يملأ عينيه وجسده يرتعش كلما سمع صوت طائرة تحلّق في سماء عمان، ظناً منه أنها طائرة تابعة للنظام السوري.
ويقول عم عبد الرحمن وسلمى، رفض ذكر اسمه لأسباب "أمنية"، إن البراميل المتفجرة التي سقطت على مدينة درعا بشكل مستمر خلال الأشهر الماضية، تسببت لأبناء أخيه بمرض نفسي خصوصاً بعد سقوط البرميل المتفجر على منزلهم.
وتدور في محافظة درعا منذ أكثر من عام اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة والجيش السوري الذي يسعى لبسط سيطرتها على كامل المحافظة، وتستعين
وبغرفة أخرى، يصارع عبد العزيز الجهماني (نحو 50 عاماً)، أوجاعه التي لم تغادر جسده، منذ أن تعرض لإصابات شديدة جراء سقوط برميل متفجر بالقرب منه أثناء قيامهم بإسعاف جرحى من جيرانه.
والأردن من أكثر الدول المجاورة لسوريا استقبالا للاجئين السوريين، وتأثرا بالأزمة السورية منذ اندلاعها، وذلك لطول الحدود البرية بين البلدين، والتي تصل إلى 375 كلم.