الذنيبات : خطة وبرامج لمواجهة تحديات العمل التربوي
رؤيا- أكد نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات أن النهج التراكمي في العمل هو الأساس في البناء، مبيناً أن الوزارة قامت بوضع خطة محددة وبرامج قابلة للتطبيق والقياس لمواجهة التحديات التي تعيق العمل التربوي وفق برنامج زمني محدد.
وبين الدكتور الذنيبات خلال الحوار المفتوح الذي نظمه نادي الفيحاء الثقافي في عمان تحت عنوان ( التعليم حاضر ومستقبل ) وبحضور عدد كبير من أعضاء الهيئة الإدارية للنادي وفعاليات المجتمع المحلي ، أن الحديث عن التربية والتعليم حاضراً ومستقبلاً هو حديث عن مستقبل الأمة وعن بناء المجتمع ، مشيراً إلى أن التربية والتعليم في الأردن قدمت نماذج متميزة سواء في التعليم العام أو التعليم العالي .
وأشار الدكتور الذنيبات إلى الدعم الكبير والمستمر الذي توليه القيادة الهاشمية الحكيمة لقطاع التربية والتعليم والمبادرات الملكية السامية التي تستهدف الارتقاء بهذا القطاع وبما يسهم في تقدم الأردن وتعزيز مسيرته التنموية.
وعرض الدكتور الذنيبات الإجراءات التي اتخذتها الوزارة لإعادة التميز لامتحان الثانوية العامة وضبط مجرياته ، بالإضافة إلى تطوير المناهج للصفوف الثلاثة الأولى وبرامج تدريب المعلمين ، ومشاركة الأردن في الامتحانات الدولية ( تيمز وبيزا ) وإعادة النظر في التعليم المهني وهيكلته بما يوائم متطلبات سوق العمل .
وأوضح الدكتور الذنيبات أن المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية أجرى اختباراً وطنياً لتقييم مهارات الطلبة ، أظهرت نتائجه مؤشرات إيجابية تؤكد بداية إعادة الألق للعملية التربوية والتعليمية ، وتحسناً واضحاً في المهارات الأساسية لدى الطلبة في القراءة والكتابة والحساب والعلوم إضافة لردود الفعل المجتمعية التي تؤكد نجاح إجراءات الوزارة في مختلف جوانب عملها لاسيما امتحان الثانوية العامة .
وبين الدكتور الذنيبات أن الوزارة ستبدأ بعقد اختبارات تحصيلية موحدة لامتحان نهاية الفصل الدراسي الثاني الحالي لطلبة الصفين السادس والتاسع الأساسيين على مستوى مدارس المملكة كافة ، وبحيث يتقدم طلبة الصف التاسع للاختبار في مباحث الرياضيات واللغة العربية واللغة الانجليزية ، فيما يتقدم طلبة الصف السادس للاختبار في مباحث اللغة العربية واللغة الانجليزية والرياضيات والعلوم .
وأشار الدكتور الذنيبات إلى أن عملية قياس قدرات الطلبة المطبقة حالياً تتفاوت بدرجة كبيرة من مدرسة إلى أخرى ومن مديرية إلى أخرى ، كما تتفاوت فيها المنهجية العلمية الواضحة في بناء الاختبارات وفي عمليات التصحيح ورصد العلامات وتحليل النتائج الأمر الذي يصعب معه الحكم على مستويات الطلبة بصورة سليمة وصحيحة ، مؤكداً أن هذه الاختبارات الموحدة ستنهي الاختلافات والتباينات بين المدارس وتحقق العدالة بين الطلبة من حيث كشف المستوى الحقيقي لهم في المباحث المختلفة .
وبين الدكتور الذنيبات أن الوزارة قامت بتشكيل لجنة للبدء بالعمل على إعادة الدور الريادي للمدارس الأولى والعريقة في المملكة مثل كلية الحسين الثانوية للبنين ، ومدرسة رغدان الثانوية للبنين ، ومدرسة عمر بن الخطاب الشاملة.
وأشار إلى أن هذه المدارس تأتي كمرحلة أولى ضمن خطة تشمل المدارس الأولى الرائدة في المملكة في مراحل لاحقة ، مؤكداً أن هذه المدارس تحظى بأهمية بارزة في الخطط التطويرية للوزارة ، لمكانتها البارزة في تاريخ التعليم في الأردن ، حيث بواكير الريادة والتميز التي قدمت للأردن رجالات سطروا بحروف من ذهب ، صفحات خالدة في سفر العطاء الأردني الزاخر .
وأشار الدكتور الذنيبات إلى أن الوزارة أرست العديد من الإجراءات التي تسهم في تعزيز المؤسسية والمساءلة في العملية التربوية ، مبيناً أن الوزارة استحدثت وحدة خاصة بالمساءلة والمتابعة للعمل التربوي.
وأكد الدكتور الذنيبات حرص الوزارة على تطبيق التشريعات التربوية من أنظمة وتعليمات في مختلف جوانب العمل التربوي والتعليمي بشكل ينعكس على تجويده ويحقق الغاية من هذه التشريعات ، لا سيما وأن الوزارة عملت على تعديل العديد منها كخطوة تطويرية ، خاصةً فيما يتعلق بتعليمات النجاح والرسوب والاكمال والدوام المدرسي للطلبة والغاء النجاح التلقائي وتعديل تعليمات الانضباط المدرسي.
وكشف الدكتور الذنيبات عن توجه الوزارة لإجراء مراجعة شاملة لواقع المدارس الخاصة في المملكة من خلال العمل على إيجاد مشروع لضبط عمل هذه المدارس وفق معايير تركز على ضبط جودة ونوعية التعليم فيها وتصنيفها والحفاظ على حقوق العاملين فيها وفق معايير اعتماد خاصة بها.
وأشار الدكتور الذنيبات أن الوزارة من خلال فرقها الميدانية والرقابية على المدارس الخاصة اكتشفت أن هنالك تجاوزات كبيرة في بعض المدارس من حيث مساحة البناء المدرسي ومرافقها والمختبرات العلمية والحاسوبية ، والخدمات التعليمية التي تقدمها للطلبة وقبول أعداد كبيرة للطلبة بشكل يخالف التراخيص الممنوحة لهم من قبل الوزارة.
وبين الدكتور الذنيبات أن الوزارة تعكف على إنشاء الأبنية المدرسية المجمعة لما لذلك من أثر إيجابي على الطلبة وترشيد للإنفاق في الموارد البشرية والمالية وتوزيع الخريط المدرسية واستثمارها بالشكل الأمثل.
وكشف الدكتور الذنيبات أن 38% من الأبنية المدرسية يدرس فيها ما يقارب 7.9% من إجمالي طلبة المملكة ، إضافة إلى التحاق أقل من 3000 طالب ب 153 مدرسة يدرس بها نحو 1200 معلم ومعلمة.
وأضاف أن الوزارة بدأت باجراء مسح كامل لحاجات المملكة من الأبنية المدرسية بهدف التخلص من الأبنية المدرسية المستأجرة ومعالجة اكتظاظ الطلبة في الصفوف في بعض المدارس ، مبيناً أن الوزارة طرحت منذ شهر أيلول 2013 وحتى الآن عطاءات لأبنية مدرسية جديدة وإضافات صفية لأبنية قائمة ورياض أطفال وغرف مصادر بمبلغ يقدر بـ (202) مليون دينار، ضمن خطتها في هذا المجال.
وأكد الدكتور الذنيبات أن توزيع الشقق السكنية "سكن كريم" الذي عممت عنه الوزارة مؤخراً سيتم وفق الأسس لذلك ، وبأعلى مستويات الشفافية والعدالة وستعلن أسماء المستفيدين للجميع ولن يسمح بأي تجاوز لهذه الأسس.
من جانبه ثمن نائب رئيس نادي الفيحاء الثقافي / رئيس اللجنة الثقافية عبدالله كنعان والحضور الجهود التي تقوم بها وزارة التربية والتعليم في كافة المجالات ، وبخاصة ما يتعلق بضبط إجراءات امتحان الثانوية العامة وانعكاسه على القدرات الحقيقية للطلبة ، مشيدين بجهود الوزارة الرامية إلى تطوير العملية التربوية والارتقاء بالخدمات التربوية.
ودار حوار موسع أجاب فيه الدكتور الذنيبات على تساؤلات واستفسارات الحضور حول مختلف القضايا التربوية الهامة ، مؤكداً حرص الوزارة على أهمية العلاقة التشاركية والتواصل لدراسة كافة القضايا التي تتعلق بالميدان التربوي.