أشخاص يخرجون طفل من بئر
وفاة طفل سقط في بئر مياه وسط انعدام معدات الإنقاذ بقطاع غزة
- ويبقى رحيل هذا الطفل شاهدا آخر على عمق المأساة في قطاع يحاول لملمة جراحه وسط ركام الحرب وفقدان أدنى مقومات السلامة
أعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، يوم السبت، عن نهاية حزينة لجهود إنقاذ استمرت لساعات طويلة، بعد تمكن طواقمه من انتشال جثمان طفل سقط داخل بئر مياه في منطقة "السودانية" شمالي القطاع.
وأوضح الجهاز في بيان رسمي أنه تم نقل جثمان الطفل إلى المستشفى بعد محاولات مضنية لإخراجه حيا، لكن القدر ونقص الإمكانيات حالا دون ذلك.
وكشفت مجريات العملية عن الواقع المرير الذي تعيشه طواقم الطوارئ؛ حيث استخدمت وسائل بدائية ويدوية في عمليات البحث والتنقيب، نتيجة للنقص الحاد في الآليات الثقيلة والمعدات التقنية اللازمة لمثل هذه الحوادث.
وتأتي هذه الحادثة في ظل أوضاع إنسانية قاسية خلفتها حرب الإبادة التي شنتها قوات الاحتلال، والتي استهدفت بشكل ممنهج البنية التحتية وجهاز الدفاع المدني.
وعلى مدار عامين من العدوان، فقد الدفاع المدني معظم عتاده وآلياته بفعل القصف المباشر، حيث باتت الطواقم تعتمد على سيارات متهالكة لا تلبي حجم الكوارث المتلاحقة. وكانت هذه الحرب، التي انتهت بعد أن حصدت أرواح أكثر من 71 ألف شهيد وخلفت ما يزيد على 171 ألف جريح، قد دمرت نحو 90 بالمائة من المرافق المدنية، مما جعل أي حادث عرضي، كسقوط طفل في بئر، يتحول إلى معضلة كبرى بسبب غياب أدوات الإنقاذ الحديثة.
تسلط هذه الفاجعة الضوء مجددا على التكلفة الباهظة لإعادة الإعمار، والتي قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار، ليس فقط لبناء المنازل، بل لإعادة تأهيل أجهزة الإنقاذ التي تقف اليوم عاجزة أمام أبسط نداءات الاستغاثة.
ويبقى رحيل هذا الطفل شاهدا آخر على عمق المأساة في قطاع يحاول لملمة جراحه وسط ركام الحرب وفقدان أدنى مقومات السلامة.
