رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترمب
نتنياهو يلتقي ترمب الإثنين لبحث "هدنة غزة" ومواجهة الملف الإيراني
- ترغب إدارة ترمب في رؤية نتائج ملموسة لقوة الاستقرار الدولية في غزة، يبقى السؤال مطروحا حول مدى قدرة هذه القمة على كسر حالة "تراوح المكان" التي تطبع المفاوضات حاليا
يتوجه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتانياهو، يوم الأحد، إلى الولايات المتحدة في زيارة توصف بأنها "مفصلية"، حيث من المقرر أن يجتمع بالرئيس دونالد ترمب في منتجعه بملاية فلوريدا يوم الاثنين.
وتأتي هذه القمة، وهي الخامسة بينهم هذا العام، في وقت حساس يمر به اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بمرحلة من التعثر والترقب، وسط ضغوط دبلوماسية للانتقال إلى المرحلة الثانية من التسوية التي أبرمت في تشرين الأول الماضي.
تهيمن على طاولة النقاش ملفات إقليمية متفجرة، تبدأ من الوضع الميداني في غزة ولا تنتهي عند الطموحات النووية الإيرانية.
ويرى مراقبون أن المرحلة الثانية من الهدنة، والتي تنص على انسحاب قوات الاحتلال من مواقعها الحالية وتسليم إدارة القطاع لسلطة تكنوقراطية فلسطينية مؤقتة، تواجه "عنق زجاجة" حقيقيا.
وفي هذا الصدد، ينقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مسؤولين في البيت الأبيض شعورهم بـ"إحباط متزايد" تجاه ما يعتبرونه خطوات من نتانياهو لتقويض هذه التفاهمات الهشة.
وعلى جانب آخر من المشهد، يبدو أن نتانياهو يسعى لتحويل دفة الاهتمام نحو "التهديد الإيراني"؛ إذ تشير التقارير إلى أن نشاط طهران في تطوير برنامجها الصاروخي والنووي سيتصدر جدول الأعمال.
ويعتقد نقاد سياسيون أن تركيز رئيس وزراء الاحتلال على الخطر الإيراني قد يكون استراتيجية مدروسة لتخفيف الضغوط المتعلقة بملف غزة، سيما وأن حكومة الاحتلال تقترب من عام الانتخابات، مما يجعل الحفاظ على بقائه في السلطة محركا أساسيا لتحركاته الدبلوماسية.
ولا تقتصر المباحثات على جبهة واحدة، بل تمتد لتشمل ملف السلام الهش في لبنان مع حزب الله، وإمكانية بلورة اتفاق أمني حيال سوريا.
وبينما ترغب إدارة ترمب في رؤية نتائج ملموسة لقوة الاستقرار الدولية في غزة، يبقى السؤال مطروحا حول مدى قدرة هذه القمة على كسر حالة "تراوح المكان" التي تطبع المفاوضات حاليا.
إن نتائج لقاء "مار لاغو" ستكون بمثابة المؤشر الحقيقي لشكل المنطقة في العام المقبل. فهل ينجح ترمب في فرض إيقاعه لإنهاء النزاعات العالقة، أم أن نتانياهو سيتمكن من تقليص الأعباء الدولية ليعود إلى المناطق المحتلة بمكاسب سياسية تطيل أمد حكومته؟ الأيام القليلة القادمة كفيلة بالإجابة عن هذه التساؤلات التي تقف عندها مصائر آلاف المدنيين ومستقبل التوازنات في الشرق الأوسط.
