مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

المخرج داوود عبدالسيد

1
المخرج داوود عبدالسيد

وفاة المخرج المصري داوود عبدالسيد بعد مسيرة سينمائية استثنائية

استمع للخبر:
نشر :  
منذ 14 ساعة|
  • رحل داوود عبد السيد جسدا، لكن فلسفته الإنسانية ستظل حاضرة في كل لقطة ومشهد

ودعت الأوساط الثقافية والفنية في مصر والعالم العربي، هامة سينمائية شامخة، برحيل المخرج القدير داوود عبد السيد عن عمر ناهز التسعة وسبعين عاما، إثر صراع مرير مع المرض.

ويشكل هذا الغياب خسارة فادحة لجيل "الواقعية الجديدة"، حيث يعد الراحل أحد أبرز صناع السرديات البصرية التي غاصت في أعماق الذات البشرية، ونقلت هموم الإنسان البسيط إلى شاشات العرض بقالب فلسفي متفرد.

ولد عبد السيد في نوفمبر من عام ألف وتسعمائة وستة وأربعين، وتشرب فنون السابع في المعهد العالي للسينما الذي تخرج فيه عام سبعة وستين. ورغم بداياته كمساعد لعمالقة من طراز يوسف شاهين في فيلم "الأرض" وكمال الشيخ في "الرجل الذي فقد ظله"، إلا أنه آثر الانفصال عن هذا المسار المهني الشاق. وكان يردد دوما أن مهمة المساعد تستنزف الطاقة الإبداعية في تفاصيل تنظيمية بحتة، مما دفعه لتشكيل رؤيته الخاصة عبر الأفلام التسجيلية قبل الانتقال للعمل الروائي.

في عام ألف وتسعمائة وخمسة وثمانين، فتح فيلم "الصعاليك" له أبواب المجد، حيث قدم ثنائية خالدة لعملاقي التمثيل نور الشريف ومحمود عبد العزيز.


وتوالت بعدها الأعمال التي صنعت مكانته المرموقة، مثل "الكيت كات" الذي أعاد تعريف العلاقة بين المكان والخيال، و"أرض الخوف" الذي غاص في تجربة الاغتراب النفسي.

لم يكن داوود مخرجا فقط، بل كان كاتب سيناريو ينحت حواراته بدقة، مما جعل ثلاثة من أعماله تستقر ضمن قائمة أفضل مائة فيلم عربي في تاريخ السينما.

وبعين الناقد البصير، يرى طارق الشناوي أن رحيل صاحب "رسائل البحر" يمتد أثره ليشمل كل من آمن بأن السينما فعل احترام لعقل المشاهد.

فقد تميز الفقيد بموقف مبدئي صلب ضد سينما "المقاولات"، رافضا الخضوع لأهواء السوق أو مقولة "الجمهور يريد ذلك".

هذه المثالية المهنية جعلت جوائزه، من هرم القاهرة السينمائي إلى تكريمات مهرجان الجونة، تتويجا لمسيرة لم تعرف الممايلة أو أنصاف الحلول.

ومع إسدال الستار على حياة هذا المبدع، تبقى صمته السابق عن الإخراج بعد إعلان اعتزاله في ختام عام ألف وأحد وعشرين، شاهدا على نبل موقفه.

لقد رحل داوود عبد السيد جسدا، لكن فلسفته الإنسانية ستظل حاضرة في كل لقطة ومشهد، تروي للأجيال القادمة حكاية فنان لم يبع رؤيته مقابل بريق الشهرة الزائفة، مخلفا وراءه إرثا سينمائيا يتجاوز حدود الزمان والجغرافيا.

  • مصر
  • وفاة
  • الفن
  • وفاة فنان