مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

بنيامين نتنياهو

1
بنيامين نتنياهو

"خطة تهجير" أم "موطئ قدم"؟.. قراءة في أبعاد اعتراف الاحتلال بـ "أرض الصومال"

استمع للخبر:
نشر :  
منذ 21 ساعة|
آخر تحديث :  
منذ 21 ساعة|
  • جاء الرد الصومالي ليكشف عن هواجس أعمق تتعلق بمخططات "التهجير القسري" للفلسطينيين

أثار اعتراف الاحتلال الرسمي بإقليم "أرض الصومال" "صومالي لاند" كدولة مستقلة، موجة من ردود الفعل الإقليمية والدولية الغاضبة، لكنه في الوقت ذاته فتح الباب واسعا أمام تساؤلات إستراتيجية حول الأهداف الخفية لتل أبيب من وراء هذه الخطوة غير المسبوقة في هذا التوقيت الحساس.

فبينما سارعت دول محورية كالسعودية ومصر وتركيا لإعلان رفضها المطلق للمساس بوحدة الصومال ، جاء الرد الصومالي ليكشف عن هواجس أعمق تتعلق بمخططات "التهجير القسري" للفلسطينيين.

"تهجير الغزيين".. الهاجس الذي يؤرق مقديشو

لم يكن بيان الخارجية الصومالية مجرد إدانة دبلوماسية روتينية، بل حمل إشارات واضحة لما وصفه مراقبون بـ "الصفقة المشبوهة"، فقد ربط البيان بشكل لافت بين الرفض الصومالي لتقسيم البلاد وبين "الرفض القاطع للاحتلال والتهجير القسري والهندسة الديموغرافية"، مؤكدا أن الصومال "لن يقبل أبدا بجعل الشعب الفلسطيني بلا دولة".

هذا الربط أعاد للأذهان تقارير إعلامية سابقة تحدثت عن عرض الاحتلال بالاعتراف باستقلال "أرض الصومال" وتقديم الدعم المالي لها، مقابل قبولها استيعاب أعداد من الفلسطينيين المهجرين من قطاع غزة.


خبراء: الهدف أبعد من مجرد "توطين"

ورغم خطورة سيناريو التهجير، يرى خبراء أن الطموح الإسرائيلي يتجاوز ذلك إلى أهداف جيوسياسية وأمنية أوسع.

1. عسكرة القرن الأفريقي ومواجهة الصين: تشير الدكتورة نادية حلمي، أستاذة العلوم السياسية، إلى أن القرار الاحتلال يحمل في طياته "خططا عسكرية واستخباراتية".

وتحذر من أن هذا التحرك سيصطدم برفض صيني قاطع؛ نظرا لأن التعاون الأمني البحري المحتمل بين الاحتلال وأرض الصومال يتعارض مباشرة مع مصالح بكين وحلفائها في المنطقة، ويهدد بتغيير موازين القوى في البحر الأحمر.

كما تلفت إلى أن رغبة الاحتلال في تطوير ميناء "بربرة" ليكون مركزا بديلا لسلاسل الإمداد، ونشر أنظمة مراقبة متطورة، سيؤثر على مسارات الملاحة والطيران بما يضر بمصالح الدول العربية والقوى الدولية الأخرى.

2. تأمين باب المندب ومواجهة الحوثيين: من جانبه، يرى الدكتور أمجد شهاب، أستاذ القانون الدولي، أن المحرك الرئيسي للقرار هو "الأهمية الإستراتيجية" للموقع، فالاحتلال، الذي يمر ثلث تجارته الخارجية عبر هذا الممر، يسعى لتأمين موطئ قدم لوجستي قرب مضيق باب المندب لمواجهة التهديدات، خاصة بعد الهجمات الحوثية التي عطلت ميناء إيلات ورفعت تكلفة الشحن.

ويؤكد "شهاب" أن فكرة التهجير القسري إلى أرض الصومال "غير قابلة للتنفيذ" واقعيا؛ بسبب الرفض الفلسطيني والعربي القاطع، ولأن الإقليم نفسه غير معترف به دوليا، لكن السيطرة على هذا الموقع الذي يطل مباشرة على خليج عدن ويقابل اليمن، تمنح الاحتلال "ورقة ضغط قوية" في أي مفاوضات مستقبلية حول أمن الملاحة والمنطقة.

يبدو أن اعتراف الاحتلال بـ "أرض الصومال" ليس مجرد مناورة دبلوماسية، بل جزء من إستراتيجية شاملة تهدف إلى إعادة هندسة الأمن في البحر الأحمر، سواء عبر التلويح بورقة "التهجير" أو عبر ترسيخ وجود عسكري واستخباراتي في إحدى أكثر نقاط العالم التهابا.

  • الصومال
  • الاحتلال
  • الهجرة
  • تل أبيب