رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس
رئيس الوزراء السوداني يعرض "مبادرة سلام" جديدة أمام مجلس الأمن.. ويطلب دعما "غير مشروط"
- دعا إدريس إلى ضرورة التوصل الفوري لوقف إطلاق نار شامل.
عرض رئيس الوزراء السوداني، كامل إدريس، أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك، يوم الإثنين، مبادرة سلام حكومية جديدة تهدف إلى إنهاء الحرب المتواصلة في البلاد منذ نيسان/أبريل 2023، داعيا المجتمع الدولي إلى تبني هذه الخطة لوقف نزيف الدم وإنقاذ البلاد مما تصفه الأمم المتحدة بأنه "أسوأ أزمة إنسانية في العالم".
بنود المبادرة: رقابة أممية وانسحاب
وفي تفاصيل الرؤية السودانية للحل، دعا إدريس في كلمته التي ألقاها من المقر الأممي، إلى ضرورة التوصل الفوري لوقف إطلاق نار شامل، يخضع لآلية رقابة مشتركة تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية.
واشترطت الخطة أن يتزامن ذلك مع انسحاب ما أسماها بـ "الميليشيا المتمردة" من جميع المناطق التي تسيطر عليها، بالإضافة إلى نزع سلاحها بشكل كامل لضمان استدامة الاستقرار.
حوار وطني وانتخابات
وعلى المسار السياسي، شدد رئيس الوزراء على أهمية إطلاق "حوار سوداني - سوداني" شامل خلال الفترة الانتقالية؛ بهدف التوافق على أسس الحكم وإدارة الدولة، تمهيدا لاختتام هذه المرحلة بإجراء انتخابات عامة نزيهة تجري تحت رقابة دولية صارمة.
وأعرب عن أمله في أن تحظى هذه المقترحات بـ "دعم غير مشروط" من قبل أعضاء مجلس الأمن، لافتا إلى أن خطته تشكل رافدا مكملا لـ "مبادرة السلام السعودية الأميركية المصرية".
خلفية الصراع وتعثر المفاوضات
وتأتي هذه التحركات الدبلوماسية في ظل استمرار المعارك الدامية التي اندلعت في الخامس عشر من نيسان/أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، والتي أسفرت حتى الآن عن مقتل عشرات الآلاف، وتسببت في نزوح نحو 12 مليون شخص داخليا وخارجيا.
كما تطرق التقرير إلى السياق الدولي للأزمة، مشيرا إلى أن رغبة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، التي عبر عنها في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بالتدخل لإنهاء الحرب، كانت قد أثارت آمالا بإمكانية تحقيق اختراق سياسي، غير أن المفاوضات الحالية التي تقودها واشنطن بالتنسيق مع "التحالف الرباعي" الذي يضم مصر والسعودية والإمارات، قد وصلت إلى طريق مسدود، مما يجعل المبادرة السودانية الجديدة محاولة لكسر هذا الجمود.
