الكعبي يعيد تعريف "فن المقصيات" في كأس إفريقيا
"فتى الدار البيضاء" يخطف الأنظار.. الكعبي يعيد تعريف "فن المقصيات" في كأس إفريقيا
- يكمن سر إتقان الكعبي لهذه اللعبة في أسلوبه الخاص.
في لحظة حبست أنفاس الجماهير في افتتاحية كأس أمم إفريقيا 2025، وقف النجم الصاعد نائل العيناوي مذهولا، واضعا يديه على رأسه، وهو يشاهد زميله المخضرم أيوب الكعبي يحول الملعب إلى مسرح للإبداع، مسجلا هدفا "خرافيا" بمقصية هوائية متقنة في شباك جزر القمر، ليعلن عن نفسه بطلا لليلة ومنافسا شرسا على مقعد الهجوم الأساسي.
"ماركة مسجلة" باسم الكعبي
لم يكن ذلك الهدف في الدقيقة الرابعة والسبعين مجرد صدفة؛ إذ وصفت صحيفة "ليكيب" الفرنسية هذا النوع من الأهداف الاستعراضية بأنه بات "علامة مسجلة" باسم مهاجم أولمبياكوس اليوناني (32 عاما).
فتاريخ الكعبي حافل بهذه اللقطات البهلوانية، سواء مع أنديته السابقة (مثل الوداد الرياضي) أو مع "أسود الأطلس"، حيث سبق أن هز شباك بنين وغينيا بيساو بطريقة مماثلة، مؤكدا براعته الفريدة في التعامل مع الكرات الهوائية.
سر "المقصية" وشهادة الزملاء
ويكمن سر إتقان الكعبي لهذه اللعبة في أسلوبه الخاص: ضرب الكرة من نقطة عالية توازي رأس المدافع، مع استرخاء تام في اللمسة الأخيرة.
وفي هذا السياق، يشبهه زميله السابق في نهضة بركان، البوركيني يوسوفو دايو، بالهداف العالمي روبرت ليفاندوفسكي، واصفا إياه بـ "القاتل الحقيقي" أمام المرمى، الذي لا يتردد في اتخاذ القرار، ويمتلك جرأة كبيرة لتجربة حظه في كل مرة تكون الكرة في الهواء.
من القاع إلى القمة.. رحلة كفاح
خلف هذا التألق، تقبع قصة كفاح ملهمة بدأت في الأحياء الشعبية بالدار البيضاء. فقبل أن يكون هدافا تاريخيا للمسابقات الأوروبية (بطل دوري المؤتمر الأوروبي 2024)، كان الكعبي يعمل في "أشغال البناء" وبيع الملح لكسب قوت يومه.
برز متأخرا مع "الراسينغ البيضاوي"، ثم انطلق في رحلة احترافية شملت المغرب، والصين، وتركيا، وقطر، واليونان، متسلحا بعزيمة لا تلين، وتاريخ دولي حافل (30 هدفا في 61 مباراة) بدأ بانفجار موهبته في "الشان" عام 2018.
رسالة للمنافسين والمدرب
ويأتي هذا الهدف الاستعراضي في توقيت مثالي؛ إذ دخل الكعبي البطولة كبديل، في ظل منافسة شرسة مع سفيان رحيمي، الذي أهدر ركلة جزاء في بداية اللقاء. وبهذا الأداء، قدم الكعبي أوراق اعتماده بقوة للمدير الفني قبل المواجهة المرتقبة أمام مالي يوم الجمعة المقبل.
