الاستيقاظ من النوم بفزع - تعبيرية
تستيقظ ولا تعرف أين أنت.. خبراء نوم يوضحون أسباب الشعور بالتشوش لحظة الاستيقاظ
- الجهاز العصبي عندما يكون تحت ضغط قد يجد الدماغ صعوبة في تغيير وضعه بسرعة.
يستيقظ بعض الأشخاص وهم غير مدركين تماما للمكان الذي يوجدون فيه، حتى وإن كانوا في أسرتهم داخل منازلهم، حيث يعد هذا الشعور المفاجئ بالتشوش ظاهرة طبيعية مرتبطة بآلية عمل الدماغ أثناء الانتقال من النوم إلى اليقظة، رغم ما قد يسببه من قلق لدى البعض.
وفي هذا السياق، توضح زوي غوتس، الاستشارية في علم النفس السريري، أن الاستيقاظ مع شعور مؤقت بعدم معرفة المكان قد يكون مقلقا للفرد، لكنه "غالبا غير ضار"؛ إذ تحدث هذه الحالة خلال ما يعرف بـ "خمول النوم"، وهي المرحلة الانتقالية التي تفصل بين النوم العميق والاستيقاظ الكامل.
فعند الاستيقاظ من مراحل النوم العميق أو من أحلام واضحة، يحتاج الدماغ إلى وقت قصير لإعادة تنظيم نفسه، مما يؤدي إلى عدم تطابق فوري بين الذاكرة والسياق والإدراك المكاني.
من جهتها، ترى مستشارة النوم ماريان تايلور، أن هذا الارتباك يحدث لأن الدماغ "يستيقظ على مراحل"؛ حيث يعود الإدراك الأساسي أولا، بينما تستغرق المناطق المسؤولة عن التوجه والذاكرة والسياق وقتا أطول قليلا، مما يجعل الشخص واعيا لكنه غير متأقلم تماما مع محيطه لثوان معدودة.
كما تشير تايلور إلى وجود عوامل عدة تزيد من احتمال الاستيقاظ بحالة من الارتباك، ومن بينها: النوم المتقطع أو الرديء، التوتر والقلق، تناول الكحول، المرض، أو الاستيقاظ المفاجئ على صوت المنبه.
وتعمل هذه العوامل مجتمعة على جعل الدماغ يواجه صعوبة في إعادة ترتيب الإحساس بالمكان بسرعة، مما يترك الشخص في حالة من القلق المؤقت.
وعلى صعيد متصل، تبين غوتس أن الجهاز العصبي عندما يكون تحت ضغط، قد يجد الدماغ صعوبة في تغيير وضعه بسرعة، مما يؤدي إلى لحظات من التشوش قبل أن تعود الأمور إلى طبيعتها.
وتضيف أن هذه الحالة تكون أكثر شيوعا عند النوم خارج المنزل، نظرا لأن البيئات غير المألوفة تفتقر إلى الإشارات التي تساعد الدماغ عادة على إعادة التوجه، كما أن الاستيقاظ في الظلام أو في وقت غير معتاد قد يكون كافيا لإرباك الإحساس بالمكان بشكل مؤقت.
وفي ختام التقرير، تؤكد غوتس أن هذا الأمر في معظم الحالات لا يدعو للقلق، وينصح فقط بأخذ لحظة لاستعادة التوازن ثم متابعة اليوم بشكل طبيعي.
لكنها شددت في الوقت ذاته على ضرورة استشارة مختص صحي في حال تكرار هذه النوبات، أو استمرارها لفترات أطول، أو ترافقها مع مشكلات في الذاكرة أو ارتباك نهاري، وذلك لاستبعاد وجود اضطرابات في النوم أو مشكلات صحية أخرى.
