الذكاء الاصطناعي
هل يشهد عام 2026 انفجار "فقاعة الذكاء الاصطناعي"؟.. بين تطمينات البنوك وتحذيرات الاقتصاديين
- المخاوف الحالية تختلف جذريا عن سيناريو "فقاعة الإنترنت" في التسعينيات.
مع اقتراب إسدال الستار على عام 2025، لم تهدأ حدة النقاشات في الأوساط المالية العالمية حول مستقبل قطاع الذكاء الاصطناعي، في ظل ارتفاعات قياسية ومتواصلة لتقييمات أسهم التكنولوجيا.
وسط هذه الحماسة المفرطة ومخاوف "تفويت الفرصة" (FOMO)، تباينت الرؤى الاستشرافية لعام 2026 بين بنوك عالمية تبنت نبرة مطمئنة، واقتصاديين بارزين ما زالوا يقرعون أجراس الإنذار.
بنوك عالمية: "لا فقاعة.. بل تحول حقيقي"
يرى "باركليز برايفت بنك" أن المخاوف الحالية تختلف جذريا عن سيناريو "فقاعة الإنترنت" في التسعينيات؛ فشركات الذكاء الاصطناعي اليوم تمتلك نماذج أعمال رابحة، وتولد تدفقات نقدية هائلة، وترتبط بشكل وثيق بالبنية التحتية للأعمال. وأشار البنك إلى أن المخاطر في 2026 لن تكون في انهيار نماذج الأعمال، بل في "انكماش المضاعفات" أو تباطؤ وتيرة التبني التقني.
ومن جهتها، أكدت "بلاك روك" أن الفقاعات تعد جزءا طبيعيا من التحولات الاقتصادية الكبرى، لكنها غالبا لا تكتشف إلا بعد انفجارها.
ورغم ذلك، لا تزال الشركة تدعم المخاطرة في هذا القطاع، معتبرة أن الذكاء الاصطناعي هو المحرك الأساسي للأسهم الأميركية، وأن حجم الاستثمارات والعوائد المحتملة ما زال يبرر هذه النظرة التفاؤلية.
وفي السياق ذاته، استبعد جون بلتون، مدير المحافظ في "جيبلي فاندز"، وجود فقاعة حالية، مستندا إلى أن متوسط مكرر الربحية للشركات "السبع الكبرى" يبلغ نحو 39.9 مرة (أو 25 مرة باستثناء تسلا)، مقارنة بمكررات وصلت إلى 90 مرة في فقاعة عام 1999، مما يعكس أن التقييمات الحالية مبنية على أسس قوية وليست مجرد مضاربات.
"إنفيديا": طلب حقيقي لا مضاربة
ومن داخل "المطبخ التقني"، رفضت شركة "إنفيديا" بشدة وصف نشاطها بالفقاعة، حيث أكد رئيسها التنفيذي "جنسن هوانغ" أن ما تبنيه الشركة يستند إلى "طلب حقيقي" وتحول تقني ملموس، وليس إلى مضاربات سوقية، مشيرا إلى وجود "واقع مختلف تماما" عما يراه المشككون.
تحذيرات و"مطبات هوائية" محتملة
على الجانب الآخر، توقع "بنك أوف أميركا" أن يواجه القطاع "مطبا هوائيا" خلال المرحلة المقبلة، نتيجة عدم وضوح مسار تحقيق الأرباح الفعلي مقابل التكلفة الهائلة للطاقة والبنية التحتية.
ووصفت سافيتا سوبرامانيان، من البنك، الوضع الحالي بأن "المستثمرين يشترون حلما" قد يحتاج وقتا طويلا ليتحقق.
أما "غولدمان ساكس" فقد سلط الضوء على مخاطر الديون؛ حيث بدأت شركات التكنولوجيا العملاقة في اللجوء لأسواق الدين لتمويل إنفاقها المتزايد، بعد أن كانت تعتمد على تدفقاتها النقدية.
وأشار إلى أن خمس شركات كبرى أصدرت سندات بقيمة 90 مليار دولار حتى أكتوبر 2025، محذرا من أن ارتفاع مستويات الدين دون تحقيق عوائد ملموسة سريعة قد يشكل خطرا حقيقيا في 2026.
"دويتشه بنك" و"بيل غيتس": الخطر قادم
وكان "دويتشه بنك" الأكثر تشاؤما؛ إذ صنف "انفجار فقاعة الذكاء الاصطناعي" كأكبر تهديد للأسواق في 2026، محذرا من أن تراجع الحماس قد يؤدي إلى انهيار التقييمات.
وهو ما توافق معه الاقتصادي روتشير شارما، الذي رأى أن القطاع يحمل كل سمات الفقاعات التاريخية، من فرط استثمار وتركز في الملكية، محذرا من أن أي رفع للفائدة في 2026 قد يشعل فتيل التصحيح الحاد.
وختم المؤسس الشريك لـ "مايكروسوفت"، بيل غيتس، هذا الجدل بتحذير واضح، مؤكدا أن "ليس كل التقييمات المرتفعة ستنجو"، وأن البعض سيشهد انخفاضا حتميا رغم أهمية التقنية، مشبها الأمر بـ "الفقاعة الانتقائية" حيث سيبقى الأقوى ويسقط من بنى قيمته على المضاربة فقط.
