سبائك ذهبية - أرشيفية
ماراثون الصعود ينتظر إشارة الحسم.. هل ينجح الذهب في اختراق حاجز الـ 4400 دولار؟
- يؤكد محللو المخاطر أن السوق يمر بمرحلة "تجميع" للقوى، حيث يتم بناء المراكز المالية بحذر شديد، بعيدا عن العواطف الانفعالية
يكافح الذهب للحفاظ على مكاسبه الثمينة ضمن نطاق سعري ضيق ينحصر بين 4300 و 4400 دولار للأونصة.
هذا الثبات الرقمي يأتي بعد سلسلة من البيانات الأمريكية الباهتة التي أنهكت قوة العملة الخضراء، مما دفع بأحجام التداول الشرائية لتتفوق على نظيرتها البيعية بنسبة ملموسة، ليستقر المعدن الأصفر عند محطات تقنية بالغة الأهمية.
ويعيش سوق السبائك العالمي حالة من التأهب القصوى، حيث يتموقع الذهب حاليا في مساحة جغرافية سعرية حاسمة تعرف لدى الخبراء بـ "منطقة اتخاذ القرار".
وفي ظل التجاذب القائم بين قوى العرض والطلب، يبدو أن الملاذ الآمن قد وجد في عثرات الدولار الأمريكي بيئة خصبة لتعزيز زخمه، مما جعل المراقبين يحبسون أنفاسهم انتظارا للحظة الانفجار السعري القادمة التي سترسم ملامح الاتجاه لما تبقى من الربع الحالي.
ولم يكن الصمود الأخير للذهب محض صدفة، بل جاء نتيجة لتفاعل كيميائي مع بيانات التوظف والتضخم الأمريكية التي جاءت دون التوقعات خلال الأسبوع الجاري.
هذه الهشاشة في أداء الدولار أعادت إحياء العلاقة العكسية التاريخية؛ فمع كل تراجع في قيمة العملة، تتزايد جاذبية المعدن لدى حائزي العملات الأخرى، مما يخلق حائط صد منيعا أمام أي ضغوط بيعية محتملة.
ومن منظور التحليل التقني المحض، يسير الذهب وفق نهج إيجابي مادام يتداول أعلى مستويات الدعم الهيكلية.
إن بقاء السعر فوق حاجز الـ 4300 يعد بمثابة "شهادة ثقة" للمضاربين على الصعود، حيث تمثل هذه النقطة قاعا صلبا ينطلق منه المشهد نحو محطة الـ 4400 التي تعتبر السقف الفني المنيع حاليا.
ويؤكد محللو المخاطر أن السوق يمر بمرحلة "تجميع" للقوى، حيث يتم بناء المراكز المالية بحذر شديد، بعيدا عن العواطف الانفعالية.
تكمن أهمية المرحلة الراهنة في كونها "نقطة تحول"؛ فإما أن نشهد اختراقا عنيفا لأعلى يفتح الأبواب لمستهدفات غير مسبوقة، وإما أن يدخل السعر في دورة تصحيح مطلوبة لتخفيف حدة التشبع الشرائي.
هذه الضبابية المحسوبة هي ما تجعل من التحركات القادمة محل دراسة دقيقة من كبار صناع السوق والصناديق السيادية.
كما تشير الرادارات الاقتصادية إلى أن الأيام القليلة المقبلة ستكون حافلة بتقلبات سعرية محورية.
فإذا نجح الذهب في تجاوز منطقة "العرض" الحالية بإغلاقات يومية متتالية، فإننا بصدد رؤية ماراثون صعودي جديد.
أما في حال فقدان الزخم، فقد يلجأ السعر إلى "استراحة محارب" عبر هبوط تنظيفي يستهدف جمع السيولة من مناطق أدنى.
ومن هنا، يبرز دور الوعي التقني في التعامل مع هذه المنعطفات؛ حيث لا يمكن بناء خطة تداول ناجحة دون فهم عميق للمستويات المذكورة.
