الشاب خضر
"بين قوسين" يكشف الوجه القبيح لـ "البلطجة".. خضر يدفع ثمن عشائه "تشوها" وآخر يفقد أذنه دفاعا عن النزاهة
- استعرض البرنامج قصصا لشباب وجدوا أنفسهم فجأة في مواجهة مع من اختاروا فرض سطوتهم بقوة السلاح الأبيض وترويع الآمنين.
- الشاب خضر: الألم لم يعد مجرد جرح يلتئم بل تحول إلى عقدة نفسية تلازمني.
- الشاب (اسم مستعار):تهجموا علي أمام باب محلي، وخلال المشاجرة قام أحدهم بقطع أذني.
في حلقة تجاوزت حدود السرد التلفزيوني لتلامس أوجاعا حية وندوبا لم تندمل بعد، فتح برنامج "بين قوسين"، الذي يعرض على شاشة "رؤيا"، واحدا من الملفات الأكثر حساسية وإيلاما في المجتمع؛ ملف ضحايا "البلطجة" والعنف الجسدي المفرط.
لم تكن الحلقة مجرد عرض لجرائم عابرة، بل كانت وثيقة دامية تكشف كيف يمكن للحظة غدر أن تقلب حياة إنسان رأسا على عقب، مخلفة وراءها جراحا نفسية أشد فتكا من الجراح الجسدية.
استعرض البرنامج قصصا لشباب وجدوا أنفسهم فجأة في مواجهة مع من اختاروا فرض سطوتهم بقوة السلاح الأبيض وترويع الآمنين، وسط مخاوف مجتمعية من تنامي هذه الظواهر الدخيلة.
خضر إبراهيم.. عشاء مغموس بالدم
بدأت المأساة مع الشاب خضر إبراهيم، الذي يبدو أن الحياة لم تكن رحيمة به حتى قبل الحادثة؛ فهو يعاني أصلا من انحراف في العمود الفقري، ويعيش ظروفا معيشية قاسية بعد انقطاعه عن العمل لمدة عام ونصف وانفصاله عن زوجته، وكان خضر يظن أن تلك هي أقصى درجات الابتلاء، قبل أن تأتي تلك الليلة المشئومة.
وبصوت متهدج وقلب يعتصره الألم، روى خضر تفاصيل لحظات الرعب، حين كان عائدا إلى منزله البسيط حاملا وجبة عشاء ليسد بها رمقه، ليتفاجأ بخطوات غادرة تلاحقه في الظلام.
ويقول خضر: "شعرت بحركة أشخاص خلفي، وقبل أن أصل أمان بيتي، هاجموني بوحشية، كانوا ملثمين، لم يمنحوني فرصة للتفاهم، أحدهم ضربني والآخر وجه لي ضربة قاطعة في وجهي بأداة حادة، تركت شقا غائرا استدعى 22 قطبة لإغلاقه".
ورغم أن الضحية تمكن في لحظة دفاع عن النفس من إزالة اللثام عن وجوههم والتعرف على هويتهم، إلا أن ذلك لم يمنحه السكينة، فالألم لم يعد مجرد جرح يلتئم، بل تحول إلى عقدة نفسية تلازمه كلما وقف أمام المرآة.
ويضيف خضر بعينين دامعتين: "كل يوم ابكي عندما أرى وجهي المشوه، تراودني أفكار سوداوية وأبكي بحرقة، فأنا شخص مسالم يحبه الناس، ولم أكن يوما طرفا في أي نزاع".
ومن زاوية أخرى للمشهد، نقلت شقيقته "سهام" هول الصدمة على العائلة، مستذكرة الاتصال الهاتفي الذي جمد الدماء في عروقها عندما أخبرت بأن شقيقها "يسبح في دمائه".
وأكدت أن خضر بات حبيس غرفته، يعيش في عزلة تامة خوفا من تهديدات بالقتل تصله إذا ما واصل شكواه، معربة عن ثقتها المطلقة بالقضاء الأردني لاقتصاص حقه.
وفي بادرة أعادت بعض الأمل، أعلنت الدكتورة ريم شلباية، أخصائية التجميل بالليزر، عبر البرنامج تبنيها لحالة خضر، متعهدة بتقديم العلاج اللازم لتخفيف آثار الندوب، في رسالة تؤكد دور الإعلام في ربط أهل الخير بالمحتاجين.
ضريبة الشرف.. بتر أذن وتهديد بالمزيد
لم تقف مآسي الحلقة عند هذا الحد، بل انتقلت لتروي قصة شاب آخر دفع ثمنا غاليا لتمسكه بنزاهته. الشاب، الذي فضل إخفاء هويته خشية الانتقام، هو مغترب عاد ليفتتح محلا تجاريا، لكنه اصطدم بأشخاص حاولوا استدراجه لعالم النصب وبيع المنتجات الوهمية.
عندما رفض الشاب خيانة ضميره، كان العقاب وحشيا وينتمي لعصور الظلام، ويقول الضحية: "تهجموا علي أمام باب محلي، وخلال المشاجرة قام أحدهم بقطع أذني عبر (عضها) بقسوة حتى انفصلت، ثم عاجلني بطعنة بسكين حادة".
المفارقة المؤلمة أن الجاني لا يزال مختبئا، ويمارس أبشع أنواع الابتزاز على الضحية للتنازل عن حقه القانوني.
ولم تتوقف الخسائر عند التشوه الجسدي، بل امتدت لتدمر حياته الاجتماعية؛ حيث يواجه لوم الأهل على مجرد معرفته بهؤلاء، فيما باتت علاقته بخطيبته على المحك، مما دفعه للتفكير بجدية في ترك مكان سكنه وعمله هربا من عار لم يصنعه، وخوفا من مستقبل مجهول.
