مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

بيتر أرنيت

1
بيتر أرنيت

رحيل "صوت الحرب".. ماذا سأل بيتر أرنيت أسامة بن لادن في اللقاء الأول؟

استمع للخبر:
نشر :  
منذ 18 ساعة|
  • أول مقابلة تلفزيونية يجريها زعيم التنظيم مع وسيلة إعلامية غربية

مع إعلان وفاة المراسل الحربي الأسطوري بيتر أرنيت يوم الخميس، يستعيد العالم لحظة فارقة ومفصلية في تاريخ الإعلام والسياسة الدولية، لحظة تعود بنا إلى ليلة شديدة البرودة من شهر مارس لعام 1997. في تلك الأجواء المشحونة بالترقب، وداخل كوخ طيني بسيط يقبع في أعالي جبال شرق أفغانستان، كان التاريخ على موعد مع حدث غير وجه المنطقة.

حيث كان مقاتلو تنظيم القاعدة المدججون بالسلاح يحيطون بالمكان من كل جانب، جلس أرنيت وجها لوجه أمام أسامة بن لادن، في أول مقابلة تلفزيونية يجريها زعيم التنظيم مع وسيلة إعلامية غربية، ولم تكن مجرد مقابلة عابرة، بل كانت إنذارا مبكرا لما سيأتي لاحقا من الدمار.


السؤال البسيط والإجابة المرعبة

في خضم ذلك اللقاء، وجه أرنيت لبن لادن سؤالا بدا في ظاهره بسيطا ومباشرا، لكنه حمل في طياته مستقبلا دمويا سيشهده العالم، حيث سأله: "ما هي خططك المستقبلية؟"، وجاءت إجابة بن لادن غامضة، مقتضبة، ومحملة بالوعيد الصريح: "سترونها وتسمعون عنها في وسائل الإعلام، إن شاء الله".

لم يمض وقت طويل حتى نفذ بن لادن تهديده الذي أطلق في ذلك الكوخ؛ ففي العام التالي مباشرة "1998"، نفذت القاعدة هجمات شبه متزامنة ودموية على سفارتين أميركيتين في أفريقيا، وهي الهجمات التي أسفرت عن مقتل أكثر من 200 شخص.

وتوالت الأحداث بعد ذلك، فتلاها تفجير المدمرة الأميركية "يو إس إس كول" في اليمن عام 2000، ما أدى إلى مقتل 17 بحارا أميركيا، ثم جاءت الطامة الكبرى بهجمات 11 سبتمبر التي أودت بحياة ما يقرب من 3000 شخص، وأدت إلى إطلق ما عرف لاحقا بـ "الحرب العالمية على الإرهاب".

لماذا وقع الاختيار على أرنيت؟

لم يكن اختيار بن لادن لأرنيت وشبكة "سي إن إن" عبثيا أو محض صدفة؛ فقد وقع الاختيار عليهما تحديدا لإجراء هذه المقابلة الأولى بسبب سمعة النزاهة العالية التي اكتسبها أرنيت خلال تغطيته لحرب الخليج الأولى، حيث كان قراره الشجاع بالبقاء في بغداد بعد مغادرة المراسلين الغربيين الآخرين، بينما كانت القنابل الأميركية تنهال على نظام صدام حسين، عاملا حاسما في تعزيز مكانته الشخصية ومكانة شبكته عالميا. هذا التاريخ المهني جعل منه شخصية عالمية مشهورة وموثوقة حتى لدى خصوم بلاده.

مبررات "الجهاد" والسياسة الخارجية

خلال المقابلة التاريخية، لم يكتف أرنيت بالأسئلة العامة، بل سأل بن لادن بوضوح عن سبب إعلانه "الجهاد" ضد الولايات المتحدة، وأجاب بن لادن بإجابة مطولة ومفصلة انتقد فيها الدعم الأمريكي للاحتلال وحلفائها في الشرق الأوسط، مثل السعودية.

والجدير بالذكر أن هذه الإجابة كانت تقويضا مبكرا للمزاعم التي رددها الرئيس جورج دبليو بوش لاحقا بعد أحداث 11 سبتمبر، حين ادعى أن الولايات المتحدة تعرضت للهجوم بسبب "حرياتها"، حيث ربط بن لادن هجومه بشكل مباشر بالسياسة الخارجية الأميركية في المنطقة.

شخصية أسطورية ونصيحة من قلب الحرب

يصف المنتج الذي رافق أرنيت في رحلاته وأنتج تلك المقابلة، والذي التقى به لأول مرة عام 1993، شخصية الراحل بأنها كانت فريدة من نوعها، وكثيرا ما كان صوت أرنيت يسمع قبل رؤيته؛ رجل قوي البنية، ذو صوت جهوري بلكنة نيوزيلندية قادرة على اختراق الزجاج.

ويؤكد المنتج أن وصف أرنيت بأنه "أسطوري" لا يفيه حقه؛ فقد كان صحفيا من طراز رفيع، مليئا بقصص البطولة من فيتنام إلى العديد من الحروب الأخرى حول العالم.

وفي سياق الحديث عن المخاطر، يستذكر المنتج نصيحة حكيمة وخالدة أسداها له المراسل المخضرم في كابول، التي كانت حينها مدمرة تشبه مدينة دريسدن بعد الحرب العالمية الثانية، حيث قال له: "لا تفعل أي شيء للتسلية في منطقة حرب".

وكان ذلك في وقت كان فيه أمراء الحرب يتقاتلون في كل حي بالعاصمة الأفغانية، كان أرنيت، الذي توفي يوم الأربعاء، رجلا لا يبدو أن الخوف يملك عليه شيئا، ليطوي برحيله صفحة مجيدة من تاريخ الصحافة الميدانية الجريئة.

  • أفغانستان
  • صحفيين
  • الحرب
  • بن لادن