• اشتهر بتغطياته لشبكة سي إن إن، لا سيما أثناء حرب الخليج الأولى

توفي الصحفي الشهير ومراسل الحروب بيتر أرنيت، الحاصل على جائزة بوليتزر، عن عمر يناهز 91 عاما في كاليفورنيا، محاطا بالعائلة والأصدقاء، بعد صراع مع سرطان البروستاتا، وفق ما أفاد به ابنه لوسائل الإعلام الأمريكية.

وامتدت مسيرة أرنيت المهنية لعقود، وقد غطى صراعات كبرى في فيتنام والعراق وإل سالفادور، وتميز بجرأته ومواجهته المباشرة لمخاطر الحرب، ونال جائزة بوليتزر للتغطية الدولية عام 1996 عن تقاريره من حرب فيتنام أثناء عمله لدى وكالة أسوشييتد برس، كما اشتهر بتغطياته لشبكة سي إن إن، لا سيما أثناء حرب الخليج الأولى، حيث ظل من بين قلائل المراسلين الغربيين الذين لم يغادروا بغداد رغم القصف المكثف.

من البدايات إلى عمق الميدان

ولد أرنيت عام 1934 في ريفرتون بنيوزيلندا، وتجنس لاحقا بالمواطنة الأمريكية، وعمل أولا مراسلا لوكالة أسوشييتد برس في فيتنام منذ 1962 حتى نهاية الحرب عام 1975، وغالبا ما كان يرافق القوات في مهماتها، ملتقطا صورا وثقت الواقع اليومي للمواطنين والجنود على حد سواء.

وكان أرنيت من بين أوائل الصحفيين الغربيين الذين أجروا مقابلات مع شخصيات بارزة في الصراعات العالمية، بما في ذلك الرئيس العراقي السابق صدام حسين في بغداد، وأسامة بن لادن في مخبئه السري في أفغانستان عام 1997، في مقابلة نقل عنها قوله: سترونهم وتسمعون عنهم في وسائل الإعلام.

اقرأ أيضا: برهم صالح أول عربي يتولى منصب مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين

شهادات الزملاء وألم الفراق

وصفه زملاؤه بأنه أحد أعظم مراسلي الحروب في جيله، جريء ولا يعرف الخوف، وكاتب راق وسردي ممتاز، فيما قال المصور نيك أوت، الذي عمل معه في فيتنام: كان بالنسبة لي كالأخ، ووفاة بيتر ستترك فراغا كبيرا في حياتي.

وخلال مسيرته، لم يقتصر أرنيت على التغطية الصحفية فقط، بل كانت عدسته توثق اللحظات اليومية للأشخاص في مناطق الحرب، من صور أطفال في بيونغ يانغ إلى لقطات الحياة اليومية في فيتنام، وهو ما جعل عمله شاهدا حيا على تاريخ القرن العشرين المباشر.

وبمزيج من الشجاعة الصحفية والحس الإنساني، ترك بيتر أرنيت إرثا كبيرا في مجال الصحافة الميدانية وتغطية الحروب، ليظل اسمه مرتبطا بالتحقيقات الميدانية الدقيقة والمواجهات الجريئة مع المخاطر، مؤكدا أن مهمة الصحفي تكمن في نقل الحقيقة مهما كانت الظروف.