اللاعب علي علوان
من "الدفاع" إلى "عرش" هدافي العرب ..علوان يخطف "الحذاء الذهبي" رغم دموع الوصافة
أسدل الستار على بطولة كأس العرب 2025 في قطر، ورغم أن الكأس لم تستقر في خزائن "النشامى"، إلا أن النجم الأردني علي علوان أبى إلا أن يخرج من المشهد الختامي متوجا بمجد شخصي مستحق، حاصدا جائزة "الحذاء الذهبي" بعد تربعه على عرش هدافي البطولة برصيد 6 أهداف، منها هدفان في شباك المغرب في المباراة النهائية.
هذا الإنجاز لم يكن وليد الصدفة، بل هو تويج لرحلة كفاح طويلة لشاب بدأ حياته ظهيرا يلعب في الظل، قبل أن يتحول إلى "قناص" تهتز له الشباك.
النشأة والمعاناة.. صناعة البطل
ولد علي إياد علي علوان في السادس والعشرين من مارس عام 2000 في العاصمة الأردنية عمان، ونشأ في كنف أسرة بسيطة، حيث كان والده يكافح في أعمال اليومية والحدادة والمقاولات لتأمين لقمة العيش. وفي البداية، كانت العائلة تفضل التركيز على التحصيل الدراسي، إلا أن موهبة "علي" الفذة أقنعت الوالد لاحقا بدعمه وتعليمه أساسيات الكرة منذ الصغر.
وبدأت رحلته مع نادي الوحدات، حيث كان يصل التدريبات سيرا على الأقدام، متحديا الظروف، ورغم مهاراته، واجه تحديات نفسية وعدم تقدير، ما دفعه لاتخاذ قرار جريء وهو في سن الـ 15 بالانتقال إلى نادي الجزيرة، هناك، وبسبب تألقه في مركز الظهير أحيانا، أطلق عليه لقب "كارفاخال" تيمنا بنجم ريال مدريد، قبل أن يعيد اكتشاف نفسه كمهاجم فتاك.
مسيرة احتراف عابرة للحدود
وانطلق علوان من بوابة الجزيرة إلى عالم الاحتراف في يوليو 2020، مشاركا في كأس الاتحاد الآسيوي، وفي يناير 2022، حط الرحال في دوري نجوم قطر مع نادي الشمال، حيث خاض 45 مباراة سجل خلالها 9 أهداف، ثم انتقل بنظام الإعارة لنادي الخور مسجلا 4 أهداف في 6 مباريات.
ولم تتوقف طموحاته عند الخليج، بل خاض تجربة في شرق آسيا مع نادي سلنجور الماليزي في أغسطس 2024، مساهما في تقدم الفريق قاريا، وفي صيف 2025، عزز صفوف نادي الكرمة العراقي، حيث خاض 6 مباريات وسجل 3 أهداف قبل الالتحاق بالمهمة الوطنية في كأس العرب.
وبات علي علوان رقما صعبا في معادلة الكرة الأردنية منذ عام 2020، حيث مثل المنتخب في 57 مبارارة، رافعا رصيده التهديفي إلى 27 هدفا بعد ختام البطولة العربية، واليوم، يثبت "كارفاخال الأردن" أن تغيير المراكز قد يكون بوابة لصناعة التاريخ، وأن الإصرار هو المفتاح الوحيد للوصول إلى القمة.
