سعد الروسان
لماذا جلس سعد الروسان على نقطة الجزاء في نهائي لوسيل؟
- ما فعله سعد الروسان لم يكن حركة غريبة بل كان تصرفا ذكيا وواعيا يحمي العدالة داخل الملعب ويؤكد أن التفاصيل الصغيرة قد تصنع الفارق في كرة القدم
لم يكن تصرف سعد الروسان في نهائي كأس العرب على ملعب لوسيل تصرفا عشوائيا أو حركة استعراضية كما اعتقد البعض بل كان فعلا مدروسا يعكس وعيا عاليا بتفاصيل كرة القدم الخفية ففي اللحظة التي احتسب فيها الحكم ركلة جزاء لصالح المنتخب الأردني توجه الروسان مباشرة إلى نقطة تنفيذ الركلة وجلس عليها مانعا أي لاعب من الاقتراب منها حتى وصول الحكم ثم نهض بهدوء دون أي احتجاج أو جدل
السبب الحقيقي وراء هذا التصرف هو منع تخريب نقطة ركلة الجزاء ففي مثل هذه المباريات النهائية واللحظات الحاسمة يلجأ بعض لاعبي الفريق المنافس إلى حفر الأرض أو كشط العشب بأقدامهم أو الدوس المتكرر على النقطة بهدف التأثير على ثبات الكرة أو تشتيت تركيز المنفذ وهي ممارسات غير رياضية لكنها شائعة في كرة القدم الحديثة
سعد الروسان كان مدركا لهذه الحيل فاختار الطريقة الأبسط والأذكى لحماية حق فريقه جلس على نقطة الجزاء بنفسه وجعل من المستحيل العبث بها إلى أن تسلم الحكم الموقف هذه الحركة لا تخالف قوانين اللعبة بل على العكس القانون يعاقب من يقوم بتخريب مكان تنفيذ ركلة الجزاء ولا يعاقب من يمنعه
هذا المشهد يعكس شخصية لاعب يعرف كيف يدير التفاصيل الصغيرة تحت الضغط ويؤكد أن القيادة في الملعب لا ترتبط فقط بحمل شارة القيادة بل بالتصرف الصحيح في اللحظة الصحيحة خصوصا في مباراة نهائية وعلى ملعب بحجم لوسيل وأمام ملايين المتابعين
وظاهرة تخريب نقطة ركلة الجزاء ليست جديدة فقد شهدت ملاعب العالم حالات عديدة في الدوريات الأوروبية الكبرى تدخل فيها الحكام لإصلاح النقطة بعد ملاحظتهم عبثا متعمدا من لاعبي الفريق المدافع كما حصلت مواقف مشابهة في بطولات كأس العالم عندما حاول لاعبون تشويه مكان التنفيذ قبل الركلة ما أجبر الحكام على إيقاف اللعب وإنذار المتسببين وفي بطولات قارية كبرى مثل دوري أبطال أوروبا وكوبا أمريكا سجلت حالات تأخير للتنفيذ وإعادة تسوية نقطة الجزاء بسبب تخريب متعمد وفي بعض النهائيات العربية أيضا ظهرت هذه التصرفات ما دفع الحكام للتشديد والرقابة
في النهاية ما فعله سعد الروسان لم يكن حركة غريبة بل كان تصرفا ذكيا وواعيا يحمي العدالة داخل الملعب ويؤكد أن التفاصيل الصغيرة قد تصنع الفارق في كرة القدم وأن لاعبا واحدا يقظا يمكنه أن يحمي مجهود فريق كامل في لحظة واحدة
