مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

أطفال غزة

1
أطفال غزة
Read in English

البرد يلسع الأطفال في أحضان خيام رقيقة.. وفاة رضيع جديد في غزة

استمع للخبر:
نشر :  
منذ 16 ساعة|
آخر تحديث :  
منذ 16 ساعة|
  • البرد يلسع الأطفال في أحضان خيام رقيقة لم تصمد

الشتاء في غزة هذه السنة يأتي حاملا معه قسوة مضاعفة، حيث البرد يلسع الأطفال في أحضان خيام رقيقة لم تصمد أمام عواصف الأمطار الغزيرة، الرضيع الذي لم يتجاوز شهره الأول يرتقي ضحية هذه الأجواء القاسية، وصراخ الأطفال يختلط بهواء مشبع بالرطوبة والبرد، وكأن السماء نفسها تبكي على براءتهم المفقودة.

كل خيمة في غزة تتحول إلى سجن مؤقت، مكان لا يوفر الدفء ولا الحماية، بل هو شهادة على معاناة مستمرة منذ سنوات الحرب المدمرة، التي تركت أكثر من 70 ألف شهيد وما يزيد على 171 ألف جريح، ومعظم البنية التحتية المدنية دمرت بالكامل.

خيام تغرق وحصار مزدوج

مياه الأمطار تتساقط بغزارة على الخيام، فتغمرها شيئا فشيئا، وتحاصر الأسر في معركة يومية للبقاء على قيد الحياة، والأطفال يصرخون، والآباء يحاولون جاهدين حماية صغارهم من برد قارص يتسلل إلى أجسادهم النحيلة، وسط خيام تتهاوى تحت وطأة الطين والماء.


كل قطرة ماء تتساقط على رؤوسهم هي تذكير صارخ بالمأساة المستمرة، وبأنه لا ملجأ آمن لهم سوى الحلم بمأوى حقيقي يقيهم برد الشتاء ويحصنهم من ويلات الطبيعة والدمار المتراكم. أهالي القطاع يجدون أنفسهم محاصرين بين عاصفتين، عاصفة الحرب التي دمرت حياتهم وعاصفة الشتاء التي تهدد بقاءهم.

الخيام التي كانت تمثل حلا مؤقتا، أصبحت اليوم رمزا للمحنة المستمرة، كل سقف منها يئن تحت ثقل المطر، وكل طفل يبكي بين أيدي والديه وهو يتساقط بالبرد إلى أعماق الخوف، والصحة العامة تتأثر بشكل مباشر، فالرضع والأطفال الصغار هم الأكثر عرضة للأمراض التنفسية، وسط غياب الخدمات الطبية الكافية والمستلزمات الضرورية لمواجهة موجات البرد.

13 حالة وفاة بسبب البرد

الموت بردا يلاحق الرضع في الأسبوعين الماضيين، شهد قطاع غزة موجتين من المنخفضات الجوية القاسية، أودت بحياء عدد من الأطفال ورفعت حالات الوفاة بين الرضع والمرضى، وقد سجلت وزارة الصحة الفلسطينية، يوم الخميس، وفاة رضيع يبلغ 29 يوما فقط في منطقة مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة نتيجة البرد القارس، لترتفع حصيلة الوفيات إلى 13 حالة خلال أقل من أسبوعين. 

المطر الغزير لا يكتفي بغمر الخيام بالمياه، بل يحمل معه آثارا إضافية على حياة النازحين، الأطفال يمضون ساعات تحت قطرات الماء الباردة، وحياتهم اليومية تتحول إلى معاناة متواصلة، بين البحث عن مكان جاف للعب أو النوم، وبين صراع البقاء في ظروف تهدد أجسادهم الصغيرة، وأهالي القطاع يجدون صعوبة في تحريك العائلات من مكان إلى آخر، بينما الصمت الحزين يملأ أجواء المخيمات.

الوضع الإنساني في غزة تفاقم نتيجة الحرب والدمار المستمر، فقد أصبحت الموارد الأساسية شحيحة، والخيام والملاجئ المؤقتة غير قادرة على الصمود أمام الطبيعة، والأطفال الذين لم يعرفوا الحياة المستقرة، يعيشون اليوم تجربة الشتاء القاسي، ويفقدون أبسط حقوقهم في الدفء والأمان، كل خيمة متضررة تمثل مأساة جديدة، وكل رضيع يمرض أو يموت بسبب البرد هو صفحة أخرى في كتاب الألم المستمر.

قيود على المساعدات وصراع الأهالي

المنظمات الإنسانية تحاول جهدها تقديم المساعدات والخدمات، لكن القيود على دخول المواد الأساسية، وانعدام الموارد، يجعل من الصعب توفير الاحتياجات الضرورية لكل العائلات، الحصار المفروض على القطاع يمنع إيصال الخيام والمنازل المتنقلة ومواد التدفئة بشكل كاف، ليبقى الأطفال في مواجهة الطبيعة القاسية بلا حماية.

والأهالي يروون قصصا صعبة عن محاولاتهم حماية أطفالهم، كيف يجمعون البطانيات الرقيقة ويحاولون سد الشقوق في الخيام، بينما الأمطار تتساقط بلا توقف، كل ليلة شتاء تمر هي تحد جديد، كل صباح يحمل معه خوفا من الصقيع والمرض، وكل رضيع يسقط ضحية البرد هو تذكير مأساوي بالوضع القاسي الذي يعيشه القطاع.

في النهاية، يبقى السؤال الأكبر: كيف سيصمد هؤلاء الأطفال في مواجهة قسوة الطبيعة والحصار المستمر، وكم من الأرواح ستذهب ضحية البرد في ظل عجز الدعم الإنساني وعدم توفير الاحتياجات الأساسية؟ 

  • الحرب في غزة
  • غزة
  • فصل الشتاء
  • هطول أمطار
  • المنخفض الجوي
  • البرد