صورة تعبيرية لنبش القبر
صدمة في مصر: ضبط متهم بنبش قبر سيدة مرتين والنيابة تجدد حبسه 15 يوما
- أثارت الحادثة موجة عارمة من الاستياء بين سكان محافظة الدقهلية
"لم يكفنا وجع الفراق، حتى جاء من يبعثر سكونها في مرقدها الأخير."
بهذه الكلمات الممزوجة بالذهول، وصف أهالي مدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية في جمهورية مصر العربية، حال أسرة الشابة "مريم"، التي لم يهنأ جثمانها بالسكينة منذ مواراته الثرى.
ففي واقعة هزت الوجدان المحلي، قرر قاضي المعارضات بمحكمة السنبلاوين تجديد حبس المتهم بنبش القبر والعبث بالكفن لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات، وسط حالة من الاستنكار الشعبي الواسع.
الصدمة في مرتين: لغز المقبرة المفتوحة
بدأت فصول المأساة حين توجه ذوو الراحلة ، وهي أم لأربعة أطفال، لزيارة قبرها الذي لم يمض على إغلاقه سوى أيام قليلة.
صعقت العائلة بوجود تلفيات واضحة في بناء المقبرة، وبعد الاطمئنان على سلامة الجثمان، أعادوا إحكام إغلاقها بقلوب مثقلة بالريبة.
لم يدر بخلدهم أن المشهد سيتكرر في اليوم التالي مباشرة؛ إذ وجدوا القبر مفتوحا مرة أخرى والعبث قد طال الكفن، ما أكد وجود يد خفية تتعمد انتهاك حرمة المكان.
خيط الجريمة: "مساعد التربي" في دائرة الاتهام
قادت التحريات وشهادات قريبات المتوفاة إلى الاشتباه في شخص يتردد بشكل مريب على المقابر في أوقات غير معتادة، يعرف محليا بـ "مساعد التربي".
ومع تحرك الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية المصرية، عقب انتشار مقطع فيديو يوثق آثار النبش، تم إلقاء القبض على المتهم وتحديد هويته.
أمام جهات التحقيق، أدلى المتهم باعترافات صادمة؛ حيث أقر بارتكاب الواقعة دون أن يضع تبريرا منطقيا لفعلته، مكتفيا بالإشارة إلى مروره باضطرابات نفسية وعصبية حادة منذ وفاة ابنته، الأمر الذي دفعه لاتخاذ المقابر سكنا دائما له، والعيش بين سراديب الموتى بعيدا عن صخب الأحياء.
غضب شعبي ومطالب بالحماية
أثارت الحادثة موجة عارمة من الاستياء بين سكان محافظة الدقهلية، الذين اعتبروا ما حدث "جريمة نكراء" لا تسيء للمتوفاة فحسب، بل تخدش قدسية الموت وتحطم مشاعر ذويها المكلومين.
وتصدرت مطالب الأهالي بضرورة تأمين المدافن بشكل جذري، وتركيب كاميرات مراقبة وتكثيف الحراسة الليلية، لضمان عدم تكرار مثل هذه المشاهد المقبضة التي تروع الأحياء في مراقد أحبائهم.
"الموت له جلال، والقبور لها حرمة لا يقبل أي منطق انتهاكها."
هكذا علق أحد الجيران في السنبلاوين، بينما تنتظر المدينة كلمة الفصل من القضاء، ليس فقط لمعاقبة المتهم، بل لإعادة السكينة لروح "مريم" التي أرق مضجعها خلل أصاب عقل أحد الأحياء، وغياب لرقابة كان من شأنها أن تحفظ لجسدها الراحل هيبته
