5 ملايين طلب في 24 ساعة.. كيف يبيع "فيفا" حلم المونديال بـ 8680 دولارا؟

• المشجع الراغب في حضور المباريات من الافتتاح حتى النهائي سيتكبد أكثر من 7,000 دولار.

في مفارقة اقتصادية ورياضية صارخة، وجد الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا نفسه أمام مشهد مزدوج؛ ففي الوقت الذي تتصاعد فيه صيحات الغضب العالمي تنديدا بـ "الزيادة المفرطة" في أسعار تذاكر كأس العالم 2026، أعلن "فيفا" عن تلقيه 5 ملايين طلب شراء خلال أول 24 ساعة فقط من المرحلة الثالثة للبيع.

وأكد الاتحاد أن الطلب القادم من أكثر من 200 دولة وصل إلى "مستويات استثنائية"، خاصة بعد الكشف عن جدول مباريات البطولة التي تستضيفها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

"خيانة عظمى" وأسعار فلكية

وضعت هذه الأرقام "فيفا" في مواجهة مباشرة مع رابطة مشجعي كرة القدم الأوروبية FSE، التي وصفت سياسة التسعير الجديدة بأنها "خيانة عظمى" لتقاليد الجماهير.

وتشير التقديرات إلى أن المشجع الراغب في حضور المباريات من الافتتاح حتى النهائي سيتكبد أكثر من 7,000 دولار، وهو ما يعادل خمسة أضعاف تكلفة مونديال قطر 2022.

وجاءت الصدمة الكبرى في سعر تذكرة المباراة النهائية في "نيوجيرسي"، حيث قفز السعر للمستوى الأعلى إلى 8,680 دولارا، متجاوزا بكثير الأسعار الأصلية المعلنة في أكتوبر.

بينما تراوحت أسعار دور المجموعات بين 180 و 2735 دولارا.

اقرأ أيضا: "قوة ناعمة" والتزام ملكي فريد.. الدعم الهاشمي يقود "النشامى" للمجد العربي ويخطف أنظار العالم

"التسعير الديناميكي": المتهم الأول

يعود السبب الجوهري وراء هذا الانفجار السعري إلى تبني "فيفا" لأول مرة استراتيجية "التسعير المتغير" Dynamic Pricing، التي تسمح برفع الأسعار تلقائيا بناء على حجم الطلب، متجاهلة بذلك وعود ملف الاستضافة عام 2018 بتوفير مقاعد تبدأ من 21 دولارا.

ورغم الانتقادات، دافع "فيفا" عن هذا النموذج باعتباره "ممارسة سوقية قائمة للأحداث الكبرى في أمريكا الشمالية".

من يشتري الحلم؟

على الرغم من دعوات المقاطعة وغضب الروابط -مثل "فري ليونز" الإنجليزية و"تارتان آرمي" الأسكتلندية- أظهر تحليل الطلب أن الدول المضيفة تصدرت القائمة، تليها كولومبيا، إنجلترا، الأرجنتين، والبرازيل.

وقد سجلت مواجهة "كولومبيا والبرتغال" بقيادة رونالدو في ميامي أعلى معدل لطلبات التذاكر.

يذكر أن هذه الأسعار تأتي في سياق تاريخي صادم؛ إذ تراوحت أسعار تذاكر مونديال أمريكا 1994 بين 25 و 475 دولارا فقط، مما يجعل المشجع الحالي أمام تحد مزدوج: تكاليف السفر الباهظة في أمريكا الشمالية، واستغلال "فيفا" لشغف الجماهير.