مبابي
باريس سان جيرمان يتهم مبابي بـ"الخيانة"
- في تصعيد جديد للنزاع القانوني والمالي الشرس، شن نادي باريس سان جيرمان هجوما كاسحا على نجمه السابق وقائد المنتخب الفرنسي، كيليان مبابي
في تصعيد جديد للنزاع القانوني والمالي الشرس، شن نادي باريس سان جيرمان هجوما كاسحا على نجمه السابق وقائد المنتخب الفرنسي، كيليان مبابي، واضعا العلاقة بين الطرفين في خانة "اللاعودة". وجاء هذا الهجوم عبر بيان رسمي ناري، أعقب جلسة استماع عاصفة جمعت ممثلي النادي واللاعب، حيث يطالب مهاجم ريال مدريد الحالي بتعويضات مالية ضخمة وصلت إلى حاجز الـ 240 مليون يورو، بذريعة وقوع أضرار وخسائر ناتجة عن مستحقات مالية عالقة تشمل رواتب ومكافآت.
لم تتردد إدارة النادي الباريسي في استخدام مفردات قاسية لتوصيف سلوك هدافها التاريخي، إذ وصفت تصرفاته بـ"غير الوفية"، معتبرة أن ما أقدم عليه قد أحدث "وضعا مؤسفا" وألحق ضررا بالغا بمصالح المؤسسة الرياضية على المدى الطويل. ويأتي هذا الرد العنيف بعد أن لجأ الفريق القانوني لـ"مبابي" إلى مجلس شؤون العمال الفرنسي يوم الإثنين، متمسكا بضرورة تحصيل تلك المبالغ، رغم تأكيدات النادي المستمرة بأن اللاعب كان قد تنازل طوعيا عن كافة مستحقاته خلال اجتماع مفصلي عقد في يوليو/تموز 2023.
وفي التفاصيل التي كشفها بيان بطل الدوري الفرنسي، قدم النادي ما وصفه بـ"الأدلة الدامغة" على "عدم ولاء" اللاعب، متهما إياه بإخفاء نيته الحقيقية بعدم تجديد العقد لمدة ناهزت الأحد عشر شهرا، تحديدا في الفترة ما بين يوليو 2022 ويونيو/حزيران 2023. وأوضح النادي أن هذا التكتم حرم الإدارة من فرصة تنظيم عملية بيعه والاستفادة ماليا، بدلا من رحيله مجانا.
ولم يتوقف السجال عند هذا الحد، بل طال الاتفاق الشفهي الذي تم في أغسطس/آب 2023، حيث تشير رواية النادي إلى أن مبابي تعهد حينها بخفض أجره والتنازل عن بعض المبالغ في حال قرر المغادرة دون مقابل، حفاظا على الاستقرار المالي للكيان الباريسي، وهو ما طعن فيه اللاعب لاحقا، مفجرا هذه الأزمة التي باتت حديث الأوساط الرياضية العالمية.
ومن الناحية القانونية، شهدت القضية تطورا لافتا مع مطالبة ديلفين فيرهيدن، محامية نجم ريال مدريد، بإعادة تكييف عقد موكلها ليتحول من عقد محدد المدة إلى عقد دائم، في مناورة قانونية تستهدف رفع قيمة التعويضات المستحقة. ورغم محاولات باريس سان جيرمان منع انعقاد الجلسة بحجة التضارب بين المسارين الجنائي والعمالي، إلا أن القاضي رفض هذا الدفع، ليحدد يوم 16 ديسمبر/كانون الأول المقبل موعدا حاسما للنطق بالحكم.
يذكر أن مبابي، البالغ من العمر 26 عاما، كان قد أسدل الستار على حقبته في باريس صيف 2024، مفضلا تحقيق حلم طفولته بارتداء القميص الأبيض للنادي الملكي الإسباني، تاركا خلفه إرثا كرويا كبيرا، ولكن مصحوبا بنهاية درامية لا تزال فصولها تكتب في أروقة المحاكم بدلا من الملاعب.
