غوارديولا : العالم خذل فلسطين وسمح بتدمير شعب بأكمله

• اختتم حديثه برسالة دعم معنوي: "من الأفضل أن يدرك الفلسطينيون أننا موجودون هناك لفترة، وأن الملعب يضفي البهجة على المكان"

عشية مواجهة رياضية تحمل أبعادا إنسانية عميقة، أطلق المدرب الإسباني الشهير، بيب غوارديولا، تصريحات نارية انتقد فيها بشدة ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية" التي ارتكبت في قطاع غزة على مدى عامين، معتبرا أن العالم خذل الشعب الفلسطيني.

في حديث خص به إذاعة "آر إيه سي 1" الكاتالونية، لم يوارب المدير الفني لنادي مانشستر سيتي الإنجليزي في التعبير عن غضبه وخيبة أمله من الصمت الدولي. تأتي هذه الإطلالة الإعلامية قبيل اللقاء الودي المرتقب الذي يجمع بين منتخب كاتالونيا ونظيره الفلسطيني على أرضية ملعب "لويس كومبانيس".

وتشير المعطيات الأولية إلى إقبال جماهيري كبير، حيث تم بيع ما يربو على خمسة وعشرين ألف تذكرة لحضور هذه الفعالية الرياضية التضامنية. هذا اللقاء يأتي بعد أيام قليلة من مباراة مماثلة جمعت المنتخب الفلسطيني بمنتخب إقليم الباسك، والتي خصصت عائداتها بالكامل لدعم الأعمال الإغاثية في القطاع المنكوب عبر مؤسسة غير حكومية.

بنبرة حاسمة، قال غوارديولا: "لقد ترك العالم فلسطين وحيدة، لم نفعل شيئا على الإطلاق". وأردف متسائلا ومدافعا: "إنهم (الفلسطينيين) ليسوا مذنبين لأنهم ولدوا هناك".

وحمل المدرب الكاتالوني المجتمع الدولي مسؤولية التدمير الهائل، مضيفا: "لقد سمحنا لهم (لإسرائيل) جميعا بتدمير شعب بأكمله". واستطرد بأسف: "لقد وقع الضرر بالفعل وهو أمر لا يمكن إصلاحه".

اقرأ أيضا: هل تبحث البرتغال عن بديل للنجم كريستيانو رونالدو ؟

كما وجه غوارديولا سهام نقده اللاذع إلى القادة والحكام الذين "وقفوا مكتوفي الأيدي"، معبرا عن استغرابه: "لا أستطيع أن أتخيل شخصا في هذا العالم يستطيع الدفاع عن المجازر في غزة". ولمس الجانب الإنساني بقوله: "قد يكون أطفالنا هناك، ويقتلون لمجرد ولادتهم هناك". ثم خلص إلى تقييم سياسي قاتم: "لدي ثقة ضئيلة جدا في القادة، إنهم يفعلون كل ما يلزم للبقاء في السلطة".

تأتي هذه التصريحات في وقت تكابد فيه غزة آثار حرب مدمرة، بدأت فصولها الدامية في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ولم تهدأ إلا بوصول وقف لإطلاق النار في العاشر من أكتوبر 2025. الحصيلة كانت كارثية بكل المقاييس؛ إذ خلفت ما يزيد على 69 ألف شهيد فلسطيني، وأكثر من 170 ألف جريح، بالإضافة إلى دمار شبه كامل طال نحو 90% من البنى التحتية الحيوية في القطاع.

وحول أهمية إقامة مباراة كاتالونيا، أوضح غوارديولا أن "الرمزية تساعد على رفع الوعي"، لكنه استدرك قائلا: "لا بد من وجود شيء محرك وراءها، هناك دائما سبب للتظاهر، وفي هذه الحالة، إنها مباراة كرة قدم، إنها رمزية".

واختتم حديثه برسالة دعم معنوي: "من الأفضل أن يدرك الفلسطينيون أننا موجودون هناك لفترة، وأن الملعب يضفي البهجة على المكان".

ويعد غوارديولا، الذي يحظى بمسيرة حافلة في عالم التدريب، واحدا من أبرز الأصوات الرياضية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني، وكان قد وجه في وقت سابق نداء لجماهير برشلونة للاحتشاد بقوة في مدرجات ملعب "لويس كومبانيس" لإظهار دعمهم لفلسطين.