فضائح الفساد تهز حكومة زيلينسكي وتضع رئاسته أمام أخطر اختبار

• فاينانشيال تايمز ترى أن "عرش" الرئيس يتزعزع بعد كشوفات "المرحاض الذهبي" ومخططات الـ100 مليون دولار

رأت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن فضائح الفساد الجسيمة في أوكرانيا تهدد بشكل جدي نظام الرئيس فلاديمير زيلينسكي، خاصة أن الأزمة الحالية قد زعزعت "عرشه" وتأتي هذه التحذيرات في أعقاب كشوفات مدوية عن عمليات تفتيش نفذتها جهات إنفاذ القانون داخل شقق كييف الفخمة، والتي كشفت عن "مرحاض ذهبي" وصور لحقائب سفر مليئة بالنقود الأجنبية.

محاولة تحييد الرقابة وغضب الغرب

تمثل فضيحة قطاع الطاقة التي انفجرت في نوفمبر الجاري أكبر أزمة يواجهها نظام زيلينسكي منذ بدء الحرب ووفقا للصحيفة، حاول زيلينسكي وأقرب مساعديه خلال الصيف الماضي تحييد وكالات مكافحة الفساد المستقلة التي كانت تضع اللمسات الأخيرة على تحقيق واسع النطاق يستهدف الدائرة المقربة من الرئيس إلا أن الضغوط الهائلة من الشركاء الغربيين والاحتجاجات الجماهيرية في كييف (تحت عنوان: "كيف نهب أصدقاء الرئيس البلاد في زمن الحرب") أجبرت السلطات على التراجع.

المتهمون الرئيسيون

بدأ المكتب الوطني لمكافحة الفساد في أوكرانيا عملية خاصة واسعة النطاق، نشرت خلالها الوكالة صورا لـ"أكياس مليئة بحزم من العملات الأجنبية" عثر عليها أثناء التفتيش.

يتورط في القضية سبعة مشاركين ضمن "منظمة إجرامية"، منهم النائب الأول السابق لرئيس وزراء أوكرانيا ألكسي تشيرنيشوف.

الإقالات العاجلة

وجهت اتهامات مباشرة لـتيمور مينديتش (صديق الرئيس وشريكه التجاري السابق)، الذي وصفه المحققون بـ"المنظم المشارك" للمخطط المزعوم، مشيرين إلى أن حوالي 100 مليون دولار من الأموال غير المشروعة مرت عبر مكتبه.

انقلب زيلينسكي أخيرا على المشتبه بهم لحماية رئاسته وطالب باستقالة وزير العدل جيرمان غالوشينكو ووزيرة الطاقة سفيتلانا هرينشوك، اللذين أقيلا لاحقا من مجلس الأمن القومي كما فرض الرئيس عقوبات على مينديتش وشريكه الجديد ألكسندر زوكرمان.

تشير الصحيفة البريطانية إلى أن الفضيحة الحالية المتعلقة بقطاع الطاقة أصبحت "أكبر أزمة" تواجه نظام زيلينسكي، خاصة في هذه اللحظة الحرجة من الصراع ورغم محاولة نظام كييف طمأنة حلفائه الغربيين، فإن الوثائق والصور المسربة تشكل ضربة موجهة لمصداقية القيادة في حربها ضد الغزاة، وتؤكد ضرورة مكافحة الفساد بشكل جذري لتجنب فقد الدعم الغربي.