هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"
"بي بي سي" تعتذر لترمب بشأن "فيلم معدل" أثار أزمة
-
رفضت BBC مطالب ترامب بالتعويضات المالية أو الإقرار بوجود أساس لدعوى التشهير
قدمت هيئة الإذاعة البريطانية BBC اعتذارا رسميا للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بشأن فيلم وثائقي مثير للجدل كان محاموه قد وصفوه بأنه "كاذب وتشهيري".
ويأتي هذا الاعتذار، الذي تم تقديمه يوم الخميس، في محاولة لتهدئة خلاف حاد أوقع الهيئة الإعلامية العريقة في "أزمة من الأسوأ التي شهدتها منذ سنوات".
وعلى الرغم من الاعتذار عن "الخطأ التحريري"، رفضت BBC مطالب ترامب بالتعويضات المالية أو الإقرار بوجود أساس لدعوى التشهير.
جوهر الخلاف: "قتال شرس" بعد 54 دقيقة
تمحور الخلاف بأكمله حول فيلم وثائقي حمل عنوان "ترامب: فرصة ثانية؟" Trump: A Second Chance، والذي عرض عام 2024.
واعترض محامو ترامب على تعديل "مخل" في خطاب ألقاه الرئيس السابق في 6 يناير 2021.
وأوضحوا أن الفيلم المعدل أظهر ترمب وكأنه يقول في سياق واحد متصل: "سنذهب إلى مبنى الكابيتول، وسأكون هناك معكم، وسنقاتل. سنقاتل بشراسة، وإذا لم تقاتلوا بشراسة، فلن يكون لديكم بلد بعد الآن".
لكن ما حدث في الواقع، وفقا للدعوى، هو أن الرئيس الأمريكي قال: "سنتوجه إلى مبنى الكابيتول ونشجع أعضاء مجلس الشيوخ والنواب والنساء الشجعان"، أما عبارة "القتال الشرس"، فقد جاءت "بعد 54 دقيقة" كاملة من قوله الجزء الأول، وفي سياق مختلف.
رد "بي بي سي": اعتذار عن التحرير ورفض للتشهير
في خطوة لاحتواء الأزمة، أرسل رئيس مجلس إدارة "بي بي سي"، سمير شاه، رسالة شخصية إلى البيت الأبيض، أوضح فيها أن الهيئة "تعتذر عن طريقة تحرير مقطع الفيديو".
وأكد متحدث باسم الهيئة "رفضهم القاطع لأي أساس لدعوى التشهير"، على الرغم من "أسفهم الشديد" على الطريقة التي تم بها تعديل المقطع. كما تعهدت الهيئة بأنها "لا تنوي إعادة بث الفيلم الوثائقي على أي من منصاتها".
وكان ترامب قد هدد بمقاضاة هيئة الإذاعة البريطانية بمبلغ "مليار دولار"، ما لم تتراجع عن البث وتعتذر عما وصفه بـ "ضرر مالي جسيم وضرر بالسمعة".
تداعيات داخلية واستقالات رفيعة
أشعل هذا الخلاف فضيحة كبرى داخل أروقة الهيئة البريطانية، وأدى إلى "استقالة مديرها العام ورئيس قسم الأخبار".
وتعرض مجلس الإدارة لانتقادات لـ "بطء استجابته للخطأ التحريري"، الذي كشف عنه في الأساس عبر "مذكرة داخلية مسربة"، مما أثار مزاعم قوية بـ "التحيز المنهجي" ضد ترامب داخل المؤسسة.
وقد نفت الرئيسة التنفيذية المنتهية ولايتها، ديبورا تورنيس، التي استقالت يوم الأحد الماضي، هذه الادعاءات بشدة، مؤكدة أن "الادعاءات بأن 'بي بي سي' متحيزة مؤسسيا خاطئة".
وعلى الرغم من تاريخ ترامب في إرسال تهديدات قانونية دون متابعتها دائما، فقد لوحظ أنه رفع مؤخرا دعاوى قضائية فعلية ضد صحف كبرى مثل "نيويورك تايمز" و "وول ستريت جورنال".
