كيف تغير تقنيات التداول الجديدة الاستثمار في العالم العربي
يشهد العالم العربي ثورة رقمية غير مسبوقة في قطاع الاستثمار والتداول المالي، حيث تعيد التقنيات الحديثة تشكيل الطريقة التي يتعامل بها المستثمرون مع الأسواق المالية.
من تطبيقات التداول عبر الهواتف الذكية إلى الذكاء الاصطناعي وتقنية البلوكتشين، أصبحت الأدوات الرقمية المتطورة في متناول الجميع، مما يفتح آفاقا جديدة للنمو الاقتصادي.
منصات التداول الإلكترونية
سهولة الوصول إلى الأسواق شهدت السنوات الأخيرة انتشارا واسعا لمنصات التداول الإلكترونية عبر المنطقة العربية، مما جعل الاستثمار أكثر سهولة ويسرا للجميع.
تقدم هذه المنصات، مثل منصة التداول الموثوقة https://www.equiti.com/sc-ar/ وغيرها من الشركات الرائدة، واجهات سهلة الاستخدام تتيح للمستثمرين المبتدئين والمحترفين على حد سواء الوصول إلى الأسواق العالمية بضغطة زر واحدة.
في الإمارات العربية المتحدة، أصبح أكثر من 90% من الخدمات المصرفية الشخصية متاحة عبر تطبيقات الهاتف المحمول، مما يعكس التحول الجذري نحو التداول الرقمي.
وفي المملكة العربية السعودية، ارتفع معدل انتشار الخدمات المصرفية الرقمية من 32% في عام 2020 إلى 58% في عام 2023، وذلك بفضل رؤية 2030 التي تركز على التحول الرقمي.
الذكاء الاصطناعي مستشار استثماري في جيبك
يمثل الذكاء الاصطناعي نقلة نوعية في كيفية اتخاذ القرارات الاستثمارية.
تستخدم المنصات الحديثة خوارزميات التعلم الآلي لتحليل أنماط الإنفاق وتقديم نصائح استثمارية مخصصة، بالإضافة إلى اكتشاف الاحتيال وإدارة المخاطر بكفاءة عالية.
تشير التوقعات إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يضخ أكثر من 300 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة الشرق الأوسط بحلول عام 2031.
وتستثمر دول الخليج بشكل خاص في هذه التقنية، حيث أطلقت الإمارات شركة MGX للاستثمار في التقنيات المتقدمة لدعم تطوير الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات.
يعكس هذا التحول الرقمي نموا ملحوظا في بيئة الأعمال، حيث شهدت المملكة العربية السعودية ارتفاعا كبيؤا في تسجيل الشركات بنسبة 49% مقارنة بعام 2019، مما يدل على الثقة المتزايدة في البنية التحتية التقنية والفرص الاستثمارية التي توفرها التقنيات الحديثة.
تقنية البلوكتشين والعملات الرقمية
إعادة تعريف التحويلات المالية تتبنى دول الخليج تقنية البلوكتشين بحماس ملحوظ، مع وضع أطر تنظيمية واضحة تشجع الابتكار في هذا المجال.
الإمارات، على سبيل المثال، أنشأت هيئة تنظيم الأصول الافتراضية ومنطقتين ماليتين حرتين لتعزيز تطوير تقنيات التشفير والبلوكتشين.
انضمت الإمارات والسعودية إلى مبادرة mBridge في عام 2021، وهي مشروع تجريبي متعدد البنوك المركزية يهدف إلى تسهيل المعاملات عبر الحدود باستخدام العملات الرقمية للبنوك المركزية.
يمثل هذا التوجه خطوة مهمة نحو تحديث البنية التحتية المالية وتسريع المعاملات الدولية.
المدفوعات الرقمية وتطبيقات الهاتف المحمول
مع وجود 97% من السكان في السعودية يستخدمون الهواتف الذكية، أصبحت المملكة مجتمعا يعتمد على الهاتف المحمول بشكل أساسي.
ومن المتوقع أن يستخدم حوالي 90% من المستهلكين وسائل الدفع الناشئة مثل المحافظ الرقمية أو تطبيقات تحويل الأموال بحلول عام 2024.
ارتفعت التحويلات المالية من المغتربين في السعودية بنسبة 14% لتصل إلى 11.35 مليار ريال سعودي في أبريل 2024، مما يعكس الثقة المتزايدة في منصات التكنولوجيا المالية الرقمية.
البنوك المفتوحة: عصر جديد من التكامل المالي
شهد عام 2024 إطلاق الاطار التنظيمي للتمويل المفتوح في الامارات ، مما يتيح للشركات المالية الناشئة التعاون مباشرة مع البنوك عبر برمجة التطبيقات الآمنة.
يسمح هذا النظام للمطورين بإنشاء تطبيقات مبتكرة تجمع المعلومات المالية من مصادر متعددة وتسهل المدفوعات.
أطلقت السعودية أيضا مختبر البنوك المفتوحة التابع للبنك المركزي السعودي (ساما)، مما يعزز من قدرة السوق السعودية على مواكبة الابتكارات المالية العالمية.
التحديات والفرص
رغم التقدم الملحوظ، تواجه المنطقة العربية تحديات تشمل ضعف البنية التحتية التقنية في بعض الدول، وانخفاض الإنفاق على البحث والتطوير، ونقص الكوادر المؤهلة.
لكن الإمكانات هائلة إذا تم استغلالها بشكل صحيح من خلال إقامة شراكات
استراتيجية مع القوى التقنية الكبرى، وتشجيع الابتكار، والاستثمار في البنية التحتية.
تمثل تقنيات التداول الحديثة فرصة ذهبية للعالم العربي لإعادة تشكيل مشهده الاستثماري وتحقيق الشمول المالي على نطاق أوسع.
مع استمرار دول الخليج في قيادة هذا التحول الرقمي، وتبني المزيد من الدول العربية لاستراتيجيات التحول الرقمي، فإن المستقبل يبدو واعدا للغاية.
النجاح في هذا المجال يعتمد على الإرادة السياسية والالتزام بالخطط الطموحة والاستثمار في التعليم التقني والبحث العلمي، مما سيمكن المنطقة من أن تصبح عنصرا رئيسيا في الاقتصاد الرقمي العالمي.
