السودان
"أطباء بلا حدود" تناشد لوقف "حمام الدم" في الفاشر وتطالب "الدعم السريع" بتجنيب المدنيين
- نخشى على حياة آلاف المدنيين الممنوعين من الفرار إلى مناطق آمنة.. وندعو لتحرك دولي عاجل.
أطلقت منظمة "أطباء بلا حدود" (MSF)، اليوم السبت، نداء عاجلا للتحرك الدولي بشأن تدهور الوضع الإنساني في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وسط تصاعد المعارك بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، محذرة من "كارثة إنسانية غير مسبوقة" تهدد حياة عشرات الآلاف من المدنيين المحاصرين.
وقالت المنظمة في بيانها إن "المدينة تشهد منذ أيام قتالا ضاريا في الأحياء الشمالية والغربية، حيث تتعرض مناطق مكتظة بالسكان لقصف متبادل بالأسلحة الثقيلة والخفيفة"، مؤكدة أن طواقمها الطبية في مستشفى الفاشر تواجه "انهيارا شبه تام في القدرة على استقبال الجرحى أو توفير العلاج اللازم للمدنيين المصابين".
خطر على حياة الآلاف من المدنيين
وأوضحت المنظمة أن آلاف السكان باتوا عالقين داخل المدينة دون إمكانية للفرار، بسبب استمرار القتال وإغلاق الطرق المؤدية إلى المناطق الآمنة، مشيرة إلى أن كثيرا من العائلات "تحتمي داخل المدارس والمساجد والمنازل المهدمة"، في ظل نقص حاد في الغذاء والماء والدواء.
وأضافت "أطباء بلا حدود": "نخشى على حياة آلاف المدنيين الذين لا يمكنهم مغادرة المدينة. فرقنا الميدانية تبلغ عن مشاهد مروعة داخل المستشفيات التي تغص بالجرحى، فيما لا توجد إمكانية لإجلائهم أو توفير الرعاية الكاملة لهم".
كما أشارت المنظمة إلى أن مستشفيي الفاشر التعليمي والنساء والأطفال يعملان بأقل من 20% من طاقتهما الاعتيادية، بعد تضرر أجزاء كبيرة من البنية التحتية الطبية بسبب القصف، ونفاد الإمدادات الأساسية من الأدوية والمستلزمات الجراحية.
دعوة إلى قوات الدعم السريع لتجنيب المدنيين
وفي بيانها، طالبت المنظمة قوات الدعم السريع بـ"تجنيب المدنيين آثار القتال"، واحترام القانون الإنساني الدولي، الذي يفرض حماية المرافق الطبية وعدم استهدافها تحت أي ظرف. كما شددت على أن "الأطراف المتحاربة تتحمل مسؤولية مباشرة عن حماية السكان المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إليهم بأمان".
وأضافت المنظمة أن موظفيها ما زالوا يعملون "في ظروف غاية في الخطورة"، مع انقطاع الكهرباء والمياه وتوقف الإمدادات الطبية التي تصل عادة من العاصمة الخرطوم أو من الحدود التشادية.
تحذير من انهيار المنظومة الصحية بالكامل
ونبهت "أطباء بلا حدود" إلى أن المنظومة الصحية في شمال دارفور "على وشك الانهيار الكامل"، في ظل غياب المنظمات الإنسانية الأخرى بسبب القيود الأمنية، مشيرة إلى أن "القدرة على التعامل مع الجرحى والمصابين باتت محدودة للغاية"، وأن "بعض الجراحين يعملون لأكثر من 30 ساعة متواصلة دون توقف".
وأكدت المنظمة أن الوضع في الفاشر "يشكل تهديدا مباشرا لبقاء المدنيين على قيد الحياة"، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل للضغط على الأطراف المتحاربة من أجل وقف إطلاق النار والسماح بفتح ممرات إنسانية آمنة لإجلاء المصابين وإيصال المساعدات.
نداء للتحرك الدولي
وختمت "أطباء بلا حدود" بيانها بالتأكيد على أن الفاشر "تعيش واحدة من أكثر لحظات الحرب دموية منذ اندلاع النزاع في السودان قبل أكثر من عام ونصف"، داعية مجلس الأمن الدولي والمنظمات الإقليمية إلى "التحرك الفوري لوقف حمام الدم وإنقاذ المدنيين".
وقالت المنظمة: "ما نراه اليوم في الفاشر ليس مجرد معركة عسكرية، بل كارثة إنسانية بكل المقاييس. يجب أن يتوقف القتال فورا، وأن يسمح للفرق الطبية بالعمل دون تهديد أو استهداف".
ويذكر أن مدينة الفاشر تشهد منذ أسابيع تصعيدا ميدانيا واسعا، بعد فشل محاولات التهدئة بين الجيش والدعم السريع، وسط تحذيرات من الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة من أن استمرار القتال سيؤدي إلى نزوح جماعي وانهيار كامل للنظام الصحي والإغاثي في دارفور.
