معاناة اهالي قطاع غزة
أف ب: الاحتلال يعيد جثامين 30 فلسطينيا إلى غزة عبر مجمع ناصر الطبي
- يعد تسليم الجثامين خطوة إنسانية أساسية تمكن العائلات من إجراء الدفن الشرعي وإغلاق صفحة من الألم
أعلن مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، الجمعة، عن وصول 30 جثمانا لفلسطينيين استشهدوا خلال الاشتباكات والعمليات العسكرية التابعة للاحتلال.
وتأتي عملية التسليم هذه، التي قامت بها سلطات الاحتلال، كجزء من آليات تبادل المحتجزين والجثامين المتفق عليها ضمن إطار اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت له الولايات المتحدة بقيادة الرئيس دونالد ترمب.
ويعد هذا التسليم دفعة جديدة في سياق التنفيذ الجزئي للبنود الإنسانية في الاتفاق، حيث يأتي غداة تسليم حركة حماس، عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، جثتين من المحتجزين لدى الاحتلال الذين قتلوا أثناء احتجازهم في غزة، مما يعكس استمرار التفعيل الهش للاتفاق الذي أعلن في قمة شرم الشيخ المصرية نهاية سبتمبر الماضي.
إحصاءات التبادل والبنود الإنسانية:
يشكل هذا التسليم الدفعة الثالثة عشرة من دفعات الجثامين التي يعيدها الاحتلال منذ بدء تنفيذ وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر الماضي. وبموجب هذه الدفعة، بلغ إجمالي الجثامين المعادة حتى الآن نحو 195 جثمانا فلسطينيا، وفقا لإحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية.
وفي مقابل ذلك، سلمت حماس حتى الآن رفات 15 محتجزا من المحتجزين لدى الاحتلال قتلوا أثناء احتجازهم، من أصل 28 محتجزا متوفى متفق عليهم في الصفقة.
ويحدد الاتفاق، الذي تم التوصل إليه بعد مفاوضات ماراثونية استضافتها مصر وقطر وتركيا بالتعاون مع الإدارة الأمريكية، آلية تبادل تلزم الاحتلال بإعادة 15 جثمانا فلسطينيا مقابل كل جثة محتجز لدى الاحتلال واحد، مع الإشراف الدولي لضمان الالتزام.
خلفية الاتفاق وعملية التنفيذ الهشة:
بدأت قصة هذا الاتفاق في أواخر سبتمبر 2025، عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن "خطة السلام الشاملة" لإنهاء الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 67 ألف فلسطيني بالإضافة إلى نزوح مئات الآلاف وتدمير واسع النطاق في غزة.
دخل الاتفاق حيز التنفيذ في 10 أكتوبر، وشهدت غزة مشاهد احتفالية بوصول حافلات المحتجزين الفلسطينيين إلى مجمع ناصر في خان يونس.
ومع ذلك، واجه الاتفاق تحديات، إذ اتهم الاحتلال حماس بتأخير تسليم الجثامين، مما دفع الاحتلال إلى تقليص عدد شاحنات المساعدات مؤقتا.
وفي 28 أكتوبر، أدى هجوم أسفر عن مقتل جندي تابع للاحتلال إلى غارات تابعة للاحتلال قتلت 26 فلسطينيا، مما أثار مخاوف من انهيار الهدنة، لكن ترمب أكد في تصريح أن "الاتفاق ليس في خطر".
ويحدد الاتفاق المرحلة التالية التي تشمل إطلاق سراح جميع المحتجزين لدى الاحتلال الأحياء (20 محتجزا) مقابل إفراج الاحتلال عن نحو 2,000 محتجز فلسطيني، بما في ذلك 250 يقضون أحكاما بالسجن المؤبد.
الأثر الإنساني والتحديات الميدانية:
في غزة، يعد تسليم الجثامين خطوة إنسانية أساسية تمكن العائلات من إجراء الدفن الشرعي وإغلاق صفحة من الألم.
ومع ذلك، أشارت تقارير من مجمع ناصر إلى أن 57 من الجثامين المعادة تم التعرف عليها، بينما دفن 54 آخرون في قبر جماعي في دير البلح يوم الأربعاء، بعد فشل الجهود في تحديد هوياتهم بسبب التشويه الشديد.
ووصف الأطباء في المستشفى الجثث بأنها "تحمل آثار تعذيب ممنهج، بما في ذلك إطلاق نار من مسافة قريبة ودهس بآليات عسكرية"، وهو ما يعزز الاتهامات الدولية ضد الاحتلال بارتكاب جرائم حرب، كما وثقته منظمات مثل هيومن رايتس ووتش.
