زيتون "أرشيفية"
مركب من الزيتون يتحدى الأمراض العصبية ويحصد موافقة FDA
- مركب "هيدروكسي تيروسول" يمتلك ميزة فريدة وحاسمة لفعاليته العصبية
كشف بحث علمي جديد عن إمكانات واعدة لمركب طبيعي يستخلص من شجرة الزيتون، مؤكدا قدرته على توفير حماية فعالة من الأمراض العصبية وتحسين الوظائف الإدراكية لدى البشر، هذا الاستنتاج الهام جاء بناء على مراجعة
علمية شاملة نشرتها مجلة "فودز" المتخصصة في علوم الأغذية، مما يفتح آفاقا جديدة للوقاية من الأمراض المرتبطة بالتقدم في السن.
وقد أجرت الدكتورة لورينا مارتينيز-زامورا، من جامعة ميغيل هيرنانديز الإسبانية، هذه الدراسة البحثية المتعمقة، التي ركزت على مركب "هيدروكسي تيروسول" الفينولي.
وأكدت المراجعة قدرات هذا المركب المستخرج من الزيتون
على التمتع بـ "خصائص وقائية للأعصاب"، مما يجعله مادة طبيعية ذات قيمة علاجية ووقائية عالية.
المركب يعبر الحاجز الدموي الدماغي
أوضحت الأبحاث التي شملتها المراجعة العلمية أن مركب "هيدروكسي تيروسول" يمتلك ميزة فريدة وحاسمة لفعاليته العصبية، وهي قدرته على "عبور الحاجز الدموي الدماغي"، إن هذه الخاصية
الفسيولوجية تسمح للمركب بالوصول إلى "أنسجة المخ" والتراكم فيها، مما يمكنه من العمل مباشرة في الموقع المستهدف.
وبمجرد وصوله إلى الدماغ، يبدأ المركب عمله الوقائي حيث "يعمل على تنشيط المسارات المضادة للأكسدة في الدماغ". هذا التنشيط أمر حيوي لحماية الخلايا العصبية من الأضرار التأكسدية والالتهابية، التي تعد من الأسباب الجذرية
وراء الأمراض العصبية التنكسية مثل الزهايمر والباركنسون.
الإقرار العالمي بالسلامة وتحديد الجرعات
قبل التوسع في التطبيقات، حصل المركب على إقرار دولي بسلامة استخدامه. وقد نال "الضوء الأخضر من الهيئات الصحية العالمية"؛ حيث أعلنت كل من الوكالة الأوروبية لسلامة الغذاء (EFSA) والوكالة الإسبانية لسلامة الغذاء
عن "سلامة استخدامه" بشكل رسمي.
كما قامت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بتحديد الجرعة الآمنة لهذا المركب، مشيرة إلى أن "الجرعة الآمنة" اليومية يمكن أن تصل إلى "5 ملغ لكل حصة" واحدة، بينما يبلغ الحد الأقصى الآمن للاستهلاك اليومي "51 ملغ
يوميا للفرد"، هذا التحديد للجرعة يضع إطارا واضحا لاستخدامه في المكملات الغذائية والأغذية الوظيفية.
النتائج السريرية على البشر: تحسن في الذاكرة وسرعة الحركة
لم تقتصر الأبحاث على الدراسات المخبرية، بل شملت نتائج "دراسات أجريت على البشر" أظهرت تأثيرا مباشرا لهذا المركب على الوظائف الإدراكية والصحة العامة.
وكشفت هذه الدراسات أن "تناول 7-15 ملغ يوميا يحسن التوازن التأكسدي ويقلل الالتهابات" في الجسم بشكل عام، كما أظهرت التجارب أن جرعة واحدة أعلى نسبيا، تتراوح بين "30-60 ملغ"، أحدثت "تحسنا في الاستجابات
الوعائية والتأكسدية على المدى القصير". وتعد هذه الاستجابات مؤشرا حيويا على صحة الأوعية الدموية وقدرة الجسم على محاربة الجذور الحرة.
الأهم من ذلك، "وجدت النتائج أيضا أن الاستخدام المنتظم لمكملات الزيتون يحسن الذاكرة وسرعة الحركة النفسية لدى كبار السن".
هذا التحسن المزدوج في الوظيفة الإدراكية والبدنية يجعله مرشحا قويا للوقاية من التدهور المعرفي المرتبط بالعمر.
تطوير "أغذية وظيفية" وتحدي "الطعم المر"
في ضوء هذه النتائج المشجعة، "يعكف الباحثون حاليا على تطوير أغذية وظيفية مدعمة بهذا المركب".
ويتركز العمل على كيفية دمج المركب في الأطعمة الشائعة دون التأثير على مذاقها.
ويركز البحث حاليا على "التغلب على الطعم المر الطبيعي للمركب" نفسه، ويتم ذلك من خلال استخدام "تقنيات متطورة مثل التغليف الدقيق" للمركب (Microencapsulation)، وإضافة "نكهات محسنة" لإخفاء مرارته.
هذه الخطوات ضرورية لضمان قبول المستهلكين لهذه الأغذية المدعمة صحيا.
الحاجة لدراسات مستقبلية
في تعليق ختامي، أشارت الدكتورة مارتينيز-زامورا إلى أهمية الاكتشافات الحالية، مؤكدة أن "هذا المركب يمثل أملا جديدا في مجال الصحة العصبية".
ولكنها وضعت شرطا للقفزة التالية، قائلة: "لكننا نحتاج إلى مزيد من الدراسات لتأكيد فعاليته السريرية وتحديد الجرعات المثلى لكل حالة".
ويذكر أن مركب الهيدروكسي تيروسول قد حظي بـ "اهتمام علمي متزايد خلال العقدين الماضيين" بسبب خصائصه الصحية المتعددة، مما يؤكد أن هذا المركب يفتح "آفاقا جديدة في مجال الوقاية من الأمراض العصبية المرتبطة بالتقدم في السن".
