مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

شخص ينام في ظروف إضاءة ساطعة

1
شخص ينام في ظروف إضاءة ساطعة

"نوم العوافي" يبدأ بإطفاء الأنوار: دراسة تكشف نتائج صادمة

استمع للخبر:
نشر :  
11:37 2025-10-30|
  • الأشخاص الذين ناموا في ظروف إضاءة ساطعة كانوا أكثر عرضة لفشل القلب ولمرض الشريان التاجي والسكتة الدماغية.
  •  ينصح الدكتور خوليو فيرنانديز ميندوزا، خبير النوم بجامعة بنسلفانيا، بتقليل وقت الشاشات وإطفاء الأنوار غير الضرورية قبل أربع ساعات من النوم.

في عالمنا الحديث الذي لا ينام، أصبح الضوء رفيقنا الدائم. من شاشات هواتفنا التي نحدق بها حتى اللحظة الأخيرة، إلى أضواء الشوارع التي تتسلل من نوافذنا، وحتى ضوء الشاحن الخافت في زاوية الغرفة. لقد اعتدنا على هذا "التلوث الضوئي" حتى أصبح جزءا من ديكور غرف نومنا.

لكن، ماذا لو كان هذا الضوء، الذي نظنه غير مؤذ، يمثل تهديدا صامتا لأحد أهم أعضائنا؟ لطالما ربطنا صحة القلب بالحمية الغذائية والرياضة، لكن دراسة أسترالية ضخمة دقت ناقوس الخطر مؤخرا، لتكشف أن "مفتاح النور" قد يكون بنفس أهمية طبق السلطة أو جهاز المشي. هذا ما كشفته أحدث الأبحاث حول علاقة نومنا المضيء بصحة قلوبنا.

دليلك لفهم الخطر والنجاة منه

1. القصة الكاملة: ماذا تقول الدراسة الأسترالية؟

ليست مجرد نصيحة من جدتك، بل علم مثبت. كشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة "جاما نيتوورك أوبن" المرموقة، أجراها باحثون من جامعة "فليندرز" في أستراليا، عن نتائج مقلقة. هذه ليست دراسة صغيرة، بل هي "أكبر دراسة معروفة حتى الآن" في هذا المجال، حيث قام الباحثون، بقيادة دانيال ويندريد، بتحليل ما لا يقل عن 13 مليون ساعة من بيانات الضوء لنحو 89 ألف شخص على مدار تسع سنوات كاملة.

استخدم المشاركون أجهزة تتبع في المعصم لقياس شدة الضوء الذي تعرضوا له أثناء فترة النوم العميق (بين 12:30 منتصف الليل والسادسة صباحا).


2. لغة الأرقام: الخطر بالأرقام

النتائج كانت صادمة. الأشخاص الذين ناموا في ظروف إضاءة ساطعة (مثل ترك ضوء الغرفة العلوي مضاء) كانوا أكثر عرضة لـ:

  • فشل القلب: زيادة بنسبة 56%.
  • مرض الشريان التاجي: زيادة بنسبة 32%.
  • السكتة الدماغية: زيادة بنسبة 28%.

وحتى التعرض لمستويات "عالية" من الضوء (ليس بالضرورة ساطعا، ربما ضوء شاشة تلفاز أو إنارة شارع قوية) ارتبط بـ:

  • نوبة قلبية: زيادة بنسبة 47%.
  • الرجفان الأذيني: زيادة بنسبة 32%.

ملاحظة هامة:

أكد الباحثون أن الدراسة تظهر "ارتباطا قويا" (Association) وليس "سببا مباشرا" قاطعا (Causation). لكن هذا الارتباط وحده كاف لأخذ الحيطة.

3. لماذا يكره قلبك الضوء ليلا؟ (الدليل العلمي المبسط)

عندما يحل الظلام، يرسل دماغك إشارة لإنتاج هرمون "الميلاتونين" (هرمون النوم). هذا الهرمون لا يجعلك تشعر بالنعاس فقط، بل هو "قائد الأوركسترا" لعمليات الإصلاح الليلية في جسمك.

عندما يبقى الضوء مضاء، يختل هذا النظام. يعتقد جسمك أن الوقت لا يزال نهارا.

يقل إنتاج الميلاتونين.

يبقى جهازك العصبي في حالة "تأهب" خفيفة.

لا ينخفض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب كما ينبغي أثناء الراحة.

تخيل أن قلبك لا يحصل على "إجازته" الليلية الكاملة. مع مرور السنوات، هذا الإجهاد المستمر هو ما يرفع المخاطر التي رصدتها الدراسة.

4. دليلك العملي لـ "النوم المظلم": خطوات بسيطة لغرفة نوم صحية

لا داعي للذعر، الحل بسيط ويبدأ الليلة:

العدو الأول:

الشاشات: ينصح الدكتور خوليو فيرنانديز ميندوزا، خبير النوم بجامعة بنسلفانيا، بتقليل وقت الشاشات وإطفاء الأنوار غير الضرورية قبل أربع ساعات من النوم. إذا كان هذا صعبا، اجعلها ساعة واحدة على الأقل.

ستائر العتمة (Blackout Curtains): هي أفضل استثمار لصحتك. احجب أضواء الشوارع تماما.

قناع العين: حل رخيص وفعال إذا كنت لا تستطيع التحكم بمصدر الضوء (مثل السفر أو النوم مع شريك يحب القراءة).

غط الأضواء الخافتة: استخدم شريطا لاصقا أسود لتغطية أضواء الشاحن، أو مؤشر الـ WiFi، أو ضوء التلفاز الأحمر الصغير.

الضوء الخافت فقط: إذا كنت بحاجة إلى ضوء للحركة ليلا (كبار السن أو الأطفال)، استخدم إضاءة خافتة جدا بلون دافئ (أحمر أو برتقالي)، وتجنب الضوء الأبيض أو الأزرق الساطع.

صندوق المعلومات: دليلك السريع للنوم الصحي

المكان: غرفة نومك (اجعلها كهفا مظلما وباردا).

التوقيت: ابدأ "طقوس الظلام" قبل 1-4 ساعات من موعد نومك المحدد.

 

  • صحة
  • دراسة
  • القلب
  • قلة النوم