عناصر من القسام يعثرون على جثة محتجز في خان يونس
القسام تؤجل تسليم جثة كوبر بسبب "خروقات الاحتلال" وتحذر
- كتائب القسام في بيان لها أنها عثرت اليوم على جثة "أحد أسرى الاحتلال"
أعلنت كتائب القسام، مساء اليوم الثلاثاء، عن تأجيل عملية تسليم جثة المحتجز الإسرائيلي عميرام كوبر، التي كان مقررا تسليمها هذا المساء، وذلك ردا على ما وصفته بـ"خروقات الاحتلال" لاتفاق وقف إطلاق النار. وحذرت الكتائب من أن أي تصعيد إضافي من جانب الاحتلال سيعيق عمليات البحث عن باقي الجثامين ويؤخر استعادتها.
ويأتي هذا الإعلان المفاجئ بعد ساعات قليلة من تأكيد مصدر قيادي في المقاومة العثور على جثة كوبر داخل نفق شمالي خانيونس والاستعداد لتسليمها.
تفاصيل قرار التأجيل
أوضحت كتائب القسام في بيان لها أنها عثرت اليوم على جثة "أحد أسرى الاحتلال" (الذي يعتقد أنه عميرام كوبر بناء على التصريحات السابقة) خلال عمليات البحث في أحد الأنفاق جنوب القطاع.
وأضاف البيان: "سنؤجل تسليمها الذي كان مقررا اليوم بسبب خروقات الاحتلال". ولم يحدد البيان طبيعة الخروقات التي دفعت لاتخاذ هذا القرار، لكنها تأتي بعد ساعات من إعلان جيش الاحتلال شن غارات على جنوب غزة ردا على إصابة أحد جنوده في رفح.
التصعيد يعيق البحث عن الجثامين
لم تكتف القسام بتأجيل التسليم، بل وجهت تحذيرا واضحا للاحتلال بشأن مستقبل عملية استعادة رفات المحتجزين. وأكد البيان أن "أي تصعيد صهيوني سيعيق عمليات البحث والحفر وانتشال الجثامين، مما سيؤدي لتأخير استعادة الاحتلال لجثث قتلاه".
وتعكس هذه الرسالة مدى هشاشة الوضع وتعقيدات ملف الجثامين، حيث تربط المقاومة بشكل مباشر بين سلوك الاحتلال الميداني وقدرتها واستعدادها لمواصلة عمليات البحث والتسليم.
سياق العثور على الجثة
كان مصدر قيادي في المقاومة قد كشف في وقت سابق اليوم عن العثور على جثة كوبر داخل نفق شمالي مدينة خانيونس، نتيجة لجهود بحث مستمرة. وأكد المصدر حينها أن فريقا فلسطينيا متخصصا يعمل على إخراج الجثة تمهيدا لتسليمها مساء اليوم، قبل أن يأتي قرار التأجيل الأخير.
ويضع هذا التطور "اتفاق شرم الشيخ" أمام اختبار صعب جديد، ويزيد من الضغوط على الوسطاء لاحتواء الموقف ومنع انهيار الهدنة الهشة.
وأعلن مكتب رئاسة وزراء الاحتلال، مساء اليوم الثلاثاء، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أوعز للمستوى العسكري بتنفيذ "ضربات قوية وفورية" في قطاع غزة.
جاء هذا القرار الخطير في ختام مشاورات أمنية عاجلة عقدها نتنياهو، ردا على ما وصفته تل أبيب بـ"خروقات خطيرة" للاتفاق من جانب حركة حماس، كان أبرزها مزاعم بإطلاق نار وإصابة جندي "إسرائيلي" في منطقة رفح جنوب القطاع.
وبالتزامن مع الأوامر العسكرية، كشفت هيئة البث العبرية (كان) عن قرار استراتيجي لافت، يتمثل في "توسيع المنطقة التي تخضع لسيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي داخل القطاع".
وأكدت الهيئة أن نتنياهو يناقش هذا القرار حاليا مع الجانب الأمريكي لتنسيقه، مما يضع مستقبل الهدنة برمتها على المحك ويهدد بعودة الحرب الشاملة.
ذريعة الهجوم: "خروقات حماس" وإصابة جندي
بحسب رواية الاحتلال، فإن التصعيد جاء نتيجة لسلسلة من "الانتهاكات الخطيرة" لوقف إطلاق النار. ونقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤول أمني كبير قوله إن "عناصر من حماس أطلقوا النار باتجاه قوة إسرائيلية" كانت تعمل داخل القطاع، دون تحديد الموقع بدقة في البداية.
لكن الحادث الأبرز، وفقا للمسؤول، وقع في منطقة رفح. وزعم المسؤول أن "مقاتلين خرجوا من فتحة نفق وأطلقوا قذائف مضادة للمدرعات" على قوات الاحتلال المنتشرة في المنطقة، مما أدى إلى إصابة جندي إسرائيلي بجروح.
وفور وقوع الحادث، شن جيش الاحتلال غارات جوية استهدفت ما وصفها بـ"أهداف إرهابية" داخل القطاع. وزعم بيان للجيش أن هذه الأهداف "شكلت تهديدا مباشرا للقوات المنتشرة هناك"، موضحا أن الضربات شملت "مبان وفتحات أنفاق".
ولم تكتف تل أبيب بهذا الرد الأولي، حيث هدد المسؤول الأمني بأن جيش الاحتلال يستعد لشن هجمات "واسعة النطاق خلال الساعات المقبلة" ردا على ما اعتبره "انتهاكات خطيرة للاتفاق لا يمكن السكوت عليها".
