جيش الاحتلال
قوات الاحتلال تستهدف فلسطينيين بقصف جوي وتحتجز جثمانيهما في كفر قود بجنين (فيديو)
- عملية متعددة المراحل تشمل القنص والقصف الجوي وسط حصار واشتباكات
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الثلاثاء عن استهداف مسلحين فلسطينيين اثنين في محافظة جنين شمال الضفة الغربية، في عملية وصفها الاحتلال بـ"المبيتة والمعقدة".
وأوضح جيش الاحتلال أن العملية جاءت بتوجيه من جهاز الأمن العام (الشاباك)، مستهدفة "عددا من المطلوبين"، بينما كشفت مصادر محلية أن قناصة وحدة اليمام الخاصة نفذت العملية قبل أن يقصف الطيران الموقع المستهدف.
وأكدت المصادر المحلية أن قوات الاحتلال لا تزال تحتجز جثتي الشهيدين، وهو ما أثار حالة من الغضب والاستياء بين سكان المنطقة، وسط مخاوف من تصاعد التوتر الأمني في البلدة والمناطق المحيطة.
خلفية العملية وتصعيد التوترات في جنين
بدأت العملية فجر الثلاثاء، حين فرضت قوات الاحتلال حصارا مطولا على منطقة وادي حسن في قرية كفر قود، وانتشرت بشكل مكثف وأغلقت كافة الطرق المؤدية إلى المنطقة.
ووفقا للمصادر، سرعان ما تطورت العملية إلى اشتباكات مسلحة بين مقاومين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية، فيما تشير المعلومات إلى أن العملية كانت مخططا لها مسبقا ضمن سلسلة من الإجراءات العسكرية في محافظة جنين.
ويأتي هذا التصعيد في سياق سياسة الاحتلال للردع العسكري والسيطرة الأمنية، حيث شهدت جنين خلال الأشهر الماضية عددا من العمليات العسكرية والاعتقالات، ما أسهم في تأجيج التوتر المحلي واستمرار حالة الترقب بين السكان المدنيين.
تفاصيل العملية متعددة المراحل
كشفت المصادر المحلية عن أن العملية كانت متعددة المراحل، تضمنت عناصر من التخطيط الدقيق والاشتباكات الميدانية:
الحصار والاشتباك: بدأت العملية بحصار منزل في وادي حسن منذ ساعات الصباح الباكر، تلاه عمليات مداهمة وتفتيش.
واستمرت الاشتباكات المسلحة لساعات بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال، ما أدى إلى وقوع قتلى وإصابات محتملة لم تعلن تفاصيلها بعد.
عملية القنص: أفادت المعلومات أن المسلحين كانا يختبئان داخل كهف، وأن قناصة وحدة اليمام الخاصة هم من أطلقوا النار عليهما مباشرة، ما أدى إلى مقتلهما قبل تدخل الطيران.
القصف الجوي: بعد ذلك، أعلن الجيش أن سلاح الجو الإسرائيلي هاجم الموقع المستهدف، مبررا القصف بأنه جاء لتدمير "البنية التحتية التي كانا يتحصنان فيها".
احتجاز الجثامين: أكدت المصادر أن الاحتلال لا يزال يحتجز جثتي الشهيدين، في خطوة وصفت بأنها جزء من سياسة الضغط النفسي على المدنيين، وأثارت حالة من الذعر والخوف في المنطقة.
أدت العملية إلى تفاقم المخاوف الإنسانية في كفر قود والمناطق المحيطة، حيث يعيش السكان المدنيون حالة من القلق الشديد بسبب تكرار العمليات العسكرية المفاجئة.
ويشير مراقبون إلى أن احتجاز الجثامين يعكس أسلوب الاحتلال في ممارسة ضغط نفسي مستمر على السكان المحليين، وهو ما يزيد من حدة الاحتقان الشعبي.
كما أن استمرار مثل هذه العمليات يعرض المنطقة لاحتمال تصعيد أوسع، خصوصا إذا ترافقت مع اعتقالات إضافية أو مواجهات جديدة بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال.
التوترات الأمنية في شمال الضفة
تعد كفر قود إحدى البلدات الفلسطينية التي تشهد بانتظام عمليات عسكرية مركزة، ويقول خبراء إن هذه العمليات تهدف إلى الردع العسكري والسيطرة الأمنية، لكنها غالبا ما تؤدي إلى سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين، وزيادة حالة التوتر في محافظة جنين بأكملها.
و تؤكد الأحداث الأخيرة في كفر قود استمرار سياسة التصعيد العسكري للاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية، مع استمرار احتجاز جثامين الفلسطينيين، ما يزيد من الاحتقان الشعبي ويهدد استقرار المنطقة.
وتبقى الأنظار متجهة نحو ما ستسفر عنه الأيام المقبلة من ردود فعل محلية ودولية، في ظل تصاعد المخاطر الأمنية وتأثيرها المباشر على المدنيين في البلدة والمناطق المحيطة.
