مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

متحف اللوفر

1
متحف اللوفر

إجراء طارئ بعد سرقة اللوفر.. المتحف ينقل كنوزه الثمينة إلى مكان آمن

نشر :  
21:21 2025-10-25|
  • تأتي هذه السرقة في وقت تشهد فيه فرنسا تحديات أمنية متزايدة

في خطوة استثنائية لتعزيز الأمن، نقل متحف اللوفر في باريس مجموعة من أثمن مجوهراته إلى قبو بنك فرنسا المحصن، بعد سرقة في وضح النهار استهدفت معرض أبولو الأسبوع الماضي، كشفت عن هشاشة الوضع الأمني في المتحف الأشهر عالميا.

وأعلنت إذاعة (آر.تي.إل) الفرنسية، اليوم السبت، أن عملية نقل القطع الثمينة، التي تضم جواهر تعود إلى الحقبة الملكية الفرنسية، تمت أمس الجمعة تحت حراسة مشددة من الشرطة الفرنسية.

فيما يواصل المحققون مطاردة اللصوص، مع تفاؤل متزايد بعد العثور على أكثر من 150 عينة من الحمض النووي وبصمات أصابع في موقع الجريمة.

خلفية السرقة ونقل المجوهرات

وقعت السرقة يوم الأحد الماضي، عندما اقتحم أربعة لصوص ملثمين صالة أبولو في متحف اللوفر، التي تضم مجموعة نادرة من مجوهرات التاج الفرنسي، بما في ذلك قطع تاريخية تعود إلى ملكات وإمبراطورات فرنسيات مثل ماري أنطوانيت ونابوليون بونابرت.

تمكن اللصوص من تحطيم خزانتي عرض وسرقة ثماني قطع مجوهرات، بقيمة إجمالية تقدر بنحو 88 مليون يورو (102 مليون دولار)، قبل أن يلوذوا بالفرار.


الحادث، الذي وصف بأنه "الأكثر جرأة في تاريخ المتحف"، أدى إلى إخلاء اللوفر وإغلاقه مؤقتا، مما أثار موجة من الجدل حول الأمن في المؤسسات الثقافية الفرنسية.

ووفقا لإذاعة (آر.تي.إل)، تم نقل القطع المتبقية من المجوهرات الملكية إلى قبو بنك فرنسا، الواقع على بعد 500 متر فقط من اللوفر، على الضفة اليمنى لنهر السين.

يعتبر القبو، الذي يقع على عمق 27 مترا تحت الأرض ويضم احتياطيات فرنسا من الذهب، من أكثر الأماكن أمانا في البلاد.

وأكدت مصادر مطلعة أن النقل تم بحراسة خاصة تضمنت وحدات النخبة من الشرطة الفرنسية، لضمان حماية هذه القطع التي تعد جزءا من التراث الثقافي الفرنسي.

التحقيقات: أدلة واعدة وجهود مكثفة

في تطور إيجابي، أعربت المدعية العامة في باريس، لور بيكو، عن تفاؤلها بشأن إمكانية القبض على الجناة قريبا.

وفي تصريحات لصحيفة "ويست فرانس"، أوضحت بيكو أن المحققين عثروا على أكثر من 150 عينة من الحمض النووي (دي إن إيه)، بالإضافة إلى بصمات أصابع وأدلة أخرى في موقع السرقة، بما في ذلك خوذة، معدات قص، قفازات، وسترة تركها اللصوص خلفهم.

وأضافت: "ستستغرق تحليلات الأدلة بعض الوقت، لكنها أولوية مطلقة للمختبرات. نتوقع نتائج خلال الأيام القليلة المقبلة، قد تكون حاسمة، خاصة إذا كان للجناة سجل جنائي مسجل."

يشارك في التحقيقات حوالي 100 محقق من وحدات متخصصة في مكافحة الجريمة الخطيرة والاتجار بالمقتنيات الثقافية، مما يعكس الجدية التي تتعامل بها السلطات الفرنسية مع هذه القضية.

وأشارت بيكو إلى أن الأدلة المادية، مثل الأدوات التي استخدمها اللصوص، قد توفر "خيوطا ذهبية" لتحديد هوياتهم، خاصة إذا كانت مطابقة لسجلات الشرطة الأوروبية أو الدولية.

كما أكدت أن فرق المراقبة تعمل على تحليل لقطات كاميرات الأمن في اللوفر والمناطق المحيطة، بما في ذلك محطات المترو وشوارع باريس المزدحمة، لتتبع مسار هروب اللصوص.

تحديات أمنية وردود فعل

تأتي هذه السرقة في وقت تشهد فيه فرنسا تحديات أمنية متزايدة، حيث تواجه المؤسسات الثقافية ضغوطا لتعزيز إجراءاتها الأمنية.

وكان متحف اللوفر، الذي يستقبل أكثر من 10 ملايين زائر سنويا، قد استثمر ملايين اليوروهات في تحديث أنظمة الأمن خلال العقد الماضي، بما في ذلك كاميرات المراقبة عالية الدقة وأنظمة الإنذار.

ومع ذلك، كشف الحادث عن ثغرات في هذه الإجراءات، خاصة في ظل الجرأة التي نفذ بها اللصوص عمليتهم في وضح النهار.

أثارت السرقة موجة من الانتقادات من قبل الجمهور والسياسيين الفرنسيين، الذين طالبوا بإجراء تحقيق شامل في إجراءات السلامة بالمتحف.

وفي بيان رسمي، أكدت إدارة اللوفر التزامها بالتعاون مع السلطات، مشيرة إلى أنها "ستعيد تقييم جميع البروتوكولات الأمنية" لمنع تكرار مثل هذه الحوادث.

كما دعا وزير الثقافة الفرنسي، جان لوك مارتينيز، إلى "تشديد العقوبات على الجرائم ضد التراث الثقافي"، مؤكدا أن هذه القطع "ليست مجرد مجوهرات، بل هي جزء من هوية فرنسا التاريخية".

ردود فعل دولية وقلق بشأن التراث الثقافي

على الصعيد الدولي، أثارت السرقة قلقا بشأن أمن المقتنيات الثقافية في المتاحف الكبرى.

وأصدرت اليونسكو بيانا دعت فيه إلى تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الاتجار بالأعمال الفنية والتراثية، مشيرة إلى أن سرقات مماثلة وقعت في متاحف أوروبية أخرى خلال السنوات الأخيرة، مثل سرقة متحف دريسدن في ألمانيا عام 2019.

كما أعربت دول مثل إيطاليا وإسبانيا، التي تمتلك متاحف تضم مقتنيات ثمينة، عن تضامنها مع فرنسا، مع الدعوة إلى تبادل المعلومات الأمنية.

في سياق متصل، أثارت السرقة تساؤلات حول احتمال تورط شبكات إجرامية دولية، خاصة أن القطع المسروقة يصعب بيعها في السوق المفتوحة بسبب شهرتها.

وأشار خبراء في الجرائم الفنية إلى أن اللصوص قد يكونون يعملون لحساب جامعي أثرياء أو شبكات تهريب، مما يجعل استعادة القطع أمرا معقدا.

مستقبل التحقيقات والتداعيات

مع استمرار التحقيقات، يترقب العالم نتائج تحليل الأدلة، التي قد تمثل نقطة تحول في القضية. وفي حال تأكد وجود سجل جنائي للجناة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى القبض عليهم خلال أيام، وفقا لتفاؤل بيكو.

ومع ذلك، يحذر خبراء من أن استعادة المجوهرات المسروقة قد تستغرق وقتا أطول، نظرا لاحتمال نقلها خارج فرنسا عبر شبكات تهريب.

في الوقت نفسه، يواصل اللوفر فتحه الجزئي للزوار، مع إغلاق صالة أبولو مؤقتا لإجراء إصلاحات وتحسينات أمنية.

وتعهدت الحكومة الفرنسية بتخصيص ميزانية إضافية لتعزيز أمن المتاحف الوطنية، فيما يواصل بنك فرنسا استضافة المجوهرات المتبقية في قبوه المحصن.

هذه السرقة، التي هزت واحدة من أبرز المؤسسات الثقافية في العالم، تعد تذكيرا بأهمية حماية التراث الثقافي في مواجهة التهديدات الحديثة.

وبينما تتكثف الجهود لاستعادة القطع المسروقة، يبقى الأمل معلقا على نتائج التحقيقات التي قد تضع حدا لهذا الحادث المؤسف.

  • فرنسا
  • سرقة
  • متحف
  • اثار