الشابة التي اختلقت قصة خطفها لابتزاز ذويها
الأمن يكشف التفاصيل: شابة تختلق قصة اختطافها لابتزاز عائلتها في سوريا
- النتائج الأولية للتحقيقات لم تظهر أي مؤشرات على وقوع حادثة خطف، مما دفع المحققين إلى توسيع دائرة الاشتباه والنظر في فرضيات أخرى غير الاختطاف القسري.
- الشابة اعترفت بأنها لم تتعرض لأي عملية اختطاف، وأن القصة بأكملها كانت من تدبيرها بالاتفاق مع شريكيها، للاحتيال المالي على ذويها.
في واقعة غريبة أثارت جدلا واسعا، كشفت السلطات الأمنية السورية في ريف محافظة حماة، عن تفاصيل إقدام شابة على فبركة قصة اختطافها بالكامل، وذلك في مخطط محكم بالاتفاق مع شخصين آخرين بهدف ابتزاز عائلتها والحصول على مبالغ مالية. وانتهت القصة التي بدأت ببلاغ عن اختفاء قسري، بتوقيف الشابة وشريكيها وإحالتهم إلى القضاء بتهم متعددة.
خلفية مختصرة وبلاغ مثير للقلق:
بدأت فصول القضية عندما تلقت الجهات المختصة في منطقة مصياف بلاغا من عائلة المواطنة (ش.ص)، يفيد بفقدان الاتصال بابنتهم بشكل مفاجئ ومثير للريبة. وبحسب إفادة الأسرة، فإن الشابة اختفت تماما عقب عودتها من عملها في قرية دير شميل، مما أثار مخاوف من تعرضها لعملية اختطاف، وهو سيناريو دفع الوحدات الأمنية إلى التعامل مع البلاغ بأقصى درجات الجدية والسرعة.
تصريح رسمي وتفاصيل التحقيق:
في تصريح رسمي حول ملابسات الحادثة، أوضح العميد إبراهيم المواس، مدير المديرية الأمنية المختصة، أن التحقيقات انطلقت فور تلقي البلاغ.
وأضاف أن فرق التحري باشرت عملها الميداني وفق الإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات، حيث تم وضع خطة عمل دقيقة شملت مراجعة جميع كاميرات المراقبة الموجودة على خط سير الشابة المعتاد من مكان عملها إلى منزلها، بالإضافة إلى استجواب عدد من الشهود وزملاء العمل وجمع المعلومات من محيطها الاجتماعي.
وأشار العميد المواس إلى أن النتائج الأولية للتحقيقات كانت محيرة، حيث "لم تظهر أي مؤشرات على وقوع حادثة خطف". فلم ترصد الكاميرات أي مركبات مشبوهة، ولم تظهر أي علامات عنف أو مقاومة في الأماكن التي مرت بها، الأمر الذي دفع المحققين إلى توسيع دائرة الاشتباه والنظر في فرضيات أخرى غير الاختطاف القسري. بناء على هذه المعطيات، تم تكثيف عمليات البحث والتحري لتحديد مكان تواجد الشابة، والتي تحولت من "مخطوفة محتملة" إلى "متغيبة في ظروف غامضة".
الكشف عن المخطط والقبض على المتورطين:
بعد جهود بحثية مكثفة، نجحت الوحدات الأمنية في تحديد مكان تواجد الشابة المختفية، حيث تبين أنها تقيم في أحد المنازل على أطراف مدينة مصياف. المفاجأة كانت أنها لم تكن بمفردها، بل برفقة شخصين آخرين.
وبناء على إذن رسمي من النيابة العامة، داهمت قوة أمنية المنزل، وتم توقيف الشابة والشخصين اللذين كانا معها. وخلال تفتيش المكان، تم ضبط مواد مخدرة وسلاح فردي (مسدس)، مما أضاف بعدا جنائيا آخر للقضية.
وخلال التحقيقات الأولية، انهار المخطط بالكامل، حيث اعترفت الشابة (ش.ص) بأنها لم تتعرض لأي عملية اختطاف، وأن القصة بأكملها كانت من تدبيرها بالاتفاق مع شريكيها.
وأظهرت التحقيقات أن الهدف من هذه المسرحية كان "الاحتيال المالي على ذويها" وابتزازهم لدفع فدية مالية وهمية.
الإجراءات القضائية:
أكد مدير الأمن الداخلي أن جميع الموقوفين الثلاثة قد تم تنظيم الضبط اللازم بحقهم وأحيلوا إلى القضاء المختص لاستكمال الإجراءات القانونية.
التهم المحتملة:
من المتوقع أن يواجه المتهمون حزمة من التهم تشمل تقديم بلاغ كاذب، والاحتيال والشروع في الابتزاز، بالإضافة إلى تهم منفصلة تتعلق بحيازة مواد مخدرة وحيازة سلاح غير مرخص.
رد الفعل المجتمعي:
أثارت الحادثة حالة من الصدمة والاستغراب في المجتمع المحلي، وفتحت نقاشا حول الدوافع التي قد تدفع شخصا لابتزاز عائلته بهذه الطريقة، والضغوط الاجتماعية أو الاقتصادية المحتملة.
