"الخرابشة" يتفقد جاهزية شبكات الكهرباء للشتاء في الجنوب والأغوار.. ونصائح لتوفير الكهرباء

•  ضمان استمرارية تزويد التيار الكهربائي والحفاظ على جودة الخدمة لجميع المشتركين

في إطار الاستعدادات الحكومية المكثفة لاستقبال فصل الشتاء، وما يحمله من تحديات على صعيد استدامة الطاقة، نفذ وزير الطاقة والثروة المعدنية، الدكتور صالح الخرابشة، جولة تفقدية هامة اليوم السبت.

رافقه في الجولة رئيس مجلس مفوضي هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن، المهندس زياد السعايدة، حيث تركزت الزيارة على فحص جاهزية الشبكات في المناطق التي تشهد عادة ظروفا جوية أصعب واحتياجات متزايدة.

توجه الوفد الوزاري إلى غرفة المراقبة والتحكم الرئيسية التابعة لشركة توزيع الكهرباء، والتي تعتبر العصب المركزي لمراقبة تدفق التيار في مناطق جغرافية واسعة وحيوية من المملكة.

خطط استباقية لمواجهة "ذروة الشتاء"

واستمع الدكتور الخرابشة والمهندس السعايدة إلى شرح موجز ومكثف قدمته مدير عام شركة توزيع الكهرباء، المهندسة ريم حمدان.

وتناول العرض الأداء التشغيلي للشبكات، وخطط الصيانة الدورية التي تم تنفيذها خلال الأشهر الماضية، استعدادا لموسم الشتاء القادم.

وركزت المهندسة حمدان على "خطط رفع الجاهزية والاستعداد" التي وضعتها الشركة، والتي تهدف إلى ضمان استمرارية تزويد التيار الكهربائي والحفاظ على جودة الخدمة لجميع المشتركين، لا سيما في مناطق امتياز الشركة التي تمتاز بتحدياتها الجغرافية والمناخية الخاصة.

وتغطي منطقة امتياز شركة توزيع الكهرباء، وفق بياناتها الرسمية، محافظات الجنوب (الكرك، الطفيلة، معان، والعقبة)، ومنطقة الأغوار، بالإضافة إلى المناطق الشرقية الصحراوية المترامية الأطراف (الرويشد، الأزرق، والصفاوي).

وتتطلب هذه المناطق استعدادات خاصة نظرا لتعرضها لظروف جوية متنوعة، من البرودة الشديدة والصقيع في المرتفعات الجنوبية، إلى خصوصية شبكات الأغوار.

توجيهات بتعزيز الاستجابة للطوارئ

من جهته، شدد الوزير الخرابشة على أهمية عدم الاكتفاء بالصيانة التقليدية، مؤكدا على ضرورة مواصلة الاستثمار في "تطوير البنية التحتية الفنية".

وأشار إلى أن كفاءة أنظمة المراقبة والتحكم (التي اطلع عليها في الغرفة) هي عامل حاسم في سرعة الاستجابة لأي انقطاعات محتملة.

وأكد الخرابشة أن هذا التطوير يجب أن يواكب التطور المستمر في الطلب على الكهرباء، والذي يصل إلى ذروته في فصل الشتاء بسبب الاعتماد الكبير على وسائل التدفئة الكهربائية.

كما طالب الوزير بضرورة "تفعيل خطط الطوارئ" لدى الشركة، لضمان الاستجابة الفاعلة والسريعة في حال حدوث أي طارئ تسببه الظروف الجوية، وضمان عودة التيار بأسرع وقت ممكن.

كيف توفر الكهرباء في الشتاء؟ نصائح لخفض الفاتورة ودعم الشبكة

تأتي استعدادات وزارة الطاقة وشركات الكهرباء كجانب "العرض" في معادلة الطاقة، لكن جانب "الطلب" (الاستهلاك المنزلي) لا يقل أهمية.

فترشيد الاستهلاك لا يخفف فقط من قيمة الفاتورة الشهرية على المواطن، بل يساهم أيضا في تخفيف "الحمل الأقصى" على الشبكة الوطنية، مما يقلل من احتمالية حدوث انقطاعات ويضمن شتاء آمنا للجميع.

اقرأ أيضا: الأمن: حملة الفحص الشتوي للمركبات تبدأ تشرين ثان وتركز على السلامة العامة

فيما يلي أهم النصائح العملية لتوفير استهلاك الكهرباء في فصل الشتاء:

1. إدارة التدفئة (المستهلك الأكبر للطاقة)

المكيف (الإنفرتر) هو الأفضل: إذا كنت تعتمد على التدفئة بالكهرباء، فإن مكيفات "الإنفرتر" هي الخيار الأفضل كفاءة.

ضبط الحرارة بذكاء: لا تبالغ في رفع درجة حرارة المكيف. ضبطه على (22-23 درجة مئوية) يوفر تدفئة مريحة واستهلاكا أقل بكثير من ضبطه على (27-30 درجة). كل درجة حرارة أعلى تزيد الاستهلاك بشكل كبير.

تجنب المدافئ "الكهربائية" التقليدية: المدافئ التي تعتمد على "الوشائع" أو "الكوارتز" (المعروفة شعبيا بـ "مدفأة الحراثة") تستهلك كميات هائلة من الطاقة (أكثر من 2000 واط في الساعة)، وهي غير فعالة في تدفئة الغرف الكبيرة وتشكل خطرا على السلامة.

استخدم التدفئة البديلة: اعتمد على وسائل التدفئة الأساسية (مثل مدافئ الكاز أو الغاز) لتدفئة المنزل، واستخدم المكيف كعامل "مساعد" لكسر حدة البرد، وليس كمصدر وحيد للتدفئة طوال اليوم.

2. "الكيزر" (سخان المياه).. اللص الخفي

لا تتركه يعمل 24 ساعة: سخان المياه الكهربائي من أكثر الأجهزة استهلاكا للطاقة بعد التدفئة. لا داعي لتركه يعمل طوال اليوم. قم بتشغيله قبل 30-40 دقيقة فقط من الحاجة لاستخدامه، ثم أطفئه.

اضبط الثيرموستات: لا تضبط حرارة السخان على "الأقصى". درجة حرارة 60 مئوية كافية جدا.

3. العزل الحراري (العدو الأول لـ "هدر" الطاقة)

أغلق الأبواب والنوافذ: أهم خطوة هي منع تسرب الهواء البارد إلى الداخل. تأكد من إغلاق النوافذ والأبواب بإحكام.

استخدم "مانع التسريب": ضع شرائط لاصقة "مانعة للتسريب" (Sealing strips) حول إطارات النوافذ والأبواب لمنع دخول الهواء.

الستائر والسجاد: أغلق الستائر السميكة ليلا؛ فهي تعمل كطبقة عازلة إضافية تمنع فقدان الحرارة عبر الزجاج. كذلك، يساهم فرش السجاد على الأرضيات (خاصة البلاط) في الحفاظ على دفء الغرفة.

التدفئة الشمسية: في الأيام المشمسة، افتح الستائر للسماح لأشعة الشمس بتدفئة المنزل مجانا (التدفئة الشمسية السلبية)، وأغلقها بمجرد غروب الشمس.

4. سلوكيات التوفير اليومية

الإضاءة: استبدل أي مصابيح هالوجين أو "تنجستن" قديمة بمصابيح (LED) الموفرة. أطفئ الأنوار في الغرف غير المستخدمة.

أوقف "وضع الاستعداد" (Standby): الأجهزة مثل التلفزيون، الكمبيوتر، وأجهزة الشحن تستهلك طاقة حتى وهي مغلقة (في وضع الاستعداد). افصلها من القابس عند عدم استخدامها لفترات طويلة.

تجنب "ساعات الذروة": حاول قدر الإمكان عدم تشغيل الأجهزة المستهلكة للطاقة (مثل غسالة الملابس، غسالة الصحون، المكواة، وسخان المياه) في نفس الوقت خلال "ساعات الذروة" (عادة بين 5 مساء و 10 ليلا)، لتخفيف الضغط على الشبكة.