لاعبو بايرن ميونخ يحتفلون بهدف
بايرن ميونخ يكتسح كلوب بروج برباعية نظيفة ويؤكد هيمنته
- وصل كين إلى هدفه رقم 401 في مسيرته مع الأندية
في ليلة كروية ساحرة على معقل "أليانز أرينا"، أرسل نادي بايرن ميونخ الألماني رسالة قوية إلى جميع منافسيه في دوري أبطال أوروبا، مؤكدا سطوته وهيمنته تحت قيادة مدربه فينسنت كومباني.
أمطر العملاق البافاري شباك ضيفه كلوب بروج البلجيكي برباعية نظيفة (4-0) في المباراة التي جمعتهما مساء الأربعاء، ضمن منافسات الجولة الثالثة من مرحلة المجموعات.
هذا الانتصار الساحق لم يكن مجرد إضافة ثلاث نقاط، بل كان استعراضا للقوة الهجومية والدقة التكتيكية التي يتميز بها الفريق، ليواصل بذلك نتائجه المثالية في البطولة ويرفع رصيده إلى 9 نقاط، محتلا المركز الثاني في الترتيب العام.
في المقابل، تجمد رصيد كلوب بروج عند 3 نقاط في المركز العشرين، بعد أداء متواضع عجز فيه الفريق البلجيكي عن مجاراة السرعة والإيقاع العالي المطبق من قبل الماكينة الألمانية.
انطلاقة تاريخية: تألق كارل وتحطيم الأرقام
شهدت المباراة انطلاقة نارية لم تمنح بروج أي فرصة لالتقاط الأنفاس.
رغم أن بروج كاد يفتتح التسجيل مبكرا في الدقيقة الثانية عبر تسديدة أرضية قوية من سابي تصدى لها العملاق مانويل نوير بثقة، إلا أن رد بايرن جاء صادما.
في الدقيقة الخامسة، نجح الشاب الواعد لينارت كارل في هز الشباك بطريقة مبهرة. بتوغل رائع من العمق، راوغ كارل مدافعين بمهارة عالية، قبل أن يسدد كرة قوية من على حدود المنطقة سكنت شباك الحارس جاكيرس، ليعلن عن أول أهداف اللقاء.
لم يكن هذا الهدف عاديا؛ إذ كتب اسم لينارت كارل بأحرف من ذهب في تاريخ النادي، ليصبح أصغر لاعب يسجل في تاريخ بايرن ميونخ بدوري أبطال أوروبا بعمر 17 عاما و242 يوما، محطما الرقم القياسي السابق الذي كان مسجلا باسم زميله جمال موسيالا (17 عاما و363 يوما).
كما عزز مكانته كأصغر لاعب ألماني يهز الشباك في المسابقة العريقة، مؤكدا أن المستقبل يبتسم للمواهب الشابة في "أليانز أرينا".
هاري كين يواصل تحطيم الأرقام القياسية
بعد هدف الافتتاح التاريخي، واصل بايرن ضغطه الهجومي بلا هوادة. وفي الدقيقة العاشرة، كاد ألكسندر بافلوفيتش أن يضاعف النتيجة بعد تسديدة مقوسة ارتطمت بأصابع الحارس ثم بالقائم.
لكن الهدف الثاني لم يتأخر طويلا، ففي الدقيقة 14، جاء الدور على الهداف الإنجليزي هاري كين ليوقع على هدفه الشخصي.
تلقى كين عرضية أرضية مثالية من لايمر، ليجد الكرة أمامه دون رقابة داخل منطقة الست ياردات، ويدعها بسهولة في الشباك.
بهذا الهدف، وصل كين إلى هدفه رقم 401 في مسيرته مع الأندية، مواصلا تحطيم الأرقام القياسية. والأهم، أصبح كين ثالث أسرع لاعب في تاريخ دوري الأبطال يصل إلى 45 هدفا في المسابقة خلال 60 مباراة فقط، متفوقا على أساطير اللعبة مثل ليونيل ميسي وروبرت ليفاندوفسكي، ليؤكد أن وجوده في بايرن ميونخ رفع من القوة التهديفية للفريق بشكل مضاعف.
الهيمنة البافارية والختام الصاروخي
لم يهدأ الإيقاع البافاري بعد الثنائية المبكرة، بل استمر الفريق في فرض أسلوبه الهجومي السريع، معتمدا على تحركات أوليسيه ودياز ولايمر خلف المهاجم.
وبعد سلسلة من المحاولات، جاء الهدف الثالث في الدقيقة 34 بقدم المهاجم البرتغالي لويس دياز. أطلق دياز تسديدة صاروخية قوية من داخل المنطقة ارتطمت بالعارضة وسكنت الشباك، لتشتعل المدرجات احتفالا بالهدف الثالث.
واصل دياز أرقامه المبهرة، حيث رفع رصيده إلى 7 أهداف و4 تمريرات حاسمة خلال 12 مباراة مع بايرن في مختلف البطولات، ليصبح معدل مساهمته في الأهداف يقارب الهدف في كل مباراة.
وكاد كين أن يضيف الرابع، لكن الحارس تصدى لمحاولته قبل أن ترتطم متابعة كين بالقائم، لينتهي الشوط الأول بثلاثية نظيفة وسط استسلام تام من بروج.
في الشوط الثاني، دخل بروج بتعديلات لكنها لم تفلح في كسر الحصار البافاري.
واصل بايرن ضغطه، وأجرى كومباني تغييرات تكتيكية بإشراك جوريتسكا وبيشوف ونيكولاس جاكسون بدلا من كارل وكين وجيريرو، لإراحة النجوم وتنشيط الهجوم.
وفي الدقيقة 79، جاء الهدف الختامي والمستحق.
بعد عرضية من لايمر ارتطمت بالمدافع، تهيأت الكرة أمام البديل نيكولاس جاكسون داخل منطقة الست ياردات، ليودعها المرمى بسهولة معلنا تسجيل الهدف الرابع.
انتهت المواجهة بفوز بايرن ميونخ (4-0)، ليؤكد الفريق أنه يسير بخطى ثابتة نحو الأدوار الإقصائية، في ليلة سجل فيها الشباب الواعد لينارت كارل أول أهدافه التاريخية، وتألق فيها هاري كين ولويس دياز، ليثبت بايرن ميونخ أنه ماكينة لا تعرف التوقف في المسابقات الأوروبية.
