وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ونظيره الهولندي ديفيد فان فيل
هولندا تدعم الأردن بـ 131 مليون يورو للمياه.. والصفدي : الأولوية لتثبيت هدنة غزة
- الصفدي يتفق مع فان فيل على إطلاق "خطة عمل" لدراسة واقع التعاون والبدء بتوسيع آفاقه في قطاعات محددة كالتعليم، والسياحة، والتجارة، والصناعة.
- الصفدي يشدد على أن "تثبيت وقف إطلاق النار" في قطاع غزة والبدء بمناقشة "المرحلة الثانية" هما "أولويتان أساسيتان".
- فيل يثني على دور الأردن في تحقيق الهدنة، ويؤكد أن الخطوة التالية، بعد تأمين المساعدات، يجب أن تتمثل في "إحلال الأمن في غزة وتمكين الفلسطينيين من إدارة القطاع".
استقبل نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، نظيره الهولندي ديفيد فان فيل، اليوم الاربعاء في عمان.
وأسفر اللقاء الثنائي عن اتفاق على "خطة عمل" لتوسيع التعاون الثنائي، تزامنا مع تأكيد مشترك على "الأولوية الأساسية" لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والضرورة الملحة للبدء بمناقشة المرحلة الثانية منه.
يأتي هذا الاجتماع في توقيت سياسي دقيق، يتزامن مع الجهود الدولية لتثبيت الهدنة الهشة في قطاع غزة، ومحاولات منع توسع الصراع. وتعد هولندا شريكا استراتيجيا للأردن داخل الاتحاد الأوروبي، و"أكبر مستورد للسلع الأردنية" في أوروبا، وتستعد العاصمتان للاحتفال باليوبيل الماسي (75 عاما) لعلاقاتهما الدبلوماسية العام المقبل.
دعم "الناقل الوطني" ومسار غزة
في اللقاء الذي عقد بوزارة الخارجية، اتفق الصفدي وفان فيل على إطلاق "خطة عمل" لدراسة واقع التعاون والبدء بتوسيع آفاقه في قطاعات محددة كالتعليم، والسياحة، والتجارة، والصناعة.
وأكد الوزير الهولندي التزام بلاده القوي بدعم الأردن، لا سيما في "قطاع المياه الحيوي"، معلنا عن توقيع اتفاقية بقيمة 31 مليون يورو لدعم مشروع "الناقل الوطني"، والتزام بتقديم 100 مليون يورو إضافية لإدارة المياه مستقبلا.
إقليميا، شدد الصفدي على أن "تثبيت وقف إطلاق النار" والبدء بمناقشة "المرحلة الثانية" هما "أولويتان أساسيتان".
وجدد التأكيد على موقف المملكة الثابت الرافض لـ "استخدام التجويع سلاحا" في غزة، مطالبا بـ "وقف التصعيد الخطير" للاحتلال في الضفة الغربية المحتلة وانتهاكاته للمقدسات في القدس.
من جانبه، أثنى فيل على دور الأردن في تحقيق الهدنة، مؤكدا أن الخطوة التالية، بعد تأمين المساعدات، يجب أن تتمثل في "إحلال الأمن في غزة وتمكين الفلسطينيين من إدارة القطاع".
يبرز هذا اللقاء توافقا أردنيا-أوروبيا (عبر هولندا) ليس فقط حول ضرورة تثبيت الهدنة لأسباب إنسانية، بل حول أهمية الانتقال الفوري إلى "المرحلة الثانية" (السياسية) من الاتفاق.
ويظهر تثمين الصفدي لمواقف هولندا، بما في ذلك حظر دخول وزراء من حكومة الاحتلال (مثل بن غفير وسموتريتش) إلى أوروبا، وجود تمايز أوروبي واضح تتكئ عليه الدبلوماسية الأردنية في حشد المواقف الدولية الرافضة لإجراءات الاحتلال الأحادية.
كما يعكس الدعم الهولندي المالي الكبير لقطاع المياه (بإجمالي 131 مليون يورو) عمق الشراكة الاستراتيجية، وإدراكا أوروبيا لأهمية استقرار الأردن كـ "ركيزة للأمن" في المنطقة.
هذا و يؤسس اللقاء الأردني-الهولندي لمسار مزدوج: الأول، تعزيز التعاون الثنائي العملي (عبر "خطة العمل")، والثاني، تكثيف التنسيق العربي-الأوروبي للضغط من أجل ترجمة وقف إطلاق النار في غزة إلى "أفق سياسي حقيقي" يفضي إلى تجسيد حل الدولتين، ومنع تدهور الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة.
