ستيف ويتكوف و جاريد كوشنر
ويتكوف وكوشنر في تل أبيب لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
- مبعوثان أمريكيان في الأراضي المحتلة لمهمة عاجلة لإنقاذ تهدئة غزة
وصل المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف وكبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر، الاثنين، إلى الأراضي المحتلة في زيارة عاجلة تهدف إلى منع انهيار وقف إطلاق النار الهش في قطاع غزة، بحسب ما أفادت وسائل إعلام عبرية ومصادر دبلوماسية.
وتأتي هذه الزيارة بعد تصعيد خطير شهد مقتل جنديين تابعين للاحتلال في هجوم نفذته حركة حماس جنوب القطاع، ما أثار مخاوف من تجدد المواجهات العسكرية بين الطرفين.
رد الاحتلال على الهجوم
على إثر الحادث، شنت قوات الاحتلال سلسلة من الغارات الجوية على أهداف متعددة في أنحاء غزة، ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى بين الفلسطينيين، وفقا لمصادر طبية فلسطينية.
وأكدت المصادر أن هجوم الاحتلال الإسرائيلي جاء ردا على مقتل الجنود في مدينة رفح، في أول حادث يسفر عن قتلى منذ بدء التهدئة.
أهداف الزيارة الأمريكية
تأتي زيارة ويتكوف وكوشنر ضمن جهود دبلوماسية أمريكية مكثفة لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار الذي شهد منذ البداية خروقات متكررة من الطرفين.
ووصف مسؤولون أمريكيون الوضع في القطاع بأنه "هش للغاية"، مؤكدين على ضرورة التزام جميع الأطراف بالاتفاق لتجنب اندلاع مواجهة عسكرية واسعة قد تتسبب في خسائر بشرية كبيرة.
وأوضح المسؤولون أن جدول لقاءات الوفد يشمل اجتماعات مباشرة مع كبار المسؤولين في الاحتلال، وعلى رأسهم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، إضافة إلى لقاءات مع قادة عسكريين ومسؤولين أمنيين لمناقشة الآليات الفورية لتثبيت التهدئة وتقليل المخاطر على المدنيين الفلسطينيين وسكان المناطق المحتلة على حد سواء.
معالجة الخروقات ومنع التصعيد
وأشار مسؤول دبلوماسي مطلع إلى أن الزيارة تهدف أيضا إلى بحث سبل معالجة الخروقات المستمرة للتهدئة، بما في ذلك إطلاق القذائف من غزة والرد عبر الغارات الجوية، والتوصل إلى ترتيبات عملية تمنع تصعيد الوضع العسكري.
وأكد المصدر أن الإدارة الأمريكية تراقب تنفيذ بنود الاتفاق عن كثب، مع متابعة دقيقة لأي انتهاكات مستقبلية.
السياق الإنساني والأمني
تأتي التحركات الأمريكية على خلفية تهديدات بتصعيد عسكري محتمل بعد الهجوم الأخير، حيث يخشى المراقبون أن تؤدي أي مواجهة جديدة إلى موجة عنف واسعة تطال المدنيين في غزة، الذين يعانون أصلا من آثار الحصار والنزاع المستمر منذ سنوات، بالإضافة إلى تداعيات الصراع على البنية التحتية الحيوية والخدمات الأساسية في القطاع.
كما من المتوقع أن يصل نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس خلال الأيام المقبلة لمتابعة المباحثات والدوريات الأمنية، والعمل على دعم الجهود الدبلوماسية لضمان الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
أهمية الزيارة
ويعد وصول مسؤولين أمريكيين بهذا المستوى في هذا التوقيت الحرج مؤشرا على جدية واشنطن في متابعة تنفيذ الاتفاق ومنع أي انهيار محتمل له، في ظل التوترات المستمرة بين الاحتلال وحماس، وتصاعد المخاوف من مواجهة عسكرية شاملة يمكن أن تؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا.
وأكد مراقبون أن نجاح هذه الزيارة قد يكون حاسما في تثبيت الهدنة الحالية، بينما فشلها قد يفتح المجال أمام تصعيد جديد في جنوب الأراضي المحتلة وقطاع غزة، مما يزيد من تعقيد جهود السلام ويضع المجتمع الدولي أمام تحديات إنسانية وسياسية كبيرة.
