الرئيس الامريكي دونالد ترمب
ترمب يؤكد صمود هدنة غزة رغم التصعيد الأخير ووفد أمريكي يصل إلى تل أبيب
- ترمب يؤكد صمود هدنة غزة رغم استشهاد 45 فلسطينيا.. ووفد أمريكي رفيع يصل تل أبيب لمتابعة الاتفاق
أعلن الرئيس الأمريكي ترمب، في تصريحات صحفية، أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس "لا يزال قائما"، مؤكدا أن الخروقات الأخيرة التي شهدها قطاع غزة لا تمثل انتهاكا للهدنة من قبل قيادة الحركة الرسمية، بل ترجع إلى "بعض المتمردين داخل حماس".
وأشار ترمب إلى أن الولايات المتحدة ستتعامل مع هذه الأحداث "بحزم، ولكن كما ينبغي"، مؤكدا التزام واشنطن بضمان استمرارية الهدنة.
وفد أمريكي رفيع يصل تل أبيب لمتابعة الاتفاق
تزامنا مع ذلك، وصل إلى إسرائيل وفد أمريكي رفيع المستوى يضم مستشارين مقربين من الرئيس ترمب، أبرزهم صهره ومستشاره الخاص جاريد كوشنر، والمستشار ديفيد ستيفنويت، لمتابعة تنفيذ الاتفاق على الأرض وضمان استمراريته.
ومن المقرر أن يلتحق بهم نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس يوم غد الثلاثاء، لعقد لقاءات مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين، وذلك ضمن الجهود الدبلوماسية الأمريكية للحفاظ على الهدنة واستقرار الوضع في القطاع.
وكان الاحتلال قد أعلنت مساء الأحد استئناف العمل بوقف إطلاق النار بعد موجة من الغارات العنيفة على مواقع قالت إنها تابعة لحماس، ردا على هجوم استهدف قواتها.
وأفاد الدفاع المدني في غزة بأن هذه الغارات أدت إلى استشهاد 45 فلسطينيا، بينهم نساء وأطفال، في حين أعلنت مصادر عسكرية "إسرائيلية" عن مقتل اثنين من جنودها في اشتباكات بمدينة رفح جنوب القطاع.
حركة حماس تنفي أي خروقات
من جانبها، نفت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أي علاقة لها بالاشتباكات الأخيرة، مؤكدة في بيان رسمي التزامها الكامل بالاتفاق.
وأوضح البيان أن "لا علم لنا بأي مواجهات في تلك المنطقة، فهي تحت سيطرة الاحتلال، والاتصال مقطوع بما تبقى من مجموعاتنا هناك منذ عودة الحرب في مارس الماضي".
وأكدت الحركة على ضرورة أن يلتزم الطرف الإسرائيلي بالاتفاق أيضا، بما يضمن عدم تكرار الخروقات وضمان حماية المدنيين.
دعوات لتعزيز الأمن والبنية التحتية
وفي تصريحات له، اعتبر نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس أن "الهدنة قد تشهد بعض التقطعات الطبيعية"، داعيا دول الخليج إلى المساهمة في إنشاء "بنية تحتية أمنية" قادرة على نزع سلاح حماس، وهو ما وصفه بأنه عنصر أساسي لتثبيت السلام والاستقرار على المدى الطويل.
وأضاف فانس أن استمرار التعاون الإقليمي والدولي سيكون مفتاحا لتجنب أي تصعيد جديد قد ينذر بعودة العنف إلى القطاع.
خلفية الهدنة الحالية
يذكر أن الهدنة الحالية دخلت حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر الجاري، لتنهي حربا "إسرائيلية" مدمرة على قطاع غزة استمرت أكثر من عامين، وأسفرت عن عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين، وحولت مساحات واسعة من القطاع إلى ركام، مع تشريد آلاف العائلات وفقدان البنية التحتية الأساسية.
ويأتي تثبيت الهدنة في سياق جهود دولية لحماية المدنيين وإعادة الإعمار، ضمن خطة شاملة لتخفيف التوتر وفتح قنوات دبلوماسية بين الأطراف المعنية.
تحديات التنفيذ على الأرض
على الرغم من الاتفاق، يظل الوضع هشا، حيث تواجه الأطراف المعنية تحديات كبيرة في مراقبة وقف إطلاق النار، خصوصا مع وجود مجموعات مسلحة صغيرة خارج نطاق السيطرة المباشرة للقيادات الرسمية.
وتعتبر الزيارات الأمريكية المتكررة جزءا من جهود مراقبة الالتزام بالاتفاق، بالإضافة إلى دعم إنشاء آليات رقابية لضمان عدم حدوث خروقات مستقبلية.
كما يركز الجانب الأمريكي على تقديم دعم إنساني عاجل لسكان القطاع، لتخفيف المعاناة الناجمة عن سنوات النزاع الطويلة، ولخلق بيئة مستقرة تضمن استمرار السلام الهش، مع متابعة دقيقة لكل التطورات الأمنية والسياسية في المنطقة.
