مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

شخص مصاب بالاكتئاب

1
شخص مصاب بالاكتئاب

دراسة صادمة: العيش في شقق الإيجار في اليابان يرفع خطر الوفاة

نشر :  
16:48 2025-10-18|

كشفت دراسة يابانية حديثة ومثيرة للقلق عن وجود ارتباط قوي بين نوع السكن وصحة القلب لدى كبار السن، حيث أظهرت أن الأشخاص الذين يعيشون في شقق مستأجرة يواجهون خطرا أعلى للوفاة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 78% مقارنة بأولئك الذين يمتلكون منازلهم.

وتشير هذه النتائج الصادمة إلى أن جودة وظروف السكن قد تكون عاملا صحيا حاسما، لا يقل أهمية عن النظام الغذائي أو ممارسة الرياضة.

دراسة واسعة النطاق تكشف الحقيقة

الدراسة، التي نشرت في الدورية العلمية المرموقة BMJ Public Health وأجراها باحثون من جامعة طوكيو للعلوم، تابعت ما يقرب من 39,000 شخص مسن على مدى ست سنوات.

واستند الباحثون إلى سجلات وزارة الصحة اليابانية وبيانات طويلة الأمد من دراسة التقييم الجيرونتولوجي اليابانية (JAGES).

وكانت النتائج واضحة حتى بعد تعديلها وأخذ عوامل أخرى في الاعتبار مثل نمط الحياة، ومستوى الدخل، والحالات الصحية السابقة؛ ظل خطر الوفاة بأمراض القلب أعلى بنسبة 78% لدى كبار السن الذين يعيشون في شقق مستأجرة مقارنة بمن يعيشون في شقق مملوكة لهم.

لماذا الإيجار أكثر خطورة؟.. ظروف سكن سيئة وضغط مزمن

يعزو الباحثون هذا الارتفاع الكبير في المخاطر إلى ظروف السكن السيئة التي غالبا ما تتسم بها الشقق المستأجرة، خاصة القديمة منها.

وتشمل هذه الظروف:

ضعف العزل الحراري: يؤدي إلى برودة شديدة داخل المنزل خلال فصل الشتاء.

الضوضاء: سواء من الجيران أو من البيئة المحيطة.

درجات الحرارة المنخفضة: تزيد من إجهاد القلب والأوعية الدموية.

ويقول الدكتور ماساميتشي هانازاتو، أحد المشاركين في الدراسة: "التعرض المتكرر للبرد داخل المنزل، حتى وإن بدا بسيطا، يمكن أن يجهد القلب ويرفع ضغط الدم بشكل تدريجي"، مما يؤدي إلى إجهاد مزمن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

العزلة الاجتماعية.. عامل خطر إضافي

لا يقتصر الأمر على العوامل المادية، بل تشير الدراسة أيضا إلى أن الشقق المستأجرة، خاصة في المناطق الحضرية المكتظة، قد تعزز العزلة الاجتماعية لدى كبار السن. وتعتبر العزلة الاجتماعية عاملا معروفا يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب والاكتئاب وتدهور الصحة العامة.

وتؤكد مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أن الظروف الاجتماعية والبيئية، بما في ذلك جودة السكن، تعد من المحددات الرئيسية للصحة، لا سيما بين كبار السن.

السكن كعامل صحي أساسي.. دعوة لإعادة التفكير

تفتح هذه الدراسة الباب أمام نقاش عالمي حول ضرورة النظر إلى السكن ليس فقط كمأوى، بل كعامل صحي أساسي. يقول الدكتور واتارو أوميشيو، المؤلف الرئيسي للدراسة: "هذه النتائج تساعد على إعادة تعريف ما يعنيه التقدم في السن بصحة جيدة. لا يمكننا تجاهل التأثير الخفي لظروف السكن على صحة كبار السن".

ورغم تركيز الدراسة على اليابان، التي تواجه تحديا ديموغرافيا كبيرا مع وصول نسبة كبار السن إلى 30%، إلا أن نتائجها تحمل دلالات عالمية. ففي العديد من المدن حول العالم، يعيش كبار السن المستأجرون في شقق قديمة وأقل كفاءة، مما يعرضهم لنفس المخاطر.

وتقدم الدراسة تحذيرا واضحا لمخططي المدن ووزارات الصحة وهيئات الإسكان، داعية إلى التعاون لوضع سياسات تضمن أن يكون السكن آمنا وصحيا، خاصة للفئات الأكثر ضعفا مثل كبار السن.

  • اليابان
  • الاكتئاب
  • مضادات الاكتئاب