مستوطنون يقتحمون مزارع الفلسطينيين بحماية جيش الاحتلال
بالتزامن مع موسم الزيتون.. تصاعد اعتداءات المستوطنين وجيش الاحتلال بالضفة الغربية
- سلسلة اعتداءات متزامنة نفذتها مليشيات المستوطنين المتطرفين تحت حماية مشددة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، استهدفت المزارعين الفلسطينيين أثناء عملهم في أراضيهم خلال موسم قطف الزيتون
- اقتحمت قوات الاحتلال فجرا منزل عائلة الشهيد الطفل محمد الحلاق (11 عاما) في قرية الريحية، وقامت بإزالة صوره ورايات الفصائل من بيت العزاء، وصادرت تسجيلات كاميرات المراقبة
شهدت مناطق واسعة من الضفة الغربية المحتلة، خلال ساعات الليل وصباح اليوم السبت، سلسلة اعتداءات متزامنة نفذتها مليشيات المستوطنين المتطرفين تحت حماية مشددة من جيش الاحتلال الإسرائيلي. وتركزت هذه الاعتداءات بشكل أساسي على المزارعين الفلسطينيين أثناء عملهم في أراضيهم خلال موسم قطف الزيتون، الذي يعتبر رمزا للصمود الفلسطيني في وجه سياسات الاحتلال والاستيطان.
اعتداءات منظمة لمنع قطف الزيتون
تعددت أشكال الاعتداءات وتوزعت على مناطق مختلفة، بهدف واضح هو منع الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم وجني ثمار زيتونهم:
- في ترمسعيا (شمال رام الله): هاجمت مجموعات من المستوطنين المزارعين أثناء عملهم، مما أدى إلى إصابة مواطن بجروح في الرأس. ولم تكتف المليشيات بذلك، بل أطلقت تهديدات صريحة بإحراق أشجار الزيتون في حال عودة المزارعين إلى المنطقة.
- في مخماس (شمال القدس): منعت مجموعات مسلحة من المستوطنين، تحت حماية جنود الاحتلال، الأهالي من دخول أراضيهم لقطف الزيتون، وسط توثيق شهود عيان لاعتداءات لفظية وجسدية (شتائم ودفع) طالت المزارعين.
- في كوبر (شمال رام الله): قمعت قوات الاحتلال بعنف فعالية تضامنية لقطف الزيتون، حيث أطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه الأهالي والصحفيين، مما أدى إلى وقوع حالات اختناق وإصابات طفيفة. وأجبر المزارعون في النهاية على مغادرة أراضيهم بعد أن منعوا من الوصول إلى حقولهم.
- في شرق نابلس وبيت لقيا: منعت مليشيات المستوطنين المزارعين من الوصول إلى أراضيهم في منطقة الفنجل، بينما أطلق جنود الاحتلال النار تجاه مزارعين آخرين في بلدة بيت لقيا (جنوب غرب رام الله) أثناء عملهم في أراضيهم.
مداهمات واعتقالات وانتهاك لحرمة بيوت العزاء
لم تقتصر انتهاكات الاحتلال على منع قطف الزيتون، بل تزامنت مع تصعيد في الاقتحامات والاعتقالات ومداهمة المنازل:
في الخليل: اقتحمت قوات الاحتلال فجرا منزل عائلة الشهيد الطفل محمد الحلاق (11 عاما) في قرية الريحية، وقامت بإزالة صوره ورايات الفصائل من بيت العزاء، وصادرت تسجيلات كاميرات المراقبة، واستمرت في التحقيق الميداني مع أفراد العائلة، في انتهاك صارخ لحرمة الموت.
إغلاقات واعتقالات: أغلقت قوات الاحتلال مداخل بلدات حوارة وبيتا وأودلا جنوب نابلس بالبوابات الحديدية والسواتر الترابية. كما نفذت حملة اعتقالات طالت عددا من الشبان في جنين وبلدة بيت قاد شرقها، واقتحمت بلدتي بيت سيرا (قضاء رام الله) وعناتا (شمال شرق القدس)، حيث داهمت منزل الأسير المحرر والمبعد إلى مصر محمود موسى عيسى.
اقتحامات متواصلة: شهد مخيم قلنديا شمال القدس إطلاقا مكثفا للقنابل الصوتية خلال عملية اقتحام واسعة. كما استهدفت قوات الاحتلال بعبوة محلية الصنع أثناء اقتحامها مخيم عسكر القديم شرق نابلس. وطالت الاقتحامات أيضا بلدات نعلين غربي رام الله والبرج جنوب الخليل.
وتأتي هذه الاعتداءات لتؤكد مجددا على السياسة الممنهجة التي يتبعها الاحتلال ومستوطنوه لسرقة الأرض الفلسطينية والتضييق على المزارعين، خاصة خلال موسم الزيتون الذي يمثل مصدر رزق أساسي لآلاف العائلات الفلسطينية، ورمزا لتجذرهم في أرضهم.
